- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ماذا لو كان "عثمان العبيدي" شيعي..؟
حجم النص
بقلم:وليد كريم الناصري عندما تفنى روحك لأجل شيء خالد.. حتماً سيكون لك نصيبا من ذلك الخلود ثمناً لروحك الفانية.... "عثمان العبيدي" إنموذجاً للروح الفانية الخالدة..! إقترنت ذكراه بذكرى إمام معصوم خالد وهو الامام موسى الكاظم [عليه السلام]... والسؤال هنا ماذا لو كان ذلك الشخص شيعياً وأسمه علي...! هل سيوئبنه الإعلام كما يؤبن عثمان العبيدي السني اليوم..؟ وعذراً للمصطلحات لكنها للتوضيح ليس إلا... أنا على يقين بأن ما إكتسبه هذا الشاب هو الخلود بعينه لا التأبين, وإن التأريخ كفيلاً به لا الإعلام...! ولم يكن ثمنا عن المنظور المذهبي كونه سني وأفنى حياته للشيعي..! هذا وللاسف مايحاكي عقولنا القاصرة فقط, إذ ومن الخطأ بأن نعلل خلود عثمان العبيدي وحسنات فعله بهكذا سذاجة, ومن المفروض أن نخلده بمنظور أشمل وأوسع فضاء, وذلك بأن "عثمان" أحيا نفسا بالدنيا..! فاحياه الله بالخلود بالدنيا والاخرة..! ثمناً للزهد والإجادة بروحه.. ولو كنا على إطلاع بما يدور في خلجات فكر "عثمان" قبل أن يقرر النزول للماء, وما حصل بعد إن صعدت روحه للسماء, لقتلنا كل تلك التكهنات الضيقة, التي ندلي بها بين الحين والأخر من كل عام يمر على ذكراه..! كما إن عثمان لم يختر الأشخاص على أثر مذهبي ومن المحتمل إن يكون هنالك سنياً ضمن الناجين على يده, كوننا مسلمين نؤمن بتواجدنا في تلك الاماكن والأوقات سوية.. ويمكننا هنا أن نحلل سبب خلود "العبيدي" من باب نقول فيه بأنه أنقذ روح وأحيا نفس فضلاً عن عددها، ومن أحيا نفسا كأنما أحيا الناس جميعا...! ومن محاسن الصدف بأن "عثمان" أنقذ تلك الأرواح في سبيل الله وبدافع الشعور بأنه قادر على مساعدة الضعيف, وإجارة الملهوف, وإسعاف المتحير, وهذه الصفات تشبه الى حد ما الصفات التي يتصف بها لله تعالى إتجاه عباده, بواسع باب الرحمة.. ومن حسن حظ "عثمان" أيضاً, بأنه مارس صفات الرحمة مع أُناس لايعرفهم مطلقا..! وعلى مرأى ومسمع رجل حي خالد في قبره, قريب من الله في عرشه,هو" موسى إبن جعفر" من نسل سبطي النبي الأكرم, فضلا من إن هولاء الأشخاص المعنيين بالأنقاذ هم من زوار ذلك الإمام نفسه...! فكان حريا بالله تعالى أولاً أن يكرمه لفعله، فعجل له بالجنة التي لا تُدرك إلا بموته حينها, وحرياً بالإمام (عليه السلام) ان يكون أكرم مما يقدمه عثمان لزواره فأعطاه شيء من الخلود الذي هو فيه, وبذلك إقترن أسم الشاب بذكرى زيارته سنوياً.. ولأن الله هو العدل الذي لا يحبوا والإمام هو العادل الذي لا يَظلم فمن الطبيعي أن لايختلف عطائهم مطلقا مع شخص أخر فعل نفس الفعل, وإن كان شيعيا أو سنيا، مسلم أو غير مسلم, لأن العطاء يُستحسن بالفعل ونيته, لا بالشخص وعقيدته..