اعلنت العتبة الحسينية المقدسة عن تحملها لمبالغ تخفيض (90) بالمئة من تكاليف علاج مرضى اعتلال الاعصاب والعضلات، حيث سددت مبلغ مليار و(880) مليون دينار من مجموع ملياري دينار خلال العام الماضي (2024) لمرضى تعالجوا في مركز الهادي (عليه السلام) لاعتلال الاعصاب والعضلات التابع لها، والذي استقبل (8173) مريضا ثمانية اشهر من افتتاحه.

امراض وكفاءات

وقال مدير المركز الدكتور "صالح سلمان الجابري" في تصريح خص به وكالة نون الخبرية ان" المركز هو الاول من نوعه في العراق الذي يستقبل مرضى الاعتلال العضلي والعصبي الذين كانوا قبل افتتاح المركز يعانون كثيرا كونهم فئة مهملة مركونة تعاني صحيا ونفسيا ومعنويا وماديا، وما يستحق الاشارة اليه ان دولا متقدمة جدا في المجال الصحي مثل المملكة المتحدة البريطانية ما زالوا يجدون ان هؤلاء المرضى يعانون كثيرا لعدم وجود العلاجات والاجهزة التي تساعدهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، بسبب ان تلك الحالات المرضية معقدة ومجهولة يتعلق اغلبها بالطفرات الوراثية، لذلك اصبحت عملية التشخيص معقدة جدا، والمشلكة الثانية هي علاج هذه الفئة التي تصل الى مليارات من الدولارات، لذلك صار لزاما النظر الى هؤلاء المرضى واحتياجاتهم وعلاجهم فقامت العتبة الحسينية المقدسة بإنشاء هذا المركز في وقت قامت فيه بتغطية الكثير من الاختصاصات الطبية، وخلال الاشهر الثمانية من عمر المركز في العام الماضي (2024)، ورغم اننا حددنا عدد المرضى الذين نستقبلهم وحسب البروتوكولات العلاجية من (12 ــ 15) مريض يوميا للطبيب الواحد، لكن اصبح الاقبال الكبير على هذا المركز لوجود كفاءات عراقية متخصصة بكفاءات عالية جدا لها علاقة بهذا الجانب مثل اخصائي الجملة العصبية، وامراض الحبل الشوكي والدماغ، واخصائي الجملة العصبية للاطفال والكبار، وامراض الصرع، والفسلجة العصبية".

الاف المرضى

واضاف الجابري ان" في المركز كفاءات طبية عالمية مثل البروفيسور الياباني "ايتشيزو نيشينو"، والبروفيسور"امباثي"من سنغافورة"، والبروفيسور "مانجي" من بريطانيا، والبروفيسورة "رشا الشريف" من مصر، والبروفيسور "نفيسي" من ايران الذي يشغل حاليا منصب وكيل وزير الصحة الايراني، والبروفيسور "هنري هولدن" من بريطانيا، والبروفيسور "امدوني" من فرنسا، وغيرهم سيتم التعاقد معهم ضمن خطة العام المقبل مثل البروفيسور "هالوك" من تركيا، والبروفيسور "وونك تونك" من ماليزيا"، فصلا عن " الكثير من التخصصات النادرة سيتم اضافتها الى ملاكات المركز في المرحلة المقبلة، وهو ما جعل المركز يستقبل (8173) مريض راجع خلال الاشهر ثمانية اشهر وتوزعت مراجعاتهم على العيادات الاستشارية، وتخطيط العضلات والاعصاب، واجراء التحاليل المرضية، واجراء العمليات النادرة التي ينفرد مركز الهادي باجرائها لاول مرة في العراق مثل خزع العضلات والاعصاب التي تجرى تحت اشراف الخبراء الاجانب بمعايير عالمية، حيث اجريت (301) عملية في المركز، على الرغم من اعتماده على التحاليل الجينية في حال وصلت الى التشخيص المناسب، مع ان هذا المبنى يعتبر مؤقت لان العتبة الحسينية تخطط لتشييد مبنى جديد للمركز ينفذ بمعايير عالمية على مساحة (10) الاف متر مربع من المؤمل افتتاحه خلال العامين المقبلين".

