- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
في رحاب الأيام الفاطمية الحزء الثاني
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي ولغرض الوقوف على حقيقة السيدة الجليلة والمرأة العظيمة سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء(ع)فلننظر ماهي مكانتها في السماء وعند رب العالمين لأنه كما هو معروف أن الزهراء هي حوراء إنسية كما قالها نبينا الأكرم محمد(ص) عن ابنته {وطأ الجنة ليلة المعراج، فناوله جبرئيل (عليه السلام) فاكهةً من شجرة طوبى، فلمّا عاد إلى الأرض اِنعقدت نطفة فاطمة من تلك الفاكهة ؛ ولذلك جاء في الحديث أنّ رسول اللّه) صلّى الله عليه وآله) قال: (إنّ فاطمة حوراء إنسية، فكلما اشتقت إلى الجنة جعلت أقبّلها)(1)وبذلك فإن هذه المولودة المباركة التي تمثّل عصارة ثمار الجنة، ولحم ودم رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله)، وتلك الأُم الحنون السيدة خديجة الكبرى (عليها السلام)}.(2) ومن هنا فهذا الخلق العظيم كان من الخلائق العظيمة المنزلة عند الله والتي أختصها برحمته الواسعة وكانت الزهراء منزلتها في السماء أعلى منها في الأرض وحتى عطرها فهي تختلفُ عن عطر الأنبياء و الحور العين و الملائكة لإن عطر الأنبياء هو عطر السفرجل وعطر الـحور العين هو عطر الآس وعطر الـملائكة هو عطر الورد(3)(والورد في لغة العرب هو الورد الأحمر). وعطر هدية الله تعالى تختلف عن سائر هذه العطور لأنها جمعت كل هذه العطور وزادت عليهنَّ لأنها أشتملت على السفرجل والآس والورد والتفاح(4)وعطر المسك. فهي مجمع الروائح ولذلك من أسماء هذه الهديةُ الألهية هي (الزهرة) والزهرة في كلامِ العرب ((الثمرة الناضجه في كل شجرة)).لأن الله سبحانه وتعالى قد بشر نبيه وحبيبه عندما اعطاه هذه الهدية وذكرها في القرآن الحكيم عندما قال{أنا أعطيناك الكوثر}وفاطة الزهراء هي هبة السماء إلى الكون كله وليس فقط إلى الرسول الأعظم محمد(ص). ولهذا فأن فاطمة هي من الجنة وخلقت من الأنوار الآلهية وكانت بأمر من رب العزة والجلال فهي قد خلقت بأمر من الله وللاستزادة عن خلقها وخلقها النوراني نجمل هذه الحوادث عن كيفية خلقها: خلق الرسول الأعظم محمد(ص) والروايات المتواترة الواردة عن النبي وأهل بيته تؤكد هذه الحقيقة، فقد روى الشيخ الصدوق بسنده عن الإمام الصادق (ع)،عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: «إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله قبل أن خلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار، وقبل أن خلق آدم ونوحا وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان وكل من قال الله عز وجل في قوله:، وقبل أن خلق الأنبياء كلهم بأربعمائة ألف وأربع وعشرين ألف سنة، وخلق عز وجل معه اثني عشر حجابا: حجاب القدرة، وحجاب العظمة، وحجاب المنة، وحجاب الرحمة، وحجاب السعادة، وحجاب الكرامة، وحجاب المنزلة، وحجاب الهداية، وحجاب النبوة، و حجاب الرفعة، وحجاب الهيبة، وحجاب الشفاعة، ثم حبس نور محمد صلى الله عليه وآله في حجاب القدرة اثني عشر ألف سنة وهو يقول: ﴿ سبحان ربي الأعلى ﴾، وفي حجاب العظمة أحد عشر ألف سنة وهو يقول: ﴿ سبحان عالم السر وأخفى ﴾، وفي حجاب المنة عشرة آلاف سنة وهو يقول: ﴿ سبحان من هو قائم لا يلهو ﴾، وفي حجاب الرحمة تسعة آلاف سنة وهو يقول: ﴿ سبحان الرفيع الأعلى ﴾، وفي حجاب السعادة ثمانية آلاف سنة وهو يقول ﴿ سبحان من هو دائم لا يسهو ﴾، وفي حجاب الكرامة سبعة آلاف سنة وهو يقول: ﴿ سبحان من هو غني لا يفتقر ﴾، وفي حجاب المنزله ستة آلاف سنة وهو يقول: ﴿ سبحان ربي العلي الكريم ﴾، وفي حجاب الهداية خمسة آلاف سنة وهو يقول: ﴿ سبحان ذي العرش العظيم ﴾، وفي حجاب النبوة أربعة آلاف سنة وهو يقول: ﴿ سبحان رب العزة عما يصفون ﴾، وفي حجاب الرفعة ثلاثة آلاف سنة وهو يقول: ﴿ سبحان ذي الملك والملكوت ﴾، وفي حجاب الهيبة ألفي سنة وهو يقول: ﴿ سبحان الله وبحمده ﴾، وفي حجاب الشفاعة ألف سنة وهو يقول: ﴿ سبحان ربي العظيم وبحمده ﴾. ثم أظهر عز وجل اسمه على اللوح فكان على اللوح منورا أربعة آلاف سنة، ثم أظهره على العرش فكان على ساق العرش مثبتا سبعة آلاف سنة، إلى أن وضعه الله عز وجل في صلب آدم عليه السلام، ثم نقله من صلب آدم إلى صلب نوح، ثم جعل يخرجه من صلب إلى صلب حتى أخرجه من صلب عبد الله بن عبد المطلب ».(5) وبعد أن عرفنا خلق نبينا الأكرم محمد(ص) نأتي إلى: خلق فاطمة الزهراء(عليها السلام) وروى الشيخ الصدوق ووالده بسندهما عن جابر الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: لم سمّيت فاطمة الزهراء زهراء؟ فقال: « لأنّ الله عزّ وجلّ خلقها من نور عظمته، فلمّا أشرقت أضاءت السموات والأرض بنورها، و غشيت أبصار الملائكة، وخرّت الملائكة لله ساجدين، وقالوا: إلهنا وسيّدنا، ما هذا النور؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري، وأسكنته في سمائي، خلقته من عظمتي، أخرجه من صلب نبيّ من أنبيائي، أفضله على جميع الأنبياء، وأخرج من ذلك النور أئمّة يقومون بأمري، ويهدون إلى حقّي، وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي ».(6) الحوراء الإنسيه عن أبي أيوب الأنصاري قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لما خلق الله عز وجل الجنة خلقها من نور العرش، ثم أخذ من ذلك النور فقذفه، فأصابني ثلث النور، وأصاب فاطمة ثلث النور، وأصاب علياً وأهـل بيته ثلث النور، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد، ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم».(7) عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «أن الله عز وجل خلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد».(8) "والزهراء هي محل الحجاب الأعظم لعروج الفيض الأقدس وهبوطه بمعنى إن الفيض الأقدس وهم صنف من الملائكة المقربين والكروبيين حينما يريدون العروج إلى مقام نور حبيب الله وسيد رسله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى مقام نور ولي الله وسيد أوصيائه ومنهما إلى الله جل شأنه يكون عروجهم عليهم السلام من محل نور فاطمة عليها السلام وعندما يهبط هذا الفيض الأقدس من نور الله عز وجل إلى محل نور المصطفى ووصية إلى محل نور فاطمة عليها السلام ومنها إلى أبنائها الأئمة الأحد عشر عليهم السلام ومنهم يهبط الفيض إلى المؤمنين والخلق أجمعين وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «نحن صنايع الله والخلق كلهم صنايعٌ لنا»(الخصائص الفاطمية للشيخ محمد باقر الكجوري: ج2، ص610، ط انتشارات الشريف الرضي). وقول الصادق عليه السلام: «نحن حجب الله» دال على المطلوب. وهو أحد أوجه قول الإمام الحسن العسكري: «نحن حجج الله على الخلائق وأمنا فاطمة حجة الله علينا»(الانتصار للعاملي: ج7، ص192، ط دار السيرة، بيروت ــ لبنان)".(9) ولهذا الزهراء عليها السلام تشبه أباها صلى الله عليه وآله وسلم خلقاً وأخلاقاً ومنطقاً، وقد وصفها الصحابة المعاصرون لها بأنّها كانت كأبيها صلى الله عليه وآله وسلم في مشيته وجلسته وسمته وهديه ما تخطي منه شيئاً. عن أنس بن مالك، قال: لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحسن ابن علي وفاطمة عليهما السلام.(10) وعن عائشة، قالت: ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاًّ وهدياً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قيامه وقعوده من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.(11) وقالت: أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.(12) وعن جابر بن عبدالله، قال: ما رأيت فاطمة تمشي إلاّ ذكرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تميل على جانبها الأيمن مرّة، وعلى جانبها الأيسر مرة.(13) وعن أُمّ سلمة، قالت: كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشبه الناس وجهاً وشبهاً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.(14) وكانت الزهراء عليها السلام المثل الأعلى في خَلْقِها وخُلُقِها وسموها وتفوّقها في كل الفضائل والصفات الإنسانية العليا على جميع نساء أهل الدنيا، حتى بلغ من كمالها أن وصفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم مراراً وتكراراً بالحورية، فسبحان من خصّها بما خصّها وفضّلها على نساء العالمين. ومن هنا نستنتج أن فاطمة الزهراء (ع) كانت الامتداد الطبيعي لرسول الله (ص)وأنها كانت كما كناها أبيها (بأم أبيها) وأن رسول الله عندما كان يخرج من المدينة في معاركه أو يعود فكان أول ما يعود إلى بيت فاطمة وإذا أراد سفراً أو غزاة كان صلى الله عليه وآله وسلم آخر الناس عهداً بفاطمة عليها السلام، وإذا قدم كان صلى الله عليه وآله وسلم أول الناس عهداً بفاطمة عليها السلام (15)، وكان صلى الله عليه وآله وسلم لا ينام حتى يقبّل عرض وجهها ... ويدعو لها.(16) وهنا نتوقف لنسأل السؤال ونتأمل هل هذه المنزلة العظيمة لفاطمة قد أعطيت حقها من قبل أهل الأرض وبالذات من أمة أباها الرسول الأعظم محمد(ص)؟والذي برسالته المحمدية قد أخرجهم من الظلمات إلى النور ومن براثن الجاهلية والتخلف بعد أن كانوا نهب لكل طامع ويعتاشون على السلب والنهب والسبي وارتكاب المعاصي وبدون إي حدود ولا أي وازع أخلاقي أو ديني وهم يعبدون الأصنام إي كان مجتمع وثني جاهلي بكل معني الكلمة وهذا ما أشارت إليه الزهراء(ع) في احتجاج الزهراء لأبي بكر في ما تسمى الخطبة الفدكية حيث تقول {..و كنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب و ﻧﻬزة الطامع و قبسة العجلان و موطئ الأقدام تشربون الطرق و تقتاتون القد أذلة خاسئين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد(ص) بعد اللتيا والتي وبعد أن مني ببهم الرجال و ذؤبان العرب و مردة أهل الكتاب كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواﺗﻬا فلا ينكفئ حتى يطأ جناحها بأخمصه و يخمد لهبها بسيفه مكدودا في ذات الله مجتهدا في أمر الله قريبا من رسول الله سيدا في أولياء الله مشمرا ناصحا مجدا كادحا لا تأخذه في الله لومة لائم وأنتم في رفاهية من العيش وادعون فاكهون آمنون تتربصون بنا الدوائر و تتوكفون الأخبار و تنكصون عند النزال و تفرون من القتال}.(17) وفعلاً كانوا يتربصون الدوائر بأهل بيت النبوة ممثلة بالأمام علي(ع) وفاطمة وذريتهما الطيبة الطاهرة وكانوا يكرهون أن تجتمع النبوة والخلافة في بيت واحد نتيجة رواسب جاهلية التي لم ينظفها ديننا الحنيف وبقى حب السلطة والمطامع الدنيوية عندهم لم تتغير مضاف الدعوات الجاهلية من القبلية والاثنية ولهذا كره الصحابة وقريش اجتماع النبوة والخلافة في بيت واحد وهذا وماقاله صراحة الخليفة عمر إلى أبن عباس في مجاورة طويلة نأخذ منها ماقاله عمر حيث قال: (...كرهت قريش أن تجتمع فيكم النبوَّة والخلافة فتجخفوا جخفاً (18)، فنظرت قريش لنفسها فاختارت فأصابت!).(19)ومن هنا كانت بداية النكوص عن الرسالة المحمدية وبعد رزية يوم الخميس هو غصب حق فاطمة الزهراء في فدك ثم لتجتمع المؤمرات في إحراق دارها وكسر ضلعها وغرز المسمار في صدرها الشريف لتكتمل المؤمراة بإسقاط المحسن ثم اقتياد ابن عمها وزوجها وأخي رسول الله(ص) سيدي ومولاي أمير المؤمنين(ع)مقيداً بعمامته والفجيعة المهمة كيف يتم انتهاك حرمة هذا البيت الطاهر والشريف ومخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى في عدم دخول بيوت المؤمنين إلا أن يؤذن لكم وهذا ماصرح به عز وجل في محكم كتابه إذ يقول{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(20)،وهذا ما صرح به في منع دخول بيوت المؤمنين فكيف والأنكى من ذلك بمنع الدخول إلى بيت النبي وأهله وانتهاك حرمته فيقول{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}(21). وهذا يعني أن هذا العمل يؤذي الرسول الأعظم محمد(ص) ومن يؤذي النبي فقد آذى الله وقد باء بغضب عظيم من جل وعلا وهذا ما جاء عند كتب أهل السنة والجماعة فهذا شيخهم ابن حزم يقول (كل من آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كافر مرتد يقتل ولابد)(22). ويأتي شيخهم وعندهم ينعتوه بشيخ الإسلام (والحقيقة غير ذلك) وهو أبن تيمية فيقول بالنص (وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد ذكره للآيات السابقة: (.. دل ذلك على أن الإيذاء والمحادة كفر، لأنه أخبر أن له نار جهنم خالداً فيها ولم يقل: وهي جزاؤه، وبين الكلامين فرق)(23).فهذا قولهم وإجماعهم على أن من يؤذي نبينا الأكرم محمد(ص) فهو كافر ومرتد ولأن أفكارهم قائمة على القتل والذبح والدم فهو يجب أن يطبق عليه الحد. فكيف من آذى بضعة النبي محمد(ص) وآذاها وهتك حرمتها وقد أوردنا آنفاً حديث إن من آذى وأغضب فاطمة فقد آذى الرسول ومن آذى واغضب الرسول فقد أغضب الله والتي تشير كل كتب الصحاح من أهل السنة والجماعة قد أقرت بأن فاطمة الزهراء قد توفت وهي واجدة(أي غاضبة)على الشيخين والتي سنوردها في أجزاءنا القادمة وأختم بحثي بما قاله القرآن الكريم في حكم من آذى النبي إذ قال تعالى: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.(24).. إلى قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ }(25).فكيف يريدون منا أن نترضى على من آذى نبي الرحمة محمد(ص) بإيذاء أبنته وبضعته وهم من يصفونه بالكافر وجواز قتله ونحن لم نفعل ذلك ولم نصدر فتاوي تكفيرية بحقهم وحتى مراجعنا العظام لم يجيزوا سبهم ولعنهم بل قلنا إن هؤلاء قد هتكوا حرمة رسول الله وهم من الصحابة الذين ارتدوا على نبيهم بعد وفاته ولم وصية الله سبحانه وتعالى ورسوله يوم الغدير بل وصلوا إلى هتك حرمات نبيهم واعتدوا على داره ودار أبنته وبضعته فاطمة وقد عملