العراق بلد السياحات المختلفة وفيه السياحة الدينية باعتباره يحتفظ بمزارات لكل الطوائف والأديان وفيه السياحة الطبيعية في إقليم كردستان والجنوب والأهوار وهناك سياحة الصحراء وخاصة الصيد والسياحة الأثرية ولان العراق يملك مواقع أثرية ضاربة في القدم ولحضارات عدة ..وأغفال كل هذه الجوانب الجاذبة للسياحة سابقا والتي تعمق هوية العراق الحضارية يعني وجود خلل ما في فهم أهمية هذه الوزارة التي قد يعتبرها البعض سيادية ..
ولأن هناك دولا أوروبية تعتمد بالكامل على السياحة وحتى بعض الدول النفطية بدأت تفعل قطاع السياحة لان النفط قد ينضب في أية لحظة بخلاف السياحة ..فبدت تشهد السياحة في العراق طفرة كبيرة من خلال الدور الجيد والجهود التي اتضحت معالمها من خلال افتتاح المتحف العراقي بعد إغلاق دام ست سنوات وإعادة 36 الف قطعة أثرية الى متحف العراقي فضلا عن مشاركة الوزارة في المؤتمرات والندوات وورش العمل والاجتماعات التي تقيمها المنظمة الدولية للسياحة ومنظمات السياحة العربية لغرض إعادة العراق الى المجتمع الدولي والمحيط العربي والإقليمي ونتيجة لهذا التواصل تم انتخاب العراق لعضوية المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية وهي اعلى سلطة في المنظمة وكذلك اختيار العراق نائبا لرئيس الجمعية العمومية في المنظمة الدولية. وفي هذا الصدد التقى(موقع نون الاخباري) مع وزير السياحة والآثار في العراق الدكتور قحطان الجبوري ليحاوره عن آمال وهموم السياحة في العراق..
س/ أين وصلت وزارة السياحة والأثار بخصوص تطوير المشاريع السياحية في العراق بعد تحولها من وزارة دولة لشؤون السياحة والآثار الى وزارة سياحة وآثار؟
كنا ننتظر منذ ثلاثة سنوات تقريباً ان تتحول هذه الوزارة من وزارة الدولة لشؤون السياحة والأثار الى وزارة السياحة والأثار حتى تكون هذه الوزارة بتخصيصات وصلاحيات لتتحمل مسؤوليتها اتجاه قطاعين مهمين جداً ألا وهما قطاع السياحة وقطاع الآثار، وقطاع السياحة عندما يصل الى مرحلة ما تطمح لتحقيقه الوزارة، سوف يحقق أرباح كبيرة جداً خصوصا للمدن المقدسة أو الاقتصاد العراقي بالكامل لكن للأسف الشديد مجلس النواب السابق أخّر تشريع القانون وبالتالي اثر على كل البرامج والآليات التي وضعناها منذ تقريباً سنتين ولحد الآن .. ولكن نعمل وبجهود استثنائية وبدعم من دولة رئيس الوزراء على تهيئة بعض الأماكن سواء كانت في المدن المقدسة أو في المواقع الأخرى في مختلف محافظات العراق.. كون العراق بلد السياحات المختلفة ففيه السياحة الدينية وفيه السياحة الشفائية والإثارية والسياحة الثقافية وسياحة الصيف ، ونظراً لاختلاف الظروف الزمانية والمكانية والظروف المناخية في العراق فهناك منتجعات سياحية سواء كان في إقليم كردستان أو في جنوب ووسط العراق .
نأمل ان شاء الله جاهدين لتفعيل كل هذه السياحات حتى تدر بمبالغ كبيرة تدعم الاقتصاد الوطني وتصبح السياحة فاعلة كما النفط فاعل في الاقتصاد الوطني ..
س/ اعتماد اكثر المدن المقدسة على السياحة الدينية في كمورد اقتصادي، الى أين وصلت الوزارة بتفعيل وتطوير مشاريع السياحة الدينية؟
نحن كلجنة عليا للسياحة الدينية في العراق وضعنا برنامج متكامل لتوقيع مذكرة تفاهم مع مختلف دول العالم وخاصة الدول الإسلامية لتفويج أعداد كبيرة من الزوار لزيارة العتبات المقدسة فذهبنا باتجاه دول القوقاز وكانت هناك بدايات لمذكرة التفاهم ثم ذهبنا باتجاه باكستان والبحرين ولبنان وسوريا وحتى مصر ومختلف الدول لغرض أبرام مذكرات تفاهم بيننا وبينهم حتى نستطيع ان نُفوج أعداد كبيرة من الزوار للعتبات المقدسة.
وأيضا وقعنا مع الشركات السياحية على برنامج مع منظمة الحج والزيارة الإيرانية عندما كانوا في بغداد وكانت مفاوضات وحوارات مع الجانب الإيراني في هذا الموضوع واتفقنا على ان تكون هناك عقود جديدة بين الشركات العراقية والشركات الإيرانية حتى لا نبخس حقوق الشركات العراقية وحتى يكون التوزيع متوازن على الفنادق العراقية أو الفنادق الفاعلة خصوصا في المحافظتين المقدستين النجف الاشرف وكربلاء المقدسة قبلتا السياحة الدينية في العراق.
علماً انه الآن يدخل الى العراق بحدود 12000 زائر يومياً من مختلف الجنسيات لزيارة العتبات المقدسة، وسنعمل على 530 شركة سياحة عراقية ولا نقتصر على عدد من الشركات التي تعمل الآن والتي هي بحدود 170 شركة.
س/ هل بادرت الوزارة بعمل مؤتمرات وندوات تثقيفية لشركات السياحة العراقية؟ أو مؤتمرات تهدف الى استقطاب الزوار والسياح من خارج العراق ؟
ج/ كان لنا حضور في مختلف دول العالم لحضور مؤتمرات وندوات ووقعنا مذكرات تفاهم مع بعض الشركات، وقد عقدت أيضا ندوات ومؤتمرات للشركات السياحية، واتفقنا مع الجانب الإيراني قريبا جدا ان يكون ملتقى للشركات العراقية مع الشركات الإيرانية في طهران حتى تتعاقد الشركات الإيرانية مع الشركات العراقية مباشرة، ونحن كدولة وكوزارة نكون مشرفين على هذه العملية بالكامل ...
ثم انتقلنا الى المحور الثاني والمهم كذلك في الوزارة وهو الآثار لنسأل أين وصلت قضية الأثار العراقية المسترجعة ...؟ وماهي إجراءات تعقب ثروتنا الوطنية .؟ وكيف يمكن النهوض بواقع السياحة الأثرية في بلد لا يمكن ان تخلو مدينة من مدنه من موقع اثري ؟..
حملنا هذه الاستفهامات لنطرحها عند الدكتور قحطان الجبوري وزير السياحة والآثار الذي حاول ان يطرح قضية وزارته كوزارة لو فُعلت تكون موردا بأهمية النفط، فكان الحديث أولا عن جدوى مؤتمر القاهرة ومستوى مشاركة العراق فيه وهل يمكن ان تعيد مثل هذه المؤتمرات الأثار المنهوبة، فقال: الدعوة لحضور المؤتمر جاءت متأخرة وقد شارك وفد بسيط من وزارة الثقافة في فعاليات المؤتمر الذي سيتحول الى مؤتمر سنوي موسع يحاول الضغط على الدول التي تملك مقتنيات وآثار دول أخرى لإعادتها عبر تحشيد الرأي العام والضغط على اليونسكو.
أما بخصوص الآثار ومالها من أهمية كبيرة في العراق كونها معلم سياحي كبير هل سيتم التعامل معها مستقبلاً بشكل أوفر حظاً لاجتذاب السواح فقد بيّن الجبوري: ان العراق منذ عام 1980 ولحد 2008 وبداية تسلمنا لمنصب وزير السياحة والآثار كان مبعد عن السياحة وعن منظمة السياحة العالمية فاستطعنا والحمد لله ان نحصل على موقع مهم وهو نائب رئيس المكتب التنفيذي حيث وكلنا بمنصب نائب رئيس المكتب التنفيذي لمكتب منظمة السياحة العالمية في المؤتمر الذي عقد في مدريد في بداية عام 2009، وفي نهاية عام 2009 أيضا وكلنا على موقع مهم جدا وهو نائب رئيس الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية بحضور 91 وزير سياحة، ونحن الآن فاعلين في منظمة السياحة العالمية ورئيس اللجنة العليا للسياحة الدينية في العراق ..
بالنسبة لموضوع الآثار استطعنا والحمد لله من إعادة 36000 قطعة اثريه، واستطعنا ان نعيد تأهيل المتحف الوطني العراقي وبمبلغ زهيد جداً لا يتجاوز (30 مليون دينار عراقي ) وبفترة زمنية لا تتجاوز شهرين ونصف .. استطعنا من إعادة تأهيل متحف الطفل وذهبنا باتجاه المحافظات لعرض التصاميم على مختلف المحافظات .. ان شاء الله نأمل خيرا وان ترصد مبالغ في الميزانية التكميلية لعام 2011 و 2012 ان ترصد مبالغ لكل متاحف العراق وبذلك نعيد لحضارة وادي الرافدين بهاءها وضياءها ..
س / القوانين في بعض الدول لا تمنع المتجارة بآثار الدول الأخرى وهذه مشكلة حقيقية فهناك أسواق ومزادات يمكن أن تباع فيها الآثار المسروقة والمهربة وبضمنها الآثار العراقية ..القضية تحتاج الى تحشيد دولي في هذا الاطار رغم ان بعض الدول ساعدت العراق في استعادة مئات القطع الأثرية ..
فهل تملكون إحصائيات دقيقة عن عدد القطع الأثرية المسروقة والمهربة خارج البلاد؟
المواقع الأثرية في البلاد تعرضت الى نهب منظم واحيانا عشوائي قبل وبعد الاحتلال فقبل السقوط كان هناك رجال دولة كبار يقومون بسرقة وتهريب الآثار العراقية لأنها نادرة وثمينة ولا تقدر بثمن وأسمائهم معروفة لدى العراقيين ...
وهناك مواقع كانت تتعرض الى النهب العشوائي لان الدولة لم تكن تسيطر على جميع المواقع الأثرية التي تنتشر على مساحات واسعة من البلاد ..
وما حدث بعد السقوط كان فضيعا جدا نتيجة التدهور الأمني فكانت هناك عمليات نهب وسرقة وتخريب للأثر شمل أيضا الآثار التي كانت في المتاحف العراقية مثل المتحف الوطني الذي سرقت منه بحدود 15.400 قطعة بعضها قطع أثرية مهمة للغاية..
س/ ما حقيقة الادعاءات الإسرائيلية بأن بعض الآثار اليهودية في العراق تتعرض للتخريب والطمس وخاصة مرقد الكفل عليه السلام ؟
مرقد نبي الله الكفل عليه السلام موقع أثري ومزار إسلامي وأيضا يعد من الآثار اليهودية حيث هناك نقوش باللغة العبرية وهذا يعني انه موقع أثري ذو خصوصية معينة بوصفه يخص اكثر من ثقافة وحضارة ..الوقف الشيعي بالتعاون والتنسيق مع الوزارة يقوم بأعمال الترميم والصيانة هناك وفق المعايير العالمية أي بالمحافظة على خصوصيته الإسلامية وأيضا اليهودية في نفس الوقت ..
الهيئة العامة للآثار والتراث لديها فكرة ضم الموقع الى لائحة اليونسكو ونحن ذاهبون بهذا الاتجاه ..وهناك لجان فنية متخصصة تقوم بعملها في الموقع على اكمل وجه وبما لا يترك أي مجال للتشكيك في أي نية لطمس معالم الأثرية ..
س/ تحدثتم عن وزارة الخارجية ماهي مساعيها لاستعادة الآثار العراقية في دول العالم ؟
الدبلوماسية العراقية نشطة في متابعة الآثار العراقية عن طريق الخارجية وسفاراتنا المنتشرة في اغلب دول العالم والسفارات مكلفة بمتابعة الآثار العراقية ومراقبة المزادات العلنية العالمية التي تعرض فيها الآثار العراقية وقد نجحنا في استرداد اكثر من أثر مهم ومنها على سبيل المثال استعادة أقراط ذهبية تعود لكنز النمرود كانت معروضة في مزاد بواشنطن والإنتربول لديه دور مهم في التعقب، ولقد أسهمت الدبلوماسية العراقية في إعادة الكثير من الآثار من دول شتى تعاونت معنا في هذا الاطار مثل إيطاليا والسويد وهولندا وألمانيا والبيرو والتي أعادت مؤخرا 3 رقم طينية كانت بحوزة احد السراق..
س / العراق ملتقى للأديان القديمة الثلاثة ولاديان ومذاهب وحضارات شتى ..السياحة الأثرية قد يكون لها تأثير مهم والعراق ممرا للسياح القادمين الى منطقة الشرق الأوسط بأجمعها ..ما يدعم ويثبت ثقافة الحوار والتعايش السلمي ويسهم في تثبيت الاستقرار السياسي .. والحديث عن الآثار الدينية يعني التقاطع مع دواوين الأوقاف السنية والشيعية والمسيحية، عمليا كيف يمكن التنسيق بين كل هذه المؤسسات. هل هناك مصاعب ؟
قبل فترة سابقة كان الوضع الأمني يهدد أي تعاون ولكن الآن توجد جهود مشتركة لصيانة الكثير من المواقع الأثرية بالتعاون مع الدواوين التي أشرت اليها ومثلما تحدثنا عن الكفل هناك تعاون لترميم وصيانة كنائس ومواقع أثرية مسيحية ومنها مثلا أقدم كنيسة في العالم والتي تقع في محافظة كربلاء المقدسة (الاقيصر ) ..
س/ هل تمت زيارة المتاحف في العتبات المقدسة مثل متحف العتبة الحسينية المقدسة ؟ وما هي نتيجة اطلاعكم عليها؟
ج/ كانت لدينا لجان شكلت بيننا وبين العتبات المقدسة سواء كانت العتبة الحسينية أو العتبة العباسية المقدستين وان شاء الله هذه اللجان مستمرة بعملها ونأمل ان نفعّل هذا الدور خدمة للإمام الحسين (عليه السلام) ولأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) وسنعمل أن يكون هناك متحف خاص لهذه المحافظة يليق بمكانتها القدسية..
حاوره / حسين النعمة
أقرأ ايضاً
- تصل الى (29) تخصص في اربع فروع العتبة الحسينية: الاعدادية المهنية للبنات تدرس (5) اقسام الكترونية علمية
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- شاهد عيان: جيش الكيان الاسرا..ئيلي قصف الانسان والحيوان والشجر والحجر