- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
شهداء الكرادة دفعوا ثمن مواقفهم ..!
حجم النص
للكاتب: قيس المهندس في الفترة التي تلت تفجير الكرادة الدامي، تعالت بعض الأصوات النشاز، التي لا تكنّ خيراً للوطن، والتي ملأ قلوبها الحسد والغيرة، على مشهد التلاحم الوطني الذي أبداه العراقيون، أثر تفجير الكرادة الدامي، الذي راح ضحيته ما يزيد عن 300 من الأطفال والنساء والشباب، وأصيب قرابة 200 آخرين! تلك الأصوات البعثية الهوى كانت مغتاظة من أهل الكرادة، تضمر لهم البغضاء، ولا تأمل لهم الخير ابدا! أصوات تصدح من صدور متخمة بكم هائل من الأنانية، فقد هانت عليهم تلك الدماء الزكية، وأخذوا يجاهرون بهجوهم لأهالي الكرادة! أقدم تنظيم داعش الإرهابي بتفجير سيارة مفخخة في أكثر أماكن الكرادة زحاماً بالمتبضعين لموائد شهر رمضان، وأحتياجات العيد، وليس الأمر بغريب على ذئاب الفلوات ووحوش الغاب، لكن الغريب في الأمر أن يخوض في دمائك أبناء جلدتك! من هؤلاء الشامتون من غير الأعداء؟! وما هو سبب شماتتهم؟! حقيقة لم أستطع التعرف على ذلك، الا بعد أن استمعت مصادفة لجانب من خطبة العيد، التي القاها السيد عمار الحكيم واصفاً أهل الكرادة بأنهم أهل التضحية والفداء والعطاء، مشيراً الى تفاعلهم التأريخي مع المرجعية الدينية آبان مرجعية الإمام الحكيم والإمام الشهيد الصدر والإمام الخوئي (قدست أسرارهم) ومع الإمام السيستاني (دام ظله)، وعزى الحكيم سبب التفجيرات التي تعرضت لها الكرادة للمواقف المبدئية المشرفة لأهلها. عندئذ اتضح لي سر ذلك التفجير، فأهل الكرادة ليسوا كما هو معروف عنهم في الأوساط الشعبية العامة، من كونهم أهل رفاهية ودعة، وليس لهم في الشؤون الدينية والجهادية سوى ما علق بسنارة الصائد! فالعدو يعرف أين يسدد سهامه، ومن أين تؤكل الكتف كما يقال! ذلك الحادث الاجرامي كشف ما كان يخفى من تأريخ أهل الكرادة، وعلى أقل تقدير عن الأجيال الحديثة التي لم ترافق أيام نضالهم في عقود القرن المنصرم، واحتضانهم لحركات الممانعة ضد الأنظمة الديكتاتورية التي تعاقبت على حكم العراق، ودعمهم للمرجعيات الدينية، وممثليها الذين حينما كانوا يتوافدون على بغداد، كانت الكرادة مضيفهم المشرع ومحط رحالهم وبلغة مرادهم. تعاطف جميع أهل العراق، شيعة وسنة وكورد، مؤسسات المجتمع المدني والعشائر ورجال الدين والحوزة العلمية وممثلي المراجع العظام، ووفودهم الى موقع الإنفجار، لهو خير دليل على مكانة الكرادة وأهالي الكرادة، في ضمير ومخيلة العراقيين جميعا. رحم الله الشهداء وتغمد الجرحى بالشفاء العاجل، ودائرة السوء والخسران المبين على الإرهاب الداعشي ومن حرض ودعم وروج وتشفى وساهم في نزيف الدم العراقي الطاهر، في أي بقعة من بقاع الوطن المقدس.
أقرأ ايضاً
- وللإبطال مقابرٌ ايضا..!- طقسٌ كُروي
- مقاطعة الانتخابات لها ثمن يجب دفعه
- هل ستدفعي ثمن الفطيرة ياسعادة السفيرة !؟