- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
سوريا... والمصير الكارثي الذي تنتظره / 4
بقلم : عبود مزهر الكرخي
وفي مقالنا سوف نستعرض تركيبة الحكومة الانتقالية التي تشكلت في سوريا، ولن نتطرق إلى الجولاني لأن سيره حياته المجرمة قد أضحت واضحة للجميع في كونه من أعمدة الإرهاب في الفترة والذي لا يقل عن بن لادن والظواهري والبغدادي، لكن نأخذ عينة ممن هم في سدة الحكم الآن.
وهناك معلومة يجب الانتباه اليها وهي أنه " كشفت الجاسوسة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف المقبوض عليها الان في العراق أن 12 مجموعة سورية معارضة و ميليشيات متحالفة معها تم تمويلها بشكل مباشر من قبل إسرائيل على رأسها ميليشيات من يسمى نفسه بالجولانى و هو عميل مباشر للموساد كما سبق ان ذكرت و هذه اعترافات مفصلة بمهمتها فى سوريا والعراق!! " وهذا الكلام موثق من قبل تلك الجاسوسة في شريط فيديو...
وأول هذه الشخوص التي نلقي عليها الضوء هو وزير الدفاع(مرهف ابو قصرة)وهو ارهابي من الدرجة الأولى وقاد الكثير من العمليات في قتل الشيعة والنصيرية العلويين كما هم يسمونهم وللعلم أن زير الدفاع السوري الجديد في نظام أحمد الشرع؛ قد أضحى بين ليلة وضحاها من إرهابي مدمر الكنائس الى لواء ووزير دفاع رسمي.، ولديه فيديو موثق وفيه يحطم تمثال السيدة مريم العذراء ويكبر على تحطيم التمثال، وهو مهندس زراعي وتم دمجه بالمؤسسة العسكرية ومنحه رتبة لواء من قبل الجولاني، وكان المسؤول العسكري الى هيئة تحرير الشام(جبهة النصرة سابقاً)وكان أحد قادة داعش في سوريا.
ولو رجعنا إلى الجولاني و تحولات الشرع حديثة العهد، حسبما قال لـ"الشرق"، آرون زيلين، الباحث في معهد واشنطن للسياسيات ومؤلف كتاب "عصر الجهاد السياسي: دراسة في هيئة تحرير الشام"، معتبراً أن مناقشة مسألة مصداقيته تبدو "رمادية ومعقدة"، فقد شاهده الناس لأول مرة في عام 2016 كانت لحيته طويلة، وعلى رأسه عمامة، ويتحدث عن مشروع "الخلافة" الذي يطمح إلى تحقيقه كزعيم لتنظيم "جبهة النصرة".
ولو تتبعنا تاريخ الجولاني نجده أنه ظهر في 9 يونيو 2013، أصدر الجولاني أول بيان صوتي له، أعلن خلاله مبايعة أيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة" المدرج على قوائم "الإرهاب"، وفي 9 ديسمبر من العام نفسه، أجرى مقابلة مع قناة "الجزيرة" مدتها 50 دقيقة، كانت الأولى له مع وسيلة إعلام تلفزيونية، لكنه لم يكشف وجهه أبداً، بل أدار ظهره للكاميرا والتقطت العدسة جزءاً صغيراً من رأسه وأنفه مغطى برداء أسود.
أما اسمه الحقيقي فلم يكن معروفاً حتى ذلك الوقت، وكان لقبه "الفاتح أبو محمد الجولاني"، المستوحى من لقب السلطان العثماني محمد الثاني الذي فتح القسطنطينية (إسطنبول) في عام 1453 وقضى على الإمبراطورية البيزنطية. وأوضح الشرع في تلك المقابلة، أن مشروع تنظيمه "جبهة النصرة" يهدف إلى "حكم سوريا وفق الشريعة".
ثم أجرى الجولاني مقابلة ثانية مع "الجزيرة" القطرية، عُرضت على جزأين خلال مايو ويونيو 2015، في مكان غير معروف بالشمال السوري، لكن ناشطين قالوا آنذاك إن الأثاث الذي جلس عليه هو نفسه الذي كان موجوداً في قصر محافظ إدلب قبل سقوط المدينة في يد المعارضة، وأكد "أمير جبهة النصرة"، كما تم تعريفه في تلك المقابلة، أن تنظيمه "لا يريد أن يحكم سوريا، ومهمته هي إسقاط النظام وإقامة حكم إسلامي راشد".
وفي يوليو 2016 ظهر الجولاني للمرة الأولى بالصوت والصورة، مرتدياً معطفاً عسكرياً، وواضعاً على رأسه عمامة شبيهة بعمامة أسامة بن لادن، معلناً فك الارتباط عن تنظيم "القاعدة"، وتغيير اسم تنظيمه إلى "جبهة فتح الشام"، وإلى جانبيه جلس رجلان ملتحيان، على اليمين أحمد سلامة مبروك "أبو فرج المصري" القيادي في التنظيم، وعلى اليسار المرجع الشرعي له، عبد الرحيم عطون "أبو عبد الله الشامي"، وهؤلاء مطلوبين من قبل دولهم بتهمة الإرهاب، وهذا الأخير أيضاً أجرى تغييرات في شكله وهندامه، إذ خفف لحيته وبدأ يرتدي البناطيل والقمصان بدلاً من الثوب والعمامة.
كان ظهور الجولاني الأول منسجماً مع الصورة المرسومة حوله، سواء على مستوى الخطاب الأيديولوجي أو المظهر الخارجي، لكن تلك الهيئة ستمر بسلسلة تحولات كبيرة في السنوات التالية.
سعى "الجولاني" إلى إبعاد مجموعته علناً عن تنظيم "القاعدة" وأعاد تسميتها بـ"جبهة فتح الشام". وفي يناير 2017، أخفق مشروع التنظيم في الاندماج مع فصائل أخرى، إذ اكتفى بتغيير الاسم مرة أخرى إلى "هيئة تحرير الشام".
وتجدر الإشارة إلى أن لدى عطون، (المفتي الشرعي السابق لجبهة النصرة والحالي لتحرير الشام)، كتاباً بعنوان "معالم في الفكر والثورة"، كان قد فُرض كمقرر دراسي على جميع طلاب السنة الدراسية الثالثة في مختلف جامعات محافظة إدلب، ويهاجم الكتاب، وفقاً لتقرير نشره موقع "تلفزيون سوريا" المعارض لنظام الأسد، في أبريل الماضي، المذاهب الفكرية المعاصرة، مثل العلمانية والليبرالية والحداثة والنسوية.
كما يفترض الكتاب أن "اضطهاد السنّة من قبل نظامي الأسد الأب والابن كان السبب لقيام الثورة السورية"، معتبراً أن "الشعب السوري باعتبار ينتمي للمذهب السني، يؤمن ويحمل أفكار الجهاد لا أفكار العلمانية" (1).
وفي جزئنا القادم إن شاء الله سنلقي على التحولات الدراماتيكية التي جرت في سوريا وهل هي خريف عربي؟ أم كما يدعون ومعهم حلف الشر والشيطان تحول ثوري وربيع عربي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أقرأ ايضاً
- سوريا... والمصير الكارثي الذي تنتظره / 5
- سوريا... والمصير الكارثي الذي تنتظره / 3
- سوريا... والمصير الكارثي الذي تنتظره / 2