كشف اللواء محمد عاصم شنشل مدير المكتب الخاص بالرئيس المخلوع صدام حسين مجموعة من الحقائق حول عملية اعتقاله،
وقال شنشل الذي شغل منصب سكرتير عدي نجل صدام ايضا في حوار أجرته معه مجلة “الأهرام العربي”، إن الأمريكان نقلوا صدام بطائرة خاصة إلى ألمانيا للتأكد من شخصه.. قبل تمثيلية القبض عليه في الحفرة.
وعن حقيقة أن عدى صدام عاقب المنتخب القومي العراقي بالضرب، برغم فوزه على المنتخب السوري للتأهل لكأس العالم، قال “شنشل”: “هذه حقيقة ولكن العقاب لم يشمل الفريق كاملاً ولكن خمسة لاعبين فقط، لأنهم أضاعوا فرصاً محققة لتسديد الأهداف، صحيح فاز الفريق العراقي بنتيجة واحد صفر، ولكن كان من السهل أن تخرج النتيجة أربعة صفر، فأمر بإحضار “الفلقة” وقيدت بها أرجل اللاعبين وتم ضربها بعصا غليظة “النبوت” والإيقاف لمدة ستة أشهر، لدرجة أن أحدهم كُسرت رجله، وهذه العقوبة برغم قسوتها كانت غير ذلك، فقد كان المقرر الإيقاف لمدة عام يقضونها في السجن مع التعذيب شبه اليومى، وأذكر أنني تدخلت لتخفيف العقوبة للحفاظ على الفريق فكان العقاب كما ذكرنا وتم استبعاد فكرة السجن، وكان عدي في حينها يشغل منصب رئيس اللجنة الأوليمبية واتحاد الكرة العراقي، وهذه ليست المرة الوحيدة التى فعل فيها ذلك، بل تكررت كثيراً بهدف إجبار اللاعبين على الفوز بأية وسيلة وكان يسميهم فريق المقاتلين”.
وعن قصة الـ”11″ دقيقة تأخير التي أنقذته من دخول السجن، روى شنشل قائلا: “كان من ضمن عملي سواء في مكتب الرئيس أم مكتب عدي صدام، أن أقدم يومياً تقريراً استخباراتيا عن حالة الشارع العراقي بكل شؤونه وجميع مناحي اهتمامات الناس، وكنت يومها مسافراً إلى دولة ماليزيا لحضور أحد المؤتمرات، وبين الإعداد للسفر وتجهيز التقرير اليومي تأخرت عن اللحاق بمكتب عدي حوالي إحدى عشرة دقيقة، وكان قد غادر المكتب غاضباً جداً إثر مكالمة من والدته ساجدة خير الله طلفاح زوجة صدام وابنة خاله، أخبرته فيها أن كامل حنا كاتم أسرار الرئيس وخادمه المطيع والذي يتذوق الطعام قبل أن يتناوله الرئيس، حتى يطمئن على سلامة الغذاء من دس السم أو خلافه يقيم حفلاً بهيجاً للزواج الثاني لصدام بالسيدة سميرة شهبندر، وأنه من أتى بهذه السيدة، وهو بالفعل من قام بالتوسط بينها وأهلها للاقتران بالرئيس، وعليه التحقق من ذلك فقد أخبرها أحد الحرس بالواقعة، وكان الحفل فى منتجع “الأعراس” ببغداد، وكالعادة كان هناك إطلاق للنار ابتهاجاً، وزعق عدي في وجه “كامل حنا” مستنكراً: “شنو ها الخربطة”؟!.. فقال: نحتفل بمناسبة عزيزة وكريمة للسيد الرئيس.
فهدده عدي وحذره من إطلاق الرصاص في الهواء، فما كان من كامل حنا إلا أن رفع سلاحه في الهواء وأطلق الرصاص، فكان رد عدي بضربة قاتلة على رأسه بهراوة غليظة كانت معه، فسقط قتيلاً.
وصل الخبر إلى صدام، وتم على الفور التحقيق بإشرافه شخصياً على الواقعة، وأصدر قراراً بإبعاد عدي عن رئاسة اللجنة الأوليمبية واتحاد الكرة وأى مهام أخرى وحبسه، وأيضاً حبس كل حرسه ومن كانوا برفقته وكانوا 15 فرداً، وكان من المفترض أن أكون معهم لولا تأخري الذي أنقذني من السجن، وتم الحكم بحبسهم ونفى عدي خارج العراق إلى سويسرا لمدة ستة أشهر”.
وعن الشخصية التي تمتع بها قصي نجل صدام قال: ”مظهره هادئا ولكنه كان حازماً شرساً دموياً، لا يحب اللهو ولذا كانت شخصيته الحازمة أحد مؤهلاته للقيادة العسكرية فقد تولى شؤون الجيش في العشر سنوات الأخيرة من حكم والده، كان رئيس جهاز الأمن العام الحرس الجمهوري الخاص والحرس الجمهوري العام وقائد غرفة العمليات الخاصة التي تضم القيادة العامة للقوات المسلحة. بينما كان عدي شرساً دموياً في اللحظة فقط، وبعد أن يهدأ ضحوك ويحب اللهو”.
وكالات
أقرأ ايضاً
- البرلمان يستأنف جلساته الاثنين المقبل.. إجماع على تمرير قانونين وخلاف حول ثالث
- تحدث عن تلاعب من قبل الكرد.. تركيا تحذر من "العبث" بالتركيبة الديموغرافية في كركوك
- مصرف حكومي في كربلاء يختلس مبالغ الأقساط المدفوعة من قبل عددٍ من المُقترضين