حجم النص
عباس عبد الرزاق الصباغ العراق المغبون تاريخيا والمظلوم إقليميا هل يجد ضالّته في كواليس مؤتمر ميونخ؟ سؤال نبحث عن إجابة وافية له ولو ضمنية فيما ستسفر عنه مقررات وتوصيات مؤتمر ميونخ53 للأمن والسياسة ومدى جدّية الأطراف الدولية المشاركة فيه، في تطبيق بنوده ومقرّراته على ارض الواقع، والذي حضره العراق بوفد رفيع المستوى ترأّسه رئيس الحكومة د.العبادي، ولم تكن مشاركة العراق مشاركة بروتوكولية مجاملاتية ومن باب إسقاط الفرض باعتبار موقع وأهمية العراق في سياق الأهداف التي توخّاها مؤتمر ميونخ او لكون العراق البلد الوحيد في العالم الذي يعدّ خطّ الصدّ الأول في مقارعة الإرهاب، بل من باب يجب أن يكون العراق حاضرا وفي أعلى وأوسع منتدى عالمي لاستثمار الفرصة ولإلقاء "الحجة" على المجتمع الدولي ككل في هذا المؤتمر السنوي الهامّ الذي يُعقد بمشاركة أكثر من 500 شخصية سياسية رفيعة من كل أنحاء العالم لبحث تصعيد الحرب ضد تنظيم داعش ومناقشة قضايا السياسة والأمن والإعمار.وجاء هذا المؤتمر في وقت تضع قواتنا الأمنية والحشد الشعبي اللمسات الأخيرة لإنهاء سيناريو داعش الذي كان حصان طروادة لمشروع إقليمي طائفي مدمّر احرق الأخضر واليابس ليس في العراق فقط بل وفي أكثر من دولة في الشرق الأوسط ولذات الأسباب السيا/ طائفية .. مشاركة العراق جاءت لتضع المجتمع الدولي أمام الأمر الواقع ولتضع النقاط فوق الحروف فيما يخصّ استحقاقات العراق على المجتمع الدولي وهي كثيرة أشار اليها إجمالا ً د. العبادي في كلمته التي ألقاها ضمن أعمال المؤتمر: (نتطلّع إلى أنّ يتواصل دعم قواتنا في مجالات التسليح والتدريب والمشورة والدعم اللّوجستي والجوّي من اجل إكمال مهمّة القضاء على داعش) والتي ناشد فيها ايضا المجتمع الدولي بضرورة أن تكون له إسهامات جادة وفاعلة في مسألة إعمار ما دمّره «داعش» والمرحلة التي تعقب هزيمته والتي تتطلّب استمرار التعاون في التدريب والتسليح والمعلومات والاستخبارات، كما انه يرغب بأن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته الى جانب العراقيين في مسالة إعادة إحياء وإعمار هذه المناطق. فيما جاء تلميح السيد العبادي الى أن القوات الأمنية العراقية هي قريبة جدا من بسط سيطرتها على المناطق التي قضمها داعش بشكل تامّ ، جاء إشعارا للمجتمع الدولي بوجوب مساعدة العراق في وضع خارطة طريق للتهيئة لما بعد داعش لوضع النقاط على الحروف لمستقبل سياسي / مجتمعي عراقي يخلو من الإرهاب ومن مخلفاته وحواضنه. وقد كشفت الاجتماعات المكثفة والتي أجراها د العبادي خلال أعمال المؤتمر، مع الكثير من الشخصيات المهمة كالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والأمين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس ونائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، كشفت عن مقدار الأهمية البالغة التي يتمتع بها ملف العراق ولاسيما حربه ضد الإرهاب وضرورة تضافر الجهود الدولية للقضاء عليه حيث بحث معهم التطورات الأمنية والسياسية في العراق فلم يعدْ الشأن العراقي وهو يقاتل نيابةً عن جميع العالم شأنا محلّيا فقط بل هو شأن إقليمي ودولي ايضا والذي يعاني منه العراق قد امتدّ وتمدّد الى كل بلدان العالم خاصة تلك التي تتفاخر بقوة منظوماتها الأمنية ودفاعاتها العسكرية ومتانة شبكاتها الاستخبارية فقد أثبتت مرونة التنظيمات الإرهابية التكتيكية من خلال خلاياها النائمة وذئابها المنفردة أنها قادرة على اختراق اشدّ الخطوط الدفاعية صلابة وصلادة وهو ماحصل في أمريكا وأوربا.... لذا يأمل العراقيون أن يلمسوا من نتائج هذا المؤتمر مايرفع الحيف والغبن الإقليمي والصمت الدولي عنهم والذي طالما عانوا منه خلال تلك السنوات التي أعقبت التغيير ولحد الآن فهل يفعل ميونخ 53 ماعجز عنه الآخرون وينصف العراق ولو لمرة واحدة فقط . كاتب عراقي
أقرأ ايضاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟
- هل سيكون الردّ إيرانيّاً فقط ؟