كشفت مصادر في الشرطة العراقية ومعتقلون سابقون أن معسكر بوكا شكّل مرتعاً خصباً لتنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة التي تدور في فلكها قبل أن تغلقه السلطات الأميركية في أيلول الماضي.
ويقول أبو محمد 32 عاماً من الرمادي: إن «معسكر بوكا كان مدرسة تخرج أعداداً كبيرة من التكفيريين والمتطرفين بطريقة مدبرة ومقصودة وغير عشوائية»، ويضيف الشاب الذي أمضى 26 شهراً في المعسكر: إن «التكفيريين كانوا يختارون الجهلة وأصحاب السوابق في الجريمة لكونهم اللقمة السائغة لهم وبالإمكان إدخال الأفكار المتطرفة إلى عقولهم بسهولة».
بدوره، يؤكد مصدر رفيع المستوى في وزارة الداخلية أن «معظم المشتبه فيهم الذين اعتقلناهم بعد الهجوم المزدوج في 19 آب الماضي ضد وزارتي المالية والخارجية كانوا معروفين في معسكر بوكا كما أن السيناريو ذاته تكرر في الهجوم الأخير في 25 تشرين الأول».
وتؤكد أوساط أمنية أن الانتحاريين اللذين نفذا هجمات آب، ما أدى إلى مقتل نحو مئة شخص، كانا معتقلين في بوكا، وينطبق الأمر ذاته على منفذي هجمات 25 تشرين الأول على وزارة العدل ومبنى محافظة بغداد ما أسفر عن مقتل 153 شخصاً. لكن المتحدث باسم إدارة المعتقلات الأميركية براد كيمبرلي ينفي ذلك ويؤكد «عدم تلقي أي دليل (من الجانب العراقي) على تورط أي معتقل سابق في هذه الهجمات»، ويقول: «مراكز الاعتقال التابعة لنا هي أفضل المدارس لمساعدة المحتجزين على النجاح في المجتمع».
ويقول أبو ياسر 45 عاماً الذي كان معتقلاً في معسكر بوكا: «إنهم يعلمونهم علناً كيف يتعاملون مع الكفار وأهمية القضاء عليهم وأن نهايتهم ستكون في الجنة»، ويضيف: إن «الأميركيين مطلعون تماماً، بمساعدة كاميراتهم وأجهزة التنصت، على عمليات غسيل الدماغ التي يقوم بها عناصر القاعدة». وينفي كيمبرلي أن يكون تنظيم القاعدة قد استطاع اختراق المعسكر بوجود رقابة عسكرية صارمة على المحتجزين ويختم قائلاً: «يتم فصل المحتجزين عن المعتقلين الأكثر تطرفاً لأننا لا نريدهم أن يتأثروا بمن يسعون إلى شن هجمات ضد الشعب العراقي وقوات التحالف». وشيدت القوات الأميركية معسكر بوكا وسط صحراء قاحلة في أقصى جنوب العراق بعد الاجتياح عام 2003، وأمضى نحو مئة ألف معتقل فترات متفاوتة خلال ستة أعوام بحيث بلغت أعدادهم ذروتها مع نحو 22 ألفاً عام 2007. ولدى إغلاقه في 17 أيلول الماضي، تم نقل ثمانية آلاف معتقل إلى معسكري التاجي، شمال بغداد، وكروبر غربها.
وكالات
أقرأ ايضاً
- بالفيديو:علاوي يكشف عن الجهات التي تمتلك الدينار العراقي ومستعدة لشراء الدولار باي طريقة
- فرض غرامة مالية قدرها مليون دينار على نواب البرلمان العراقي
- عالمياً وعربياً.. العراق ضمن أغلى أسعار وجبات الطعام في المطاعم