- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كنه معرفة الإمام الحسين عليه السلام سر إلهي
حجم النص
بقلم:حسن كاظم الفتال أول النفحات سعيا منا لاستنشاق نسمة تهب من أريج ذكر الإمام الحسين عليه السلام تشرح الصدور وتعطر القلوب نبدأ بنفحة نبوية قال النبي محمد صلى الله عليه وآله: ألا وإنّ الحسين عليه السلام باب من أبواب الجنّة، من عانده حرم الله عليه ريح الجنّة. الحديث عن الإمام الحسين صلوات الله عليه يبدأ من أصل ثبوت المعرفة أو أنه ينبثق من مقتضيات معرفته معرفة تامة أو معرفة تتناسب مراتبها مع إيمان وعلمية وعقلية الفرد المُسِلِّم جزم التسليم بإمامة الإمام الحسين صلوات الله عليه وعصمته ومنزلته عند الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وآله وبمفروضية طاعته طاعة تامة. فهو إمام معصوم وحجة الله في أرضه وقد آتاه الله ما لم يؤتِ أحدا من عباده من الشأن والكرامة والمنزلة الرفيعة. ومصداق عمق كل ذلك قول النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله: (من أتى الحسين صلوات الله عليه عارفاً بحقّه كتبه الله في أعلى علّيّين) ـ (مدينة المعاجز) وكذلك قول الإمام علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه من زار الحسين بن علي صلوات الله عليهما عارفاً بحقه كان من محدثي الله فوق عرشه ثم قرأ صلوات الله عليه: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ{٥٤} فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ) ـ سورة القمر/ ٥٤ -٥٥. وفي ذلك أحاديث وروايات كثيرة لا يسعنا حصرها في بحثنا هذا ولا حتى بعضها. أما المعرفة فهي: تعني الإدراك والفهم الناتج عن وعي وتعقل تامين ثم من خلال جمع معلومات صحيحة. وهي خلاصة انطباعات ومهارات وخبرات أنتجتها الإكتسابات العقلية بسبب خوض تجاربَ تم من خلالها الإطلاع على حقائق كانت غامضة فتحولت إلى مكشوفة واندرجت في حقل الفهم والمعلومية. كما وإن المعرفة تعني إدراك الحقائق عن عقل نير وذهنية واسعة صيرت كل ما كان مجهولا إلى معلوم بعد بذل جهود مضنية أسفرت عن الإكتشافات النافعة المفيدة. والمعارف أنواع يتشعب تشخيصها وتتضمن فروعا متعددة وتتجزأ في معانيها وتعريفها . وللحواس دور في تكوينها وتنميتها وتطويرها. فمنها ما هي حسية ومنها ما هي لمسية أي ما يلمسه الإنسان بالإدراك والتعقل أو حتى باللمس الطبيعي باليد أو من خلال مشاهدات محددة فضلا عما يكتسب عن طريق السمع وثمة معرفة بسيطة عادية أو معرفة نسبية وأخرى عميقة حِكَمية تأتي من التحقق التام والدقيق للأشياء وللظواهر وتجميع بيانات والخروج بنتيجة واحدة مهمة وتؤدي غرضها عند اكتسابها والإنسان تواق للمعرفة إن لم يكن لكل شيء فيكون لشيء من كل شيء. (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) ـ طه /114 بيانية المراتب والمعرفة بكل أبعادها ومعطياتها ثمرة جهود مضنية بذلها الإنسان بقراءة ذهنية متفتحة وبالتفاعل مع كل المعطيات الحياتية بالمحسوس والملموس والجري وراء كل ما يدرج في حقل العلوم والمعارف. ومن نافلة القول أنه مثلما لا يوجد انعدام تام للمعرفة في أي زمان ومكان فإنه يتعذر أن يتساوى الجميع في درجات المعرفة الشمولية استحصالا واكتسابا ونتيجة وانتفاعا وتطبيقا. ولا غرابة في وجود تفاوت في كل أنواع المعرفة وفي كل زمان ومكان. بل إن التفاوت في درجات العلم والمعرفة أمر طبيعي لا شائبة عليه وربما التفاوت هو الدافع أو المحفز على الإكتساب الأكثر والأكبر. وإن سبل الوصول للمعرفة كثيرة ومتعددة ومختلفة ويسيرة. وحين ينصرف الإنسان بكل ثقة وعزيمة وإصرار لاكتساب المعرفة يغادره الجهل فتتبلور ثقافته ليصبح على بينة بكل ما يحيط به. إذ أن المعرفة تمنحه القوة ليجابه كل تحديات الجهالة أو الإنحرافات الفكرية أو الآراء المنحرفة ولا يفوتنا التذكير بلزوم توظيف المعرفة واعتمادها في كل مجالات الحياة لتنتج الخير والصلاح والفلاح. ويلزم أن تقترن بالإيمان والتقوى والهدى والزهد وأن لا يُطلقُ العنان للنزوات والشهوات أو المزاج فيغلبه الهوى. بل تكون معرفة إيمانية نزيهة خالصة من التبعات. كل ما سبق ذكره يحثنا على أن نتزود بالمعرفة بل نستزيد منها ونكتسب من كل شيء شيئا لنكون على بينة من أمور ديننا ودنيانا. وثمة دلائل وشواهد تشير إلى أن روح الإيمان وقوته هي المؤدى والحافز للتزود بالمعرفة فكلما ارتفعت درجة الإيمان كلما ازدادت الحاجة للمعرفة فطنية المعرفة وعند ذاك تكون المعرفة إيمانية صرفة ويكون التزود بالتقوى أساسا وحافزا على اكتسابها لتراكم المعلومات وازدياد الوعي لنحسن من خلال ذلك التحكم بالممارسات والتصرفات ونتخذ من معرفتنا مكيالا نكيل به الأشياء ثم نضع كل شيء في مكانه. وإن أساس المعارف الإيمانية معرفة الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وآله وحجته على خلقه. وهذا ما يشير له الإمام أبو عبد الله الصادق صلوات الله عليه في دعائه المعروف الذي يوصي بقراءته في وقت غيبة الإمام صلوات الله عليه: (اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني). إن منطوق ومضمون وجوهر هذا الدعاء الروحي المقدس العظيم يفتح لنا أفق التفكر والفطنة ويكشف لنا حقيقة واضحة وهي: أن الاستدلال على حجة الله في أرضه يتم بالمعرفة وهو مرتكز مهم من مرتكزات اتباع الحق ومن خلال اتباع الحق ومسايرته يتم سلوك سبيل الرشاد وبلوغ الصراط المستقيم والفوز بالنجاة . ونحن بأمس الحاجة لهذا الأمر وما يحققه لنا هو حجة الله وخليفته في أرضه. أليس الإمام الحسين صلوات الله عليه هو حجة الله ؟ بمصاديق الأحاديث الشريفة والنصوص التي نصت عليه من قبل جده رسول الله صلى الله عليه مما دونّاه في صدر البحث ومما سندونه تباعا فينبغي لنا أن نتعرف عليه بأي درجة أو مرتبة كانت
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- التسرب من التعليم