شارك رئيس الوزراء نوري كامل المالكي، في الإحتفال السنوي بيوم بغداد الذي اقيم الاحد على حدائق الزوراء.
وقال رئيس الوزراء في كلمة القاها خلال الإحتفال: لقد كانت بغداد عبر التأريخ هدفا للغزاة والطامعين والمخربين، لكنها عرفت أيضاً بأنها بقيت عصية بوجه التحديات، بهمة رجالها وتأريخها الممتد بالعطاء في مختلف المجالات، لقد مر الغزاة من هنا عبر الزمن لكن بغداد بقيت عاصمة الثقافة والتأريخ، مر بها المغول والتتر، وكذلك المغول الجدد الذين سببوا لها الخراب في كل مرافقها وإرثها التأريخي.
وأضاف: كلما تعرضت بغداد الى هجمة ازداد تمسك وإعتزاز اهلها بها، ونعمل على أن تعود بغداد افضل مما كانت بكل ما فيها من إرث حضاري وعلمي وثقافي، وان تعود إلى جمالها ومنتدياتها الأدبية والثقافية التي جفت في ظل حكم الطغاة والدكتاتورية، لأنهم أعداء لكل تقدم في هذه المجالات، ونعتز أن يكون بيننا اليوم في هذا الإحتفال رموز بغداد من المثقفين والأدباء والإعلاميين والفنانين والرياضيين.
وتابع رئيس الوزراء: اليوم على الجميع أن يعمل من أجل بغداد، الحكومة المركزية والحكومة المحلية، الكل لابد أن يقدم من أجل إعادة الروح الثقافية والعلمية والفنية لها، وإذا مرت بغداد عبر مراحل التأريخ بأحداث جسام، فلا بد أن يتضح كيف اشتدت عزيمة العراقيين من أجلها، فهي عاصمة التأريخ والخلافة والعلماء والفقهاء والأئمة عليهم السلام، وجميعهم يشكلون هذه اللوحة الجميلة لبغداد العراق.
وقال رئيس الوزراء: لقد مرت بغداد بموجة من الإرهاب الاسود وتحالف البعث والقاعدة، ولكننا تمكنا من تحقيق النجاحات بفضل ما قدمته قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وجميع مكونات الشعب الذين تماسكوا واصطفوا بوجه الإرهابيين والخارجين عن القانون.
وتابع: اني أتعجب كيف يريدون أن يعودوا إلى بغداد ويشاركوا في حكمها وهم دعاة القتل والتخريب والتهميش والتدمير، اليوم العراقيون متساوون لايميزهم الإنتماء المذهبي والطائفي والقومي، وعلى أبناء بغداد وجميع أبناء العراق أن يغلقوا كل المنافذ والابواب التي يريد أن يتسلل منها أعداء العراق، سيما ونحن على أبواب الإنتخابات التي نريد من خلالها أن نحمي بغداد وعموم العراق، وأن نقف بوجه دعاة السوء والتمييز، وكما نجح العراقيون في مواجهة التحديات الأمنية، فسينجحون بالحضور الواسع في الخيار الديمقراطي.
وأضاف رئيس الوزراء: لقد شهدت بعض مناطق بغداد إهمالاً متعمداً من قبل النظام المباد على خلفيات طائفية وقومية ومذهبية، وعلينا اليوم أن نلتفت لهذه الظاهرة حتى لاتبقى نقطة سوداء في بناء بغداد العزيزة، داعياً امانة بغداد والجهات ذات العلاقة الى توجيه الجهود لمحيط بغداد واطرافها كمناطق التاجي والرشيد وجنوبي بغداد وام المعالف والمعامل وغيرها من المناطق، وأن لايبقى في بغداد كوخاً واحداً يعاني أهله من الحرمان والفقر والجوع وهناك فيها من يعيش في القصور والثراء، خصوصاً ونحن البلد الغني بثرواته والذي يستطيع أن يحقق الرفاهية للجميع، لذلك ومع الإعتزاز بالجهود التي قدمتها كوادر أمانة بغداد والتضحيات الكبيرة من الشهداء من أجل جميع مناطق العاصمة، أتمنى تكثيف الجهد والعمل في عام 2010 بإتجاه المناطق المحرومة.
وتابع رئيس الوزراء: كما ادعو تحسين مفردات البطاقة ونوجه النداء بهذا الخصوص لوزارتي التخطيط والتجارة، وضرورة بناء الدور السكنية حتى لاتبقى في البيت الواحد عائلتين أو ثلاثة، وأن يتمتع كل شخص بوحدة سكنية، وفي هذا الإطار عملنا على مشروع مدينة الرشيد الذي أنجزته أمانة بغداد وقريباً سنضع الحجر الأساس له والذي يتضمن (65000) وحدة سكنية، ونتجه إلى تحسين الخدمات في المناطق المحرومة كمدينتي الصدر والشعلة.
وقال: لقد كانت الأيام الماضية قاسية علينا لما خلفته الحروب والمغامرات التي خاضها النظام المقبور داخلياً وعبر المحيط الخارجي، هذا يجعلنا اليوم نعمل على تقديم الخدمة لمن فقدوا ذويهم من الشهداء، وأيضاً للأبرياء الذي استهدفوا من قبل الإرهابيين، كما حصل في يومي الأربعاء والأحد الداميين، حين كشف الاعداء عن حقدهم الأعمى على العراقيين ومؤسسات الدولة وعلى كل شبر في بغداد والعراق، وقد كانت أيامنا كلها دامية، أما اليوم وبعد تحقيق الإستقرار الأمني فقد اصبح (الأربعاء والأحد الداميين) كالايام التي نتذكر فيها المغول عندما استهدفوا معالم بغداد.
وأضاف رئيس الوزراء: من هنا أشير إلى ظاهرة التجاوز على مواقع الدولة، التي يسكنها الناس الذين حرموا من الحصول على شبر فيها، نعم نحتاج إلى ضوابط قانونية لحل هذه المشكلة، ولكن إلى جانب ذلك نحتاج إلى ترتيب لهذه التجمعات وليس القيام بهدم بيوتهم التي جمعوها من الصفيح، وأتساءل إلى أين يذهبون، الحل هو أن لايزال بيت من هذه البيوت لحين تعويضهم أو إيجاد البديل لهم أو تخصيص المكان لهم بطريقة نظامية.
وتابع: اليوم نتحدث عن ممارسات سياسية لتقديم المشروع الأفضل والخدمة الأفضل للعراق وبغداد، وقد نختلف بالمفاهيم والطريقة ولكن يجب علينا أن لانختلف بتقديم الخدمة، وأن لايكون الإختلاف على حساب التطور، نتنافس في كل شيء ولكن ينبغي أن ينتهي التنافس في ظل عملية البناء.
وقام رئيس الوزراء بتكريم عدد من كبار ورموز ورواد بغداد من العلماء والمثقفين والأدباء والإعلاميين والفنانين والشعراء، كما اطلع على عدد من المعارض الفنية التي تضمنت مجموعة من الصور لمعالم بغداد وتأريخها، وفعاليات شعرية وفنية وأوبريتات، ومعرض للمنجزات التي حققتها الدوائر البلدية في العاصمة.
وحضر الإحتفال عدد من الوزراء وأعضاء مجلس النواب وعدد من القادة العسكريين والمسؤولين في الدولة، وجمع كبير من أهالي مدينة بغداد.
أقرأ ايضاً
- بالفيديو:علاوي يكشف عن الجهات التي تمتلك الدينار العراقي ومستعدة لشراء الدولار باي طريقة
- الكرباسي يحذر من انتشار الفوضى وتدخل "الغرباء" في سوريا ويدعو لنظام سياسي عادل
- فرض غرامة مالية قدرها مليون دينار على نواب البرلمان العراقي