بقلم | ماهر ضياء محيي الدين
قرار الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي لم يكن مستبعدا في ظل كل المعطيات والمؤشرات التي سبقت كلمة ترامب قبل أيام، لكن الأهم ماذا سيكون الوضع العالمي وردود أفعال جميع إلاطراف بعد الخطاب الأمريكي.
الإدارة الأمريكية أصبحت اليوم في مفترق طريق ونقطة تحول قد تكون الأصعب في تاريخها المعاصر من اجل تنفيذ مخططاتها ومشاريعها في ظل صراع محتدم مع خصوم وقفوا ضدها بالمرصاد وافشلوا كل خططها رغم تعدد أساليبها وألاعيبها في إضعاف الآخرين وإقصاءهم، لكنها في نهاية المطاف فشلت لتختار طريق المواجهة المباشرة مهما كان الثمن حتى تحقق أهدافها وغايتها.
نتائج هذا القرار ستكون وخيمة على الكل لتكون كل الاحتمالات والخيارات حاضرة نحو التصعيد ومحاولات احتواء الأزمة من بعض الإطراف بات بالفشل والعمل على اتفاق جديد حسب الرغبة الأمريكية لعبة منهم من اجل كسب الرأي العالمي لصالحهم وخصوصا الموقف الأوربي الرافض لإلغاء الاتفاق النووي أصلا.
فرض عقوبات جديدة على إيران تكون اشد مما سبق، وعلى الشركات التي تتعامل معها وتساعدها سواء كان في البرنامج النووي أو حتى قطاعات أخرى، هي ضربة اقتصادية تسعى من ورائها أمريكا لتحقيق أهم مسالة تضيق الخناق على الجمهورية الإسلامية وحلفاءها وهنا بيت القصيد لان الحرب الاقتصادية هذا المرة تختلف عن السابق بكافة النواحي، ولن تتوقف المسالة عند الحد من العقوبات الصارمة بل ستشمل إجراءات أخرى ضد إيران.
المخاوف من تكرر استخدام الأسلحة النووية بدأت تتلاشى يوم بعد يوم , لان التهديد باستخدامها أصبح لغة اليوم وما قاله ترامب إننا لا نخشى تلك الدولة النووية لان لديهم أسلحة رادعة لها أو أخرى فتاك تفوقها بكثير، ولن تترد الولايات المتحدة في استخدام إي منها وما فعلته في اليابان خير دليل هذا من جانب.
ومن جانب أخر تستخدم قوتها وتهديدات ضد الجميع بمعنى أدق رسالتها شديدة اللهجة تريد إيصالها لكل دول العالم إننا مستعدون للحرب حتى اقتضت الضرورة إن تستخدم الأسلحة النووية ولا نخشى إي طرف كان وهذا أسلوبها المعهود من اجل فرض سطوتها وهيمنتها.
موقف روسيا والصين سيكون لهم ردا يتعدى مستوى التهديد والوعيد، لان روسيا اليوم تتعامل مع مجريات الواقع على الأرض ولقد اثبت أزمة سوريا قوة وحكمة روسيا في حربها ضد الفصائل المسلحة ومن يدعهم ويقف ورائها , واستطاعت من إذلال أمريكا وحلفاءها وهذا سبب التصعيد الأمريكي.
منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979 وليومنا هذا وهي تعيش في ظل حصار اقتصادي وحروب في مختلف الجبهات ولعل حربها اليوم اعنف واشد من السابق بكثير جدا، لكن في نهاية المطاف تبقى صامدة قوية متماسكة وبدليل نظامها ووضعها أفضل من كل وقت سابق في مختلف الجوانب0
إعلان الحرب العالمية الثالثة هو الخيار الأمريكي وما يترتب عليها حرب مدمرة ومن سيدفع ثمنها معلوم من سيكون.