مختبرات عالمية

واوضح ان" عمليات الخزع والاعصاب صعبة ودقيقة جدا لان الانسجة المستخرجة من اجساد المرضى تمر بسلسلة من الخطوات لتكون جاهزة حتى نستطيع ان نعمل شرائح منها لكي تصبغ بصغبات نادرة جدا وباهضة الثمن للوصول الى التشخيص الدقيق لحالات هؤلاء المرضى كونه مفتاح علاجهم، حيث اكتشفنا ان الكثير من الحالات المرضية قبل افتتاح المركز كانت قد شخصت بشكل خاطئ فسلك المرضى مسلكا بعيدا جدا عن ما يحتاجون اليه وتناولوا علاجات لا يحتاجون اليها، وما نفتخر به ان الكثير من تلك الحالات عند مراجعتها الى المركز حصل لها تحسن كبير جدا بعد الوصول الى التشخيص الدقيق لحالاتهم المرضية، وهذه الخزع التي تسحب في المركز وترسل الى مختبرات (NCNB) الياباني وهو واحد من المختبرات الرائدة والتي تستقبل عينات المرضى من جميع دول العالم، وتصل تكاليفها الى (12 ــ 15) الف دولار اميركي للمريض الواحد، وجميع هذه الكلف الباهضة تتحملها العتبة الحسينية المقدسة، وتعاقدنا مع هذه المختبرات لضمان دقة النتائج، ونرسل عينات العضلات او الدم من اجل اجراء التحاليل النسيجية المناعية، والجينية، للوصول الى التشخيص الدقيق لحالات المرضى".

فحوصات وتخفيضات

وبين الجابري ان" مختبر المركز يقدم خدمات كبيرة حيث اجرى حوالي (1500 ــ 2000) فحص ومنها تحاليل جينية ووراثية اجريت خلال العام الماضي، وبعضها نستخلص (DNA) ونرسلها ولدينا تعاون مع مختبرات اخرى في محافظة كربلاء المقدسة، وكذلك مع مؤسسات هيئة الصحة والتعليم الطبي لحصر الخدمات قدر الامكان داخل مؤسساتنا لتخفيف العبء عن المرضى"، مشددا على ان" كلفة جميع الخدمات المقدمة خلال الاشهر الثمانية من العام الماضي بلغت اكثر من ملياري دينار عراقي، وتكفلت العتبة الحسينية بدفع مليار و(880) مليون دينار اي حوالي (90) بالمئة من تلك الاجور للتخفيف عن كاهل المرضى".

العلاج الطبيعي

كما اسس المركز قسم العلاج الطبيعي الذي تتوفر فيه اجهز طبية تدخل لاول مرة في العراق مثل اجهزة "الروبوكيت"، و"البرواريكو" و"الايزوكاينت"، وغيرها من الاجهزة المتعلقة بالعلاج الطبيعي، حيث وصل عدد المرضى الذين راجعوا هذا القسم خلال العام الماضي الى (979) مريضا، مع ان الكثير منهم تمتد جلساتهم الى شهور عدة قد تصل الى سبعة او ثمانية شهور، والمفترض مع العدد المحدود من القاعات والمعالجين الطبيعيين كونه اختصاص نادر جدا ان يكون عدد المرضى المستفيدين قليل، لذلك عمدت ادارة المركز للتعاقد مع ملاكات متخصصة من خارج العراق لاستقبال اكبر عدد من المرضى، ووصل عدد الجلسات الى (8190) جلسة علاج، وقررت الادارة تمديد ساعات العمل اربع ساعات اضافية حتى اصبح الدوام اليومي (12) ساعة للتخفيف عن قائمة المنتظرين الطويلة لاجراء الجلسات التي وصل العدد فيها الى (515) مريض، وقد كتب الشفاء لحالات كثيرة من خلال تلك الاجهزة والمعالجين، ومنها حالة التهاب العصب السكري واعادة الاحساس لمرضى فقدوا الاحساس لمدة طويلة جدا، وشفاء مريض واصبح يمشي بعد ان كان يعاني من شلل تام بالاطراف السفلية، وشفاء مريضة من الشلل التشجني الوراثي بجلسات اقل مما مقرر لها".

حملات مجانية

ونوه الى ان" من بين الخدمات التي استمر مركز الهادي (عليه السلام) على تنظيما هي حملات "البوتوكس" المجانية التي تخص الكثير من الحالات المرضية والتشجنات العضلية التي لا تستجيب للعلاجات وتحتاج الى حقن "بوتوكس" بمدد تتراوح بين (3 ــ6) اشهر، ويقوم المركز بتنظيم (2 ــ 3) حملة شهريا، وجميع اجور الاطباء الذين نستقطبهم والمادة العلاجية المستخدمة تقدم مجانا بكلفة مدفوعة من العتبة الحسينية المقدسة منذ اليوم الاول لافتتاح المركز والى يومنا هذا، ولاحظنا ان كثير من الحالات المرضية تحسنت بعد تناولها لهذه الحقن، ووصل عدد الحملات المجانية حوالي (25) حملة استفاد منها بحدود (260) مريض بكلفة اجمالية مدفوعة بلغت حوالي (60) مليون دينار عراقي، حوالي (40) الف دولار اميركي".

قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة