حجم النص
بقلم:سامي جواد كاظم
عندما يدعي شخص ما انه طبيب وعند التحقق منه يتبين انه ليس طبيبا فيكون مرفوضا من قبل المجتمع ويتم محاسبته ، وعندما يدعي شخص ما انه مهندس وعندما يتبين بانه زور شهادته وليس بمهندس فيتجنب المجتمع التعامل معه ويتم محاسبته ، لكن العجب العجاب عندما يدعي شخص ما انه رجل دين مجتهد ومرجع فان هنالك من يلتف حوله ويتبعونه ، وحتى عندما يثبت بانه ليس مجتهد لا احد يحاسبه . لربما ان السبب ان اجازة الاجتهاد ليست شهادة حكومية معروفة دوليا تمنح بموافقات رسمية تجعل الادعاء بالحصول عليها امر بسيط ، ومن هنا هنالك من يطالب الحوزة بان يكون لها موقف متشدد ضد هؤلاء ، لان الحوزة مؤسسة دينية خاضعة لجهات دينية غير خاضعة لاي جهة حكومية ، ومن اهم اسباب استقلاليتها هو تمويلها من الحقوق الشرعية ومن ينتمي اليها يتحمل ظروفها في الشدة والرخاء لانه جاء بنية صادقة اما غير ذلك فهنالك من تطفل ودخل الحوزة سنة وتركها ليخرج على الملا مدعيا بانه حوزوي ومثل هؤلاء اثروا على العقول الركيكة ولم يؤثروا على الحوزة ، اضافة الى ذلك هنالك جهات واجندة خارجية مهمتها التربص بالمرجعية والحوزة من اجل خدش استقلاليتها لانها لا تتاثر بتلك الجهات عند اتخاذ القرار ، وهذا ما اقرته مسز بيل عندما كانت في العراق وهي تقول نحتاج الى وقت لجعل الحوزة مؤسسة هزيلة لا يؤخذ بكلامها كما فعلنا بالبابا في روما . فترة ثورة التنباك والمشروطة واللامشروطة وثورة العشرين في العراق جعلت هنالك اختلافات في راي الفقهاء بخصوص تلك الاحداث والمشكلة بالمقلدين فمن يؤيد هذا قد يكذب على ذاك اضافة الى المنافقين الذين يتربصون بكل الاطراف فيكذب هنا ويكذب هناك ، بينما واقع الحال ان اراء الفقهاء بتلك الاحداث تظهر البعد العلمي للتراث الديني للسياسة في المنطقة التي تثبت توهم من يدعي ان الدين لا علاقة له بالسياسة لانه لا يفقه بالسياسة ، بينما المؤكد ان اراء الفقهاء بتلك الاحداث تدل على بعد النظر لديهم . راي الفقيه بحد ذاته هو سليم ، الاختلاف بمفردات الموضوع مثلا ان الحاكم الفلاني طاغوت الفقهاء متفقون على ذلك ولكن اسلوب الرد على هذا الطاغوت قد يختلف ، بل زد على ذلك ان الاوطان والقوميات تختلف بينها جميعا . من كل هذه التجارب ترى خطاب مرجعية السيد السيستاني خطاب جامع ومانع لكل اراء الفقهاء ليكن رايه راي وسطي لا يرفض هذا ويؤيد ذاك على هذا . ان الازمات التي مرت بالعراق والتي كانت حلولها عند عقل السيد السيستاني يثبت قوة تراث الائمة وقوة تفكير السيد في مفردات تراث الائمة لتصدر عنه حلولا لهذه الازمات غير قابلة للنقاش، والنكسات التي حدثت في العراق عندما تبحث عن اسبابها ستجدها لعدم التزام اصحاب الشان بتوجيه المرجعية لهم . واخر ما اطلعت عليه هو تصريح السيد محمد رضا نجل السيد السيستاني بخصوص التحذير ممن ينتحل صفات علمية لم يحصل عليها هنا تذكروا يحذرنا بان نتحقق من هؤلاء . يقولون عندما اوصى النبي محمد صلى الله عليه واله للامام علي عليه السلام لماذا لم ينهض الامام للمطالبة بحقه . اقول عندما يأم الامام صلاة الجماعة وينفرد البعض عن الجماعة فيصلون فرادى الاشكال فيهم وفي صلاتهم وليس في امامة الامام ، خطاب النبي موجه للمسلمين بان علي الوصي فالاستجابة تكون من المسلمين كل مرجع مجتهد وليس كل مجتهد مرجع فكيف بالذي هو يدعي انه مرجع وليس بمجتهد ، ومن هنا المجتهد من يشهد له اقرانه واساتذته تحريريا بانه مجتهد وبخلاف ذلك نقطة راس السطر .
أقرأ ايضاً
- حرب غزة ولبنان.. هل هو تجديف ام تفكيك للأخلاقية ؟
- إطلالة على عالم الشهداء.. عن ثقافة الاستشهاد وقصور الجانب الأدبي وتأخر التوثيق
- هل آن الأوان لاحداث ثورة في التعليم العالي؟