كان الصيادون يتكلمون بألم كبيرعن ايام الرزازة الماضية، فيصفونها بذاكرة المدينة الجميلة، وشاطئها الذي طالما غسل به ابناؤها قلوبهم مما علق به من هموم، هناك حيث كان السواح العراقيون يتوافدون اليها من جميع المحافظات
ليحظوا بجلسة يختلط فيها سحر الماء واضواء النهار، حيث الافق الممدود باتجاه السماء، او ذلك الغروب ومشهد الشمس وهي تتوظأ بالمياه الطاهرة.
سائق السيارة التي تقلنا الى اقرب شواطئ البحيرة وهو صياد ايضا اشار عليّ بضرورة النزول الى اعماق المياه التي ما عادت تغرق قشة على حد تعبيره، اخذ الصيادون الذين تطوعوا لاصطحابي الى الرزازة يتحدثون بحرقة كبيرة عن ارتفاع مستوى تركيز ملوحة المياه الذي جعل موت الاسماك امرا طبيعيا حتى ان البحيرة لا يوجد فيها الان سوى سمك (الشانك) الذي يتميز بقدرته على الحياة في المياه المالحة، فيما كانت الحماسة تتصاعد بين الصيادين بخصوص مشاكل الرزازة كنت استحضر ما بذاكرتي من مشاهد كبيرة عن الشواطئ وهي تتلاطم بالموج الهائل فتهز زوارق الصيادين التي تمر من هنا او هناك بحثا عن الاسماك المتنوعة والوفيرة، الا ان المفاجأة هشمت كل تلك المشاهد من ذاكرتي عندما وصلنا الى البحيرة فوجدناها شبه خالية من المياه مقارنة بالماضي فلا وجود سوى لصيادين قلة، يتحدثون عن اتفاقات سرية تدور بين القائمين على تزويد البحيرة بالمياه واصحاب مقالع الرمل خدمة لمصالح خاصة بالاضافة الى تلوث كيمياوي أصابها بفعل النظام السابق على حد قولهم.
موت الأسماك والنبات المائي
يشير صبري العامري رئيس جمعية الصيادين في كربلاء بان الرزازة قد تركزت ملوحتها بنسبة كبيرة جدا اذ اصبحت تلك الملوحة تزداد شيئا فشيئا بعد انقطاع الماء عنها لدرجة ان الانواع الكثيرة من الاسماك التي كانت البحيرة تشتهر بها ماتت كونها لا تحصل على المياه الغزيرة والاعماق المناسبة التي تمدها بالغذاء علما ان الرزازة كانت تتمتع بتلك الاعماق التي تقلل من تراكيز الملوحة وتوفر فرصة كبيرة لنمو اسماك ونباتات مائية كثيرة، ويؤكد العامري ان بداية انخفاض مناسيب مياه الرزازة حدثت في فترة ما قبل سقوط النظام حيث جففت كما الاهوار في جنوب العراق.
واشار العامري الى ان البحيرة لا يعيش فيها الان سوى سمك (الشانك) بعد ان انقرضت كل الانواع الاخرى كما ان النبات الذي يعيش هناك تغير لدرجة ان الشانك الموجود في الرزازة يعيش من خلال اكله لنفسه اذ تقوم الكبيرة او القوية باكل الضعيفة او الصغيرة ولا توجد نباتات تستطيع تلك الاسماك ان تقتات عليها. واوضح بأن البحيرة تزود بالماء عبر منطقة المجر التي تفصل بحيرتي الرزازة والحبانية، ويتدفق الماء اليها من خلال نهر صغير لا يتدفق الماء عبره سوى اقل من خمسة عشر يوما يستطيع ابانها الصيادون ان يعملوا بشكل جيد حيث تبحر الزوارق بشكل مريح ففي هذه الفترة يقل ارتطامها بقاع البحيرة، كما يقل تأثير الكاربون على محركاتها بفعل الملوحة العالية اذ طالما تتوقف بسبب صدئها بسبب تركيز الملوحة المذكورة.
شحة المياه
كما عبر رئيس جمعية الصيادين عن استغرابه من عدم مد البحيرة بالماء من الحبانية بالشكل المطلوب وبيّن بان احد الاعذار التي يتذرع بها المسؤولون او القائمون على فتح الماء ان الحبانية تمثل خزانا مائيا ضخما يمكن الانتفاع منه في تغذية المشاريع الزراعية ولهذا يقطع الماء حفاظا على ذلك الخزين المائي ولكن العامري يعتقد ان الدولة غافلة عن المنتج الاقتصادي للرزازة اذ كان الصيادون يستخرجون منها مئات الاطنان من الاسماك يوميا وكل هذا يذهب الى السوق العراقية بمقدار اربعة اضعاف منتج (الشلب) ولذا فهو يطالب باسم جميع الصيادين ان تعمل الدولة على احياء الرزازة من خلال فتح الماء من الحبانية او التفكير الجدي باقامة حلول جذرية لمشكلتها.
وأوضح الصياد محمود تركي ان الرزازة تمتد من الرمادي بالقرب من الحبانية وتصل الى اطراف مدينة كربلاء حيث يمكنك مشاهدة منائر مرقد الحسين واخيه العباس (ع) من شواطئها التي تمتد الى قضاء عين التمر الذي يبعد عن مدينة كربلاء بحدود 85 كم ومن هناك تمتد البحيرة الى منطقة ناحية الرحالية التابعة الى قضاء الفلوجة ومن ثم تصل حدودها الى بحيرة الحبانية وهذه الشواطئ الكبيرة كلها كانت تمثل موانئ لتدفق السمك القادم من اعماق الرزازة.
ويضيف تركي قائلا: عندما تحاول الدوران على اطراف هذه البحيرة سابقا كان بأمكانك ان تجد الزوارق على كل شواطئها اذ يمتلك كل الصيادين مناطق محددة توارثوها ابا عن جد، تمثل موطئ قدم لهم تصل اكبرها 1000 متر مربع ينطلقون منها الى اعماق الرزازة للصيد ويعودون حيث يستقرون على الشاطئ الذي تجتمع عليه الزوارق وتقف قربه السيارات ووسائل الحفاظ على الاسماك كالمجمدات وما الى ذلك.
الصياد سامرشاكر خميس اشار الى اسباب عدم فتح الماء غير المبررة مؤكدا على ان المسؤولين على هذا الموضوع هم اناس ينتمون الى الاهالي اكثر من انتمائهم الى الدولة، اذ طالما تحدث اتفاقات بين اصحاب المقالع الكبيرة التي ينقطع عملها عندما تغمر مياه البحيرة تلك المقالع الهائلة هناك لذلك يقـوم اصحابها بالاتفـاق مع المسـؤولين عـن تدفق المياه الى الرزازة بهدف قطع الماء.
حكاية أخرى
ويروي الصياد شاكر العامري لنا حكاية اخرى عن البحيرة قائلا: قبل سنة 1993 كانت الرزازة في وضعها الطبيعي حيث كنا نصطاد فيها انواعا من السمك الحر ما يسمى (القطان) و(البني) و(الشبوط) ونوعيات اخرى كثيرة وقد تدهور وضعها بعد تلك السنة التي توجهت فيها الى البحيرة الجهات الامنية ممثلة بقوات فوج طوارئ كربلاء وجهات اخرى حيث منع الصيادون من الاقتراب منها لمدة شهرين كما طارت طائرات النظام السابق وانتشر الجيش على البر الملاصق للرزازة وكذلك في اعماقها وصدر الامر للصيادين برفع جميع آلياتهم خلال يومين والا تعرضوا للمحاسبة الشديدة وبعد ان انتهى المنع، عدنا للعمل وقد فوجئنا بخلو الرزازة من الاسماك فكانت الاليات او الزوارق التي كنا نصطاد بها من 100 الى 500 كلغم لم تأت لنا ولو بسمكة واحدة من كل الرزازة بكل شواطئها واعماقها وقد حدث ذلك مع كل الصيادين في جنوب وشمال وشرق وغرب البحيرة، وبعد فترة طويلة تجاوزت الست سنوات من المدة الزمنية التي بدأ فيها الصيادون بهجرتها اكتشف العدد الضئيل من الصيادين الذين استمروا بالتواصل مع الرزازة بان ثمة براميل مربوطة الى بعضها باعداد كثيرة ظهرت الى العيان بعد ان بدأت البحيرة بالجفاف لانقطاع الماء عنها، وهذا ما جعل الجميع يشك بان تلك البراميل كانت هي السبب اذ يعتقد الكثير بانها كانت تحتوي على مواد كيمياوية تم اخفاؤها في البحيرة او كان القصد منها تسريب تلك المواد لاسباب لا نعرفها فكل اربعة براميل او خمسة مربوطة سوية وملقاة في مكان معين وأضاف لقد ذكر لنا اجدادنا من صيادي الرزازة بان حالة مماثلة حدثت في العام 1973 اذ تم قطع الماء عن البحيرة ومن ثم بدأت الاسماك (بالتسييل) اي بالطفو على سطح الماءعند الشواطئ اما في فترة ما بعد المنع سنة 1993 فلم نجد سمكا ميتا ولا حيا اذ لم تصطد شباكنا سوى هياكل عظمية للاسماك، وقد ظل ذلك لغزا محيرا بالنسبة لنا الى ان انخفضت مناسيب المياه وظهرت البراميل وقد اكد ذلك ان البعض من الصيادين الذين اقتربوا من مكان البراميل انذاك حدث عندهم عقم وما زاد من التأكيد على الشك المذكور بان مواد كيمياوية ساهمت باحداث تغييرات كثيرة في الرزازة هو ان الذين اصيبوا لم تكن لديهم حالات عقم وراثية.
وضع مأساوي
وأوضح مدير بيئة كربلاء المهندس وائل جبار بانه تحدث مع المسؤولين عن ضرورة التوصل الى قرار يخلص الى التعامل مع البحيرة على انها مالحة او عذبة وحسب مصلحة المدينة وسكانها ليكون فيما بعد هذا التوجه لطبيعة المشاريع التي يمكن ان تقام عليها وطبيعة التعاملات الاخرى بشأنها من قبل الدولة.
ان التردد في قرار عد البحيرة مالحة او عذبة يعود الى اسباب كثيرة يكاد يكون اهمها ان مستوى الملوحة فيها محير فهي اقل ملوحة من شط العرب واعلى من مستوى الملوحة في الانهار والمبازل، وهذا يعني ضرورة عدم ضخ مياه عذبة لها من الفرات فيما لو اردنا ان نجعلها مالحة اما اذا اردنا العكس فيمكن ان نغذيها من الحبانية و المبازل، حينها يمكن ان تعمل الجهات المختصة على اعادة الاحياء التي يمكن ان تعيش في وسطها الملحي المناسب، اما الان والبحيرة بوضعها المأساوي هذا، فمن الصعب ان تكون مياهها مناسبة للحياة ولهذا فاعادة حياتها تتوقف في البداية على القرار الذي يتوصل اليه المختصون بشأن جعلها مالحة او عذبة.
مشاريع زراعية كبيرة
وعن اختلاف الاثر البيئي واهميته فيما لو كانت البحيرة عذبة او مالحة تحدث قائلا: من المؤكد ان القرار الذي يحدد ما ان تكون عذبة او مالحة يتأثر بسياسة ادارة الموارد المائية في العراق ولكن ان تكون البحيرة بمياه عذبة بالطبع افضل اذ يمكن ان تعمل على انشاء مشاريع زراعية كبيرة على هذه البحيرة باتجاه الصحراء التي تحيط بها من الجهة الغربية والجنوبية ولكن مثل هذا الخيار صعب جدا لما معروف من شحة في المياه الداخلة الى العراق في هذا الوقت.
اجراءات وحيرة
وعن الاجراءات التي قامت بها الجهات الحكومية في المحافظة قال: اوعز محافظ كربلاء بانجاز دراسة مهمة عن هذه البحيرة واهميتها لغرض رفعها الى الجهات المختصة بسياسة وادارة الموارد المائية، وقد شاركت باعداده مديرية البيئة والموارد المائية والزراعة وجامعة كربلاء وقد اجابتنا تلك الجهات باستحالة تزويد البحيرة بالماء العذب الا في حالة حدوث فيضانات ضخمة ومتكررة على نهر الفرات واعتقد ان ذلك غير وارد بعد ان ان اصبح هذا النهر مزدحماً بالسدود التركية والجانب السوري كذلك، ولهذا اعتقد ان الجميع مجبر على اعتبار البحيرة مالحة في نهاية المطاف ولكن المشكلة هي في تذبذب مستوى الملوحة في البحيرة اذ لا يمكن ان نصل الى نسبة محددة من دون ان يكون هناك منسوب محدد من المياه يصلها ليجعل نسبة ملوحتها ثابتة لنتمكن من القول ان النسبة الفلانية من الملوحة توفر الحياة لحيوانات مائية معينة دون اخرى لتلافي عدم انتظام التنوع الاحيائي فيها ولكن عدم توفر هذه النسبة يجعلنا في حيرة.
التفاتة وزارة الموارد
هناك التفاتة من قبل وزارة الموارد المائية اذ يعملون على اعطاء دفعات من ماء الحبانية لانعاش الرزازة وتأتي الدفعات المذكورة في الموسم حسب ما فهمنا من قبل مدير الموارد المائية في كربلاء وهذه الدفعات كبيرة جدا تصل الى 850 متراً مكعباً في الثانية على مدى شهرين، تأتي كل سنة وهذا اقصى ما تستطيع تقديمه وزارة الموارد المائية كتعويض عن التبخر الذي يحدث في الصيف في هذه البحيرة وهذه الكميات تعيد مستوى المياه وليس الحياة المائية اذ ان نسبة الملوحة تبدأ بالانخفاض ثم تتركز هذه النسبة تدريجيا مع انخفاض المياه ولهذا لا يوجد لدينا خيار غير انتظار نتائج اللجنة التي شكلت في المحافظة والتي ستدرس البحيرة وتأخذ نماذج من الملوحة فيها.
تلوث كيمياوي
لابد من الاشارة الى ان البحيرة تعاني من التلوث الكيمياوي
لم ينف مدير البيئة علمه بمثل هذه المعلومات التي يتناقلها الصيادون عن تلوث البحيرة كيمياويا بسبب النظام السابق، بل ان الكثير منهم تحدث عنها باسهاب ولكنه اكد بأن البيئة لم تحصل علميا على دلائل تؤكد صحة التلوث الكيمياوي بمثل ما ذكره المواطنون موضحا بان البيئة لديها نماذج اشعاعية للمياه لا تشير الى هذا الكلام الا انه اكد على وجود اسباب اخرى للتلوث عزاها الى مبزل كربلاء الشمالي الذي يصب في البحيرة عبر مضخات الموارد المائية وهذا المبزل والكلام لمدير البيئة هو اصلا ملوث اذ تصب كثير من المعامل مخلفاتها الكيمياوية اليه فمنطقة المعملجي الصناعية ترمي بكل فضلاتها الكيمياوية عليه وتذهب بها من خلال مبزل يخترق البساتين التي تضيف عليه هي الاخرى مخلفاتها من اللاسمدة الكيمياوية والمبيدات الزراعية وتدفع بها الى منطقة الشريعة ومن هناك الى المضخات التي لا تعمل منها سوى واحدة حاليا بطاقة 15 متراً مكعباً بالثانية.
فكرة
سألنا المهندس وائل جبار عن امكانية حفر نهر صغير من نهر الفرات لتغذية البحيرة بالمياه العذبة فاشار الى ان المقترح المذكور طرح كثيرا من قبل الصيادين وهو مشروع مهم ولكنه صعب جدا لان الرزازة منخفضة عن النهر بما يقارب 35 متراً، ما يعني ان المياه التي تاتي اليها لا يمكن لها العودة الى النهر كما يحصل مع الحبانية بهدف زيادة عذوبتها وجعلها مخزنا مائيا كبيرا وعن امكانية فتح نهر وتاسيس ناظم عليه من دون اعادة الماء الى النهر لصعوبة اعادته كما اشرنا اكد مدير البيئة الى عدم الانتفاع من ذلك لاننا حينها سنضطر الى توجيه المياه الى الرزازة وقطعها مرة اخرى ومن ثم انتظارها الى ان تتبخر وهذا امر غير مجد فعلا لان التبخر يحدث زيادة في تراكيز الملوحة ومن ثم المياه العذبة تحدث انخفاضا في تلك الملوحة وهذا لا يحقق توازنا بيئيا يجعل تلك المياه قادرة على الحفاظ على الثروة السمكية والبيئية فيها.
مستقبل الرزازة
اعتقد ان المستقبل كما يشير اليه اذا حدثت مقترحات مركز البحوث الذي يعمل على تطوير التخطيط الاساس للمدينة وحسب ما يتمنونه اصحاب الاختصاص في مديرية التخطيط العمراني وغيرها هناك امر يسمى في التخطيط الحضري (المدن الزرقاء) وهذا التخطيط يعتمد بالاساس على وجود الانهار والبحار والبحيرات ضمنه وتخضع تلك المدن لطبيعة بناء عمراني يتوافق مع وجود البحيرات اذ ان البحيرات المذكورة تحدث اختلافا في البيئة على المناطق المجاورة لها ليلا ونهارا يعتمد ذلك الاختلاف على ظاهرة نسيم البر والبحر وعلى اثر هذه الظاهرة تعتمد خرائط التخطيط العمراني للمدن الرزقاء اذ ان ظاهرة نسيم البر والبحر المذكورة تاتي بالنسيم من البحيرة الى المدينة ليلا ومن ثم يتحول النسيم نهارا الى البحيرة ومن خلال هذه الظاهرة يمكن للمدينة ان تتخلص من الكثير من الملوثات البيئية فيها ولهذا فان فكرة التخطيط العمراني تؤكد على ان تكون المدينة هناك بثقلها التجاري والسكاني وهناك ما يدعم ذلك حاليا من توجه سكاني اذ ان التوسع العمراني في مدينة كربلاء يذهب باتجاه الرزازة من خلال حي السلام والنصر على الرغم من وجود احياء اخرى مماثلة باتجاه طريق النجف جنوب المدينة ويرجح المختصون في التخطيط العمراني في المدينة ان يكون التوسع في ذلك الاتجاه تلبية الى رغبة الناس اولا في الاقتراب من الماء وثانيا لتوافق ذلك التوسع من قضية الانتفاع من فكرة المدن الزرقاء ولكن امر تلك الفكرة متوقف على ضرورة عودة الحياة الى البحيرة سواء كانت مالحة او عذبة.
المدن الزرقاء
على اي مدى يمكن ان نؤكد على اهمية الاثر البيئي للرزازة في مدينة كربلاء حاليا؟ اجابنا مدير البيئة عن هذا السؤال مشيرا الى ان ظاهرة نسيم البر والبحر تؤثر ولو على محيط المدينة فلو كانت البحيرة فاعلة كما كانت سابقا لتحدثنا عن الانتفاع من القضاء على مشاكل تلوث الهواء فيها بنسبة عالية اذ ان نسيم البحر والبر لا يتجاوز اكثر من خمسة كم وعلى الرغم من ان الرزازة تبعد عن المدينة الحالية خمسة عشر كم الا انها تؤثر بشكل فاعل على مناخ المدينة وبيئتها فيما لو كانت نشطة وفاعلة ناهيك عن الناحية الاقتصادية والسياحية التي يمكن ان نتحدث عنهما بلا اي حرج والى ابعد المستويات بامكانها ان تكون اكبر منفذ سياحي في الشرق الاوسط ومقومات ذلك انها بحيرة مغلقة وذلك نادر جدا في العالم، كما ان امتداد جرفها واسع جدا ورهيب اذ ان جرفها يصل الى 36 كم في كربلاء فقط اما مساحته في كل الرزازة فتصل الى 102 كم وهذا يعني انك تستطيع ان تقيم نشاطات سياحية بالقدر الذي تتمكن منه وتنشأ منشآت سياحية بالقدر الذي يعجبك كمستثمر واعلى عمق الان فيها هو سبعة أمتار وانحسار المياه وصل بحدود 500 متر عن الجرف الاصلي بمعنى ان الرزازة الان تمتلك جرفا كاذبا لا تستطيع المشي عليه لانه كان سطح عمق البحيرة وهو يتكون من ارض رخوة وطحالب ميتة اذ ان من يطأ بعض المناطق فيها تغطس قدماه فيها بمستوى كبير.
وعن قول الصيادين بوجود اتفاقات يعقدها اصحاب المقالع في الرزازة مع الجهات المسيطرة على توجيه الماء الى البحيرة لخفضها بهدف الحفاظ على تلك المقالع من الانغمار اشار مدير البيئة الى ان ذلك من القضايا التي يفترض باللجنة دراستها إذ تعمل اللجنة المكلفة بدراسة واقع البحيرة وقال: انا ارى ان من الخطأ الفادح ان تكون هنالك مقالع في الرزازة لان ذلك يشكل خطرا على مستقبلها السياحي والاستثماري في اي مشروع، فمن المفترض ان تكون اعماق الرزازة مصانة ومدامة ومن المؤكد ان مشاريع المقالع لا تؤدي الى ذلك ومثل هذه المشاريع وغيرها تؤثر على مستقبل المدينة الذي يطمح الجميع اليه في ان تكون كربلاء احدى المدن الزرقاء حيث يكون الجرف المواجه للمدينة مسيجاً واكبر ارتفاعا من الرزازة بكثير طبعا بحيث ينزل اليه من خلال مدرج اما الجزء السياحي من الجرف فيكون على شكل ميناء اما الجزء الرياضي يترك على طبيعته بما يتوافق مع الحاجة الرياضية.
صلاح حسن السيلاوي
أقرأ ايضاً
- موقع نون في لقاء موسع مع وزير السياحة والآثار : سنضم مرقد نبي الله ذي الكفل الى لائحة اليونسكو
- كربلاء:شحت المياه وتلوثها أدى إلى لجوء المواطنين إلى المياه المعدنية تاركين ماء الإسالة
- السياحة الدينية وأثرها في الاقتصاد الكربلائي