- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الانقلاب الابيض الذي دعى له السيستاني
بقلم | بركات علي حمودي
''ويبقى الامل قائماً بأمكانية تصحيح مسار الحُكم بجهود الغيارى بالطرق القانونية".
من بيان المرجعية يوم الجمعة 17 شعبان 1439 هـ
لم اسمع او أقرأ تحليلاً سياسياً عن هذه الكلمات الكبيرة المعنى الا من القليل من المحللين المختصين.
ماذا كان يقصد المرجع من هذه الكلمات و التي برأيي كانت من اهم ما جاء في هذا البيان ؟
أكان يقصد التصحيح عبر (انقلاب عسكري) ؟
وهذا من المستحيلات.. لأنه ببساطة ورد بنفس الخطاب ان المرجعيه تدعم الجهود السياسية و العملية الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع.. إذاً ما المقصود ؟
المقصود: ان المرجعيه تدعم الجهود البرلمانية (الوطنيةُ) منها للقيام بتغييرات جذرية على الوضع السياسي و الانتخابي، و هذا ما اشُير له في البيان من تذمر المرجع من (النظام الانتخابي الظالم) و (الفساد الاداري و السياسي).
فليس هناك من يستطيع سن القوانين او تغيير الدساتير غير البرلماني..
كيف يكون هذا التغيير و عبر من بالضبط من هذه الجهات (الوطنيه) في البرلمان ؟
أتذكرون الحراك البرلماني في مثل هذه الايام من عام 2016 ؟
كان حراكاً من الخط الثاني و الثالث من جميع الكتل السياسيه (بغض النظر) عن أجنداتهم و اجندات رؤساء الكتل.. و التي كانت على وشك اسقاط الرئاسات الثلاث و ربما اعادة رسم خريطة العملية السياسية و ربما حتى اعادة كتابة بعض فقرات الدستور.
كان حراكاً وضعنا املنا فيه خصوصاً انه جاء تلقائياً من بعض النواب الذين استفزهم الوضع البرلماني مما سببّ تمردهم حتى استشرى التمرد داخل النواب كالنار في الهشيم.
لكن سرعان ما انتهت هذه الثورة البرلمانية بسبب انسحاب كتلة (الأحرار) بسبب (بعبع المالكي) و خوفهم من استغلاله لهذا الحراك حسب قولهم و بالتالي انتهاء هذا الحراك.
و لهذا اقول و ارجوا التركيز على هذه النقطه:
علينا اختيار الاسماء القوية في الانتخابات دون النظر لأسم القائمة او رئيسها.. فربما ما شاهدناه قبل سنتين من حراك برلماني (شاب) من جميع الكتل سنشاهده في البرلمان القادم، بشرط ان احسنا اختيار الاسماء لا الكتل.
فأنا مثلاً اعلن اني سأختار اسم محدد من قائمه لست مقتنعاً برئيسها لكن مقتنع بالشخص الذي سأنتخبه.
المقاطعةُ ليست حلاً اخواني.. و لو كانت نسبة المشاركة هي 5% فستُحسب نتائجها و هذه الـ 5% او اكثر هي الطبقه (المُطبله) للطبقه الفاسدة التي تحدث عنها المرجع قبل ايام والتي ستجلب لنا نفس الفاسدين!
اكرر.. اختاروا الشخوص ولا تختاروا القوائم.