دعا ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 4 جمادي الآخرة 1430هـ الموافق في 29-5-2009م مجلس النواب الموقر توخي الدقة والرقابة المسؤولة بقوله: في جميع دول العالم إذا خلا أي مسؤول من الرقابة فتكون العملية عملية غير مستقيمة، مضيفا إن مجلس النواب في دول العالم وفي العراق حقيقة هو عيون على المسؤول ولا بد من مجلس النواب من وظيفة وهذه الوظيفة يعبر عنها الآن بالوظيفة الرقابية.
وطالب سماحته بتفعيل الوظيفة الرقابية لمجلس النواب الموقر إذ لابد أن يأخذ دوره بما عهد إليه، وتساءل ما هو المعهود لمجلس النواب في الدستور؟ معهود له مجموعة وظائف كذا وكذا وكذا وإذا لم يطلع المجلس بهذه الوظائف فانه لا يؤدي غرضه بالشكل الصحيح وبالنتيجة ستبقى ثغرات وهذه الثغرات لا يمكن أن تملأ إلا من خلاله فإذا كان لا يمارس هذه الصلاحيات فستبقى الثغرات وتبقى المشكلة ولا يمكن أن تحل، راجيا من الإخوة الأعزاء في مجلس النواب أن يمارسوا دورهم الدستوري وصلاحياتهم الدستورية بما كفل لهم الدستور وسيرون أن هذه الحالة سوف تثلج قلوب المواطنين لأنهم يشعرون أن هناك مجموعة من أفراد الشعب لم يتأثروا بمال أو منصب بل بقوا على العهد معهم يتابعون حيثيات الأمور للوصول إلى نتائج طيبة، وهذه الصلاحيات هي في عهدة مجلس النواب والمرجو من الإخوة أن لا يقصروا في ممارسة هذا الدور بشكل جيد.
وفيما يتعلق بالفساد المالي والإداري الذي يقض مضاجع الدولة ذكّر سماحة السيد الصافي إن هيئة النزاهة أصدرت مذكرات إلقاء قبض على أكثر من 997 من جملتهم 53 شخصا بمركز مدير عام فصاعدا وبعضهم قد ألقي القبض عليهم وقال: نحن نشد على الأيادي بشرط أن لا نعطي المشكلة اكبر من حجمها ولا مع غض النظر عن المشكلة وكأنها لم تكن وإنما مع الضوابط العامة.
علما إن جوانب الفساد الإداري أصبحت حالة مخيفة في البلد وفي كل مرة نسمع أن هناك محاولة للقضاء عليه، وهذا الذي يذكر الآن من القضاء على ظاهرة الفساد الإداري والمالي هو حالة صحية قائلا للمسؤولين: اضربوا بأيادي من حديد على كل مفسد ثبتت إدانته مع غض النظر عن أي جهة ينتمي لها هذا المفسد كما تقولون إن الإرهاب لا دين له فالمفسد أيضا لا دين له.
وتابع سماحته: وكما قضينا على الإرهاب إن شاء الله قضاء تاما أيضا يجب أن نتابع العملية ونجتث المفسد لكن بعد ملاحظة ما يلي:
1- أن لا تكون هذه التحركات انتقامية وإنما تكون موضوعية.
2- أن لا تكون هناك حسابات سياسية ودوافع وراء هذه العملية وان تكون بدوافع مهنية موضوعية .
3- أن لا تكون أيضا بدوافع شخصية.
وعلل ممثل المرجعية الدينية العليا أنه وكما يطهر الجانب المالي بالإنفاق أيضا يجب أن يطهر الجانب الإداري بالقضاء على آفة الفساد، أي إننا لا ينبغي لنا أن نأتي بأناس بعيدين عن الوظيفة والمهنية ونعطيه منصبا كبيرا لأنه قريب منا أو نكافئه لأنه محسوب علينا، هذا يجب أن لا يكون على حساب الناس لان المهنية مطلوبة، معتقدا إن مسائل الفساد الإداري والمالي جزء كبير منها بسبب الخلل الإداري الذي نعيش فيه، مكررا على ضرورة أن يكون التشخيص مهنيا وموضوعيا بعيدا عن الانتقامية والمحسوبيات الشخصية والسياسية.
أما عن بعض الظواهر السلبية التي تشهدها دوائر الدولة ذكر سماحته ظاهرتين على نحو الإيجاز:
الأولى: بعض موظفي الدوائر قد تقولبوا بقالب إما ورثوه من الحقبة السابقة أو الذي جاء جديدا تعلم من الذي قبله من سالف الأزمان وأصبح هذا الموظف عبارة عن حجر وجهه مكفهر لا يرد السلام ولا يشجع المراجع ولا يهتم بالجانب الإنساني تراه لا تمييز بينه وبين الكرسي الذي يجلس عليه!!! هذا جماد وهذا كأنه لم يخلق الله في قلبه من الرحمة شيئا، هذه التربية سيئة جدا ورثها البعض من السابق فأساء السابق وأساء اللاحق.
وأشار سماحته ليعلم أولئك؛ أن الذي يأتي لدوائر الدولة يأتي لحاجة، وعلى الموظف أن يداري الناس وان تكون هناك إنسانية واستقبال وحالة من الطمأنينة، فليس المراجع عبدا عند الموظف والموظف يأمر وينهى لأنه جلس على الكرسي الذهبي، معتبرا إن كل هذا وغيره من المزاجيات غير المحببة مما ولدت نقمة من الناس على بعض الدوائر وعلى المسؤول المعني بملاحظة هذا الموقف لتجنب تداعياته الخطيرة.
الثانية: أرجو من الإخوة أعضاء مجالس المحافظات والمحافظين الجدد الآن في هذه الدورة أن يهتموا بمداخل المدن، فمداخل المدن هي واجهة المدينة، معمما حديثه إلى جميع المحافظات بقوله: إن واجهات المدن تحتاج إلى رؤية متحضرة وحضارية تشعر الداخل بالاطمئنان والراحة.
وفي الختام طالب سماحته بعض دوائر الدولة أن لا ترفع العلم العراقي المهلهل الذي مضى على بعضه أكثر من سنة فإنه لا يبدل وأصبح شكله لا يتناسب وفي بعض الحالات ممزق!! مؤكدا إن طبيعة وجود العـلم بهذا الشكل فيه نوع من عدم الاحترام مناشدا الجميع إن احترام بلدنا هو احترام العلم.
موقع نون
أقرأ ايضاً
- رئيس الوزراء: العراق يتجه إلى تطوير صناعته النفطية والتوسع في إنتاج وتصدير المشتقات
- السوداني: حجم الاستثمار العربي والأجنبي في العراق وصل إلى 63 مليار دولار
- لم يمهله كثيرا:الاعلان عن وفاة الاعلامي العراقي كريم بدر بعد صراع مع المرض