- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
في الفلوجة وفي غيرها هؤلاء هم رجالك ياعراق
حجم النص
بقلم :حيدر علي الكاظمي (عراق) أي وطن عظيم أنت وقد طبع حبك في قلوب الأوفياء من أبنائك البررة، الذين أحبوك حبا مبهرا، حتى أذا ضحوا بالأنفس لأجلك لم يأبهوا بها، فهم يعرفون جيدا، إن حب الوطن والدفاع عنه واجب شرعي، وديني، وأخلاقي، وكذلك عرفوا، أن هذا الحب يجب أن يترجم إلى أفعال تؤكد هذا الحب، وذلك الانتماء، بدرء المخاطر التي تحيط به، وهم على يقين أن حب الوطن هو شعور لا يجب أن يظل حبيسًا في الصدور ومكنونات النفس، فهبوا للدفاع عن وطنهم، فالوطن يستدعي منا جميعًا أن نعّبر عن هذا الحب، وأن يكون هذا الوطن ومصلحته وبقاؤه والدفاع عنه هو هدف أسمى لنا جميعًا، وحتى لو كانت النوايا حسنة في حب الوطن، فلن تشفع أبدًا في اختيار الوسيلة غير المناسبة للتعبير عن ذلك الحب سوى بالتضحية من اجله بالغالي والنفيس، فاليوم نقف وقفة إجلال وإكرام، ونحني الرقاب تبجيلا وتقديرا لاؤلائك الذين أخلصوا في حب وطنهم (العراق)، من أبطال قوات الحشد الشعبي الغيارى، وأبطال الجيش العراقي، والشرطة الاتحادية، وجهاز مكافحة الإرهاب، على ماحققوه من أنتصارات عظيمة على عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي، الخارج عن قيم الدين الإسلامي الحنيف وعن القانون والأخلاق والأعراف الإنسانية، وأن ماحققته القوات المسلحة بمختلف صنوفها، ورجال الحشد الشعبي الأبطال في (الفلوجة)، هو ترجمة حقيقية لحب الوطن، و يمكن وصفه وبكل فخر بالأنتصار العظيم على فلول هذا التنظيم، نعم أنه أنجاز عظيم، وأن الصورة المشرقة التي أمامنا اليوم المتجسدة في أروع قيم البطولة والفداء، هي خير شاهد على اؤلائك الرجال، الذين أنجبتهم أمهات أصيلات المنبع، أرضعن أولادهن لبن الولاء للدين والوطن وحب وطنهم، حيث ضرب هؤلاء الإبطال، أروع الأمثلة في الثبات والصمود والتضحية بأنفسهم من اجل وطنهم ومقدساتهم، وسجلوا أروع الملاحم البطولية في البذل والفداء، وافشلوا مخططات الإرهابيين والدول الداعمة لهم، والحقوا بهم الخسائر الفادحة التي جعلتهم يجرون وراءهم أذيال الهزيمة والخزي والعار، فتحية لكم أيها الرجال الرجال، فسواعدكم تستحق أن تقبل، تلكم السواعد التي حمت الأرض والمقدسات، فطوبى لكم انه ستسجل ملاحمكم وبطولاتكم بماء الذهب في سماء التاريخ، فنحن اليوم وبفضلكم وفضل شجاعتكم قادرون على القضاء على هؤلاء المجرمين ومتعطشين الدماء الدواعش الإرهابيين الكفرة، الذين زرعوا الخوف في نفوس أطفالنا، ولكنهم لن يستطيعوا أن يرهبوكم ويثبطوا عزيمتكم، وإنما إرهابهم سيزيدكم قوة وصلابة لدحرهم، وعودة الأمان والطمأنينة لوطننا العراق في كل شبر منه، فسلام على أولائك الرجال الذين نذروا أنفسهم للدفاع عنك ياوطني، فهم أسود وهيهات أن يقرب عرينهم الغرباء، فتحية لكم منا أيها العظماء وانتم تتجشمون الصعاب من اجل الوطن، تحية لكم منا وأنتم تدثرون الوطن بالحب والدفء والحنان، وأنتم تضيئون دروب المجد بعرق الجهد ودم التضحية، وأنتم ترسمون أروع صور الوفاء، وأنتم تحافظون على سلامة المحبة والتعايش بين كل أبناء الوطن الواحد، تحية إجلال وأحترام وإكبار لكم أيها الشامخون في وجه العواصف، تحية لكم وأنتم تحافظون على أمانة التاريخ الملقاة على عاتقكم، تحية لكم أيها المرابطون في مواقع الطهر والشرف، تحية لكم أيها المحافظون على الوطن من الانزلاق في مآزق المتآمرين، تحية لكم وأنتم تدافعون عن الوطن من أي معتد غاشم، فبفضلكم ستعود الابتسامة على وجوه الأطفال، وستطهر كل أرض الوطن من المعتدين الغاصبين على أيديكم، فلنرفع الرؤوس عاليا، فهؤلاء هم رجالك ياعراق.