حجم النص
بقلم:عباس عبد الرزاق الصباغ كنت آمل وبعد الانفجار الذي وقع ظهيرة يوم الثلاثاء قرب سوق شعبية في كربلاء آمل ان يخرج علينا احد فطاحل التنظير السياسي او احد جهابذة التحليل الإستراتيجي الأمني ليضعوا بعض النقاط على الحروف لكي يعرف الإنسان العراقي المكرود ماذا يجري وليعرف متى يأتي دوره في هذا الحصاد الإرهابي، داعش الذي أعلن مسؤوليته عن الحادث الإرهابي كان أكثر وضوحا من جميع محللينا ومنظرينا وخبرائنا الاستراتيجيين فقد أعلن عن مسؤوليته عن هذا الحادث وليثبت للراي العلم انه موجود في اي مكان هو يختاره ولا مكان آمنا في العراق حتى المدن المقدسة، ويضرب الأهداف التي هو يختارها وان لم يكن مضطرا الى ذلك بدليل اختياره هدفا سهلا وغير مكتظ بالناس وفي عز الظهيرة وفي رمضان ليوصل رسالته التي عجز عن فك رموزها وطلاسمها جميع فطاحلنا وجهابذتنا الذين يصرخون آناء الليل وأطراف النهار في الفضائيات ويصكون مسامعنا بعبارات مثل ان الإرهاب بدا يرفس رفسته الأخيرة وهذه الاسطوانة التي أضحت مشخوطة جدا منذ أن تم ترحيل ابو مصعب الزرقاوي الى سقر قالوا حينها ان الإرهاب بدا يرفس رفسته الأخيرة وفي الحقيقة ان شعبنا المبتلى هو الذي بدا يرفس رفساته الاخيرة تمهيدا لاحتضاره وما الأرقام التي تقدمها الأمم المتحدة كل شهر عن أعداد الشهداء والمصابين والمعاقين إلا أمثلة حية على ما أقول. وفي كربلاء المدينة الأكثر أمنا وأمانا في العراق بسبب حساسيتها الدينية والمذهبية وطبيعة أهلها (عدا مشاكسة المليشيات الوقحة والخارجين عن القانون) فهي كانت لحد يوم أمس مدينة مصفّرة من الإرهاب إلا إن الحادث الإرهابي الذي وقع ظهيرة امس يكشف لي ـ شخصياـ وانا لست خبيرا امنيا او محللا امنيا إستراتيجيا وما أكثرهم في هذا البلد يكشف عن أن الإرهاب في العراق لم يرفس رفسته الأخيرة إلا في بيانات الإعلام العراقي ومازال له حضوره وخلاياه النائمة التي تستيقظ عند الضرورة وفي أكثر المدن أمانا وليس بصحيح ان نطلق على أية مدينة ما بأنها مدينة آمنة وتكون مستهدفة بين الحين والاخر إما من داعش او من دواعش الشيعة (المليشيات القذرة) وتكون آمنة بشرط انحسار الإرهاب عنها وتم تصفية الخلايا النائمة من بعثيين ومندسين مع النازحين والمهجرين والوافدين وحتى الأجانب من الزوار ويكشف هذا الحادث من وجهة نظر أمنية ان خاصرة كربلاء مازالت رخوة خاصة من جوانبها واطرافها المتصلة بجرف الصخر وعامرية الفلوجة ويجب عدم تراخي الاجهزة الامنية والاستخباراتية عن اداء دورها بحجة ان المدينة امنة ومحروسة بعين الله التي لاتنام وببركة الامام الحسين فهذه وحدها لاتكفي هذه اماني المفلسين . وكالعادة فان الحيلة التي تطلقها بعض القيادات الأمنية انطلت على بعض السذج من الناس الذين يرددون بان السياسيين ـ لتبرير فشلهم المريع ـ هم كانوا السبب وراء كل حادث ارهابي يحدث ؟؟ وحين تسال وكيف ذلك ؟ يقولون هم السياسيين فجروا المكان وبدون دليل يقنع العاقل فضلا عن المجنون وهذا الكلام يشي بواحد من امرين لاثالث لها : إما ان يكون سياسيونا الشيعة منهم خاصة متعاونين مع داعش لاغراض سياسية وحزبية او ان داعش مايزال يمد اذرعه الأخطبوطية في كل مكان حتى في كربلاء وسط فشل الاجهزة الامنية عن متابعة اي خيط يقود الى داعش فالى متى يبقى المواطن العراقي المكرود والمغلوب على امره يدور في حلقة مفرغة مرة يقولون له ان داعش"المحتضر" و"الرافس" رفسته الاخيرة يريد ان يعوض خسارته في جبهات القتال من خلال ضرب المدن والمدنيين ومرة يقولون له ان السياسيين هم السبب ومرة يقولون ان أجهزة السونار التي لاتختلف عن العاب الاطفال الا بالشكل هي السبب ومرة يقولون ومرة يقولون ومرة ومرة....وهكذا الى ان ياتي دوره لياخذ حصته من هذا الخراب الذي ينتهي بلجان تحقيقية فاشلة وبرقيات التعازي وبيانات الادانة والاستنكار . اعلامي وكاتب عراقي كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- لولا السلاح (الفلاني) لما تحقق النصر على داعش في العراق
- مَن يرعى داعش في العراق؟
- علاوي يكشف لأول مرة مجموعة من الاسرار بشأن داعش