كشفت العتبة الحسينية المقدسة عن انفاقها اكثر من ملياري دينار عراقي على علاج الوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة، كما اكدت تنفيذ الفرق المتخصصة لاكثر من (15) الف زيارة طبية وصحية موقعية لأمكنة سكنهم، قدمت خلالها خدمات طبية متنوعة شملت استفادتهم من اجراء عمليات جراحية وتلقي علاج الجرحى والمصابين واصحاب الامراض المزمنة مجانا على نفقة العتبة الحسينية المقدسة.
وقال رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة الدكتور حيدر حمزة العابدي في تصريح خص به وكالة نون الخبرية " مع بداية الازمة التي تعرض لها الشعب اللبناني وتزامنا مع البيان الذي اطلقه المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني الذي الزم الجميع بتقديم مختلف انواع الخدمات لاغاثة الشعب اللبناني، قسمت هيئة الصحة والتعليم الطبي عملها الى قسمين رئيسيين وتنضوي تحتهما لجان فرعية، ويتضمن القسم الاول البعثة الطبية في لبنان وهي المجموعة الخاصة بتقديم الدعم الطبية للمؤسسات الطبية عبر تجهيزها بالاجهزة والمعدات وادوية الطوارئ حتى تمكنت من دعم (8) مؤسسات صحية كبيرة، وكذلك تقديم الخدمات الطبية للنازحين داخل حدود الجمهورية اللبنانية حتى وصل الامر الى زيارة مركز او مركزين يوميا وجرد المرضى المحتاجين للعلاج وتجهيزهم به، وخاصة المرضى المصابين بالامراض المزمنة، والجرحى الذين نزحوا ولا وسيلة لهم للعلاج".
واضاف العابدي ان" بعثة العتبة الحسينية الطبية استحدثت مركز غسيل الكلى، كون المريض الواحد يحتاج الى ثلاث عمليات غسيل اسبوعيا وتصل تكلفتها الى (150) دولار اميركي اي بكلفة اسبوعية تصل الى (450) دولار اميركي، مع تدهور الوضع الاقتصادي والامني الذي هو الآخر اجبر الناس على ترك مهنهم وارزقاهم وضاعف مأساتهم، وكانت الحكومة اللبنانية تتبنى توفير مراكز غسيل الكلى في كل منطقة جغرافية تسد حاجة المرضى فيها، ولكن المرضى من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية فقدوا الفرصة في الوصول الى مؤسساتهم التي تقدم لهم خدمات غسيل الكلى، وبقيت مستشفى رفيق الحريري الحكومي المخصص لغسل تعالج عدد محدد من المرضى الزائرين الدائمين الذين لا يمكن اضافة عدد آخر لهم، لذلك استحدثت البعثة الطبية مركزا لغسيل الكلى في مستشفى رفيق الحريري خصصتها للمرضى النازحين، ومنذ ثلاث اسابيع يقدم المركز خدماته الى (125) مريض خضعوا لبرنامج علاجي انقذهم من الموت المحقق بتوفير عمليات غسيل الكلى لهم، اما الخدمة الثانية فقد خصصنا مركزا طبيا يكون تابعا للبعثة الطبية بعد ان اتفقنا مع مركز متخصص ويقدم خدمات طبية تشخيصية وسريرية ويحيل من يحتاج الى خدمة متقدمة الى احدى المستشفيات، وتوفر لدينا مركز في احدى المستشفيات وآخر اشبه بالمركز الصحي بالتعاون مع المجلس الاسلامي الشيعي الذي وفر لنا مكانا اصبح مركزا صحيا، واصبحت تجربة نسعى لتكرارها في اكثر من مكان، ليكون في كل منطقة مركزا صحيا رئيسيا نستطيع من خلالها الاستفادة من الملاك الطبي والتمريضي العامل، ليراجعه المرضى بدل صعوبة تنقل النازحين من مكان الى آخر، كما تستطيع ملاكاتنا تقديم خدمات طبية وصحية اكبر واكثر من التي يقدمها الآن لاعداد اوسع من المحتاجين لها".
واوضح ان" كربلاء المقدسة فيها لجنة شكلها مركز طب الحشود المعني بالتعامل مع الظروف غير الطبيعية مثل الزيارات المليونية والكوارث الطبيعية والحروب، وتلقى اعضاء هذا المركز منذ مدة دورات تدريبية مكثفة، واتفقنا مع الجمعية الاميركية للقلب على اعداد دورات لادارة الازمات والتعامل مع الظروف الطارئة، وشكلت منه لجنة متنوعة الاختصاصات الطبية وهي المعينة بتنسيق شؤون المرضى والجرحى من الوافدين والضيوف اللبنانيين واشرفنا على نقلهم من لبنان الى العراق او مرضى مراكز الايواء والاستضافة مثل مدن الزائرين والفنادق وغيرها، ونظمنا زيارات دورية موقعية لأمكنة سكن الوافدين اللبنانيين، وتكونت لدينا قاعدة بيانات من خلال اجراء عمليات الجرد للمصابين بالامراض المزمنة او تحديد من يحتاجون الى خدمات طبية معينة، وتجاوزت عدد الزيارات (15) الف زيارة، ومن خلال تنفيذ توجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بتقديم افضل الخدمات الطبية للوافدين اللبنانيين استفاد الوافد الواحد من اكثر من خدمة طبية وصحية، ومع الامكانيات العالية جدا للمؤسسات الطبية التابعة للعتبة الحسينية فقد تنوعت الاستفادة بين خدمات استشارية وجراحية قدمتها مستشفيات زين العابدين والسيدة خديجة والحسن المجتبى ومؤسسة وارث، وجميع تلك الخدمات مدفوعة الكلفة من قبل العتبة الحسينية المقدسة، حتى تجاوزت كلف العلاج المجاني في محافظة كربلاء المقدسة "ملياري" دينار عراقي منذ بداية الازمة الى الآن".
واشار الى ان " العمليات الجراحية مصنفة الى انواع منها الجرحى واصابات الحروق، وتجاوز مجموع العمليات الجراحية التي اجريت للمصابين والمرضى من الوافدين (100) عملية جراحية، بينها اكثر من (60) عملية متنوعة للجرحى بين عمليات تبديل اطراف وتبديل قرنية العين وستصل اليوم (4) قرنيات عيون من خارج العراق وسيقوم الملاك الطبي والتمريضي المختص بزراعتها، وجميع الخدمات الطبية والصحة تقدم مجانا على مدار الساعة والملاكات الطبية والتمريضية سخرت في خدمة الوافدين والذين يتوجب عليهم الا اثبات شخصياتهم بجلب وثيقة السفر (الجواز ) عند المراجعة".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير فوتوغرافي ــ عمار الخالدي
تصوير فيديو ــ علي فتح الله
أقرأ ايضاً
- مؤسسة وارث الخيرية المدعومة من العتبة الحسينية تأسس فرق تطوعية في لندن لدعم مرضى السرطان
- الكربلائي اول متبرع لمرضى السرطان.. خطط العتبة الحسينية الاستراتيجية انشاء (25) مستشفى في عموم العراق
- هدية من كربلاء :محطة تحلية مياه بطاقة تبلغ اكثر من (5000) لتر من الماء ثوابا لابي عبد الله الحسين في النبطية (فيديو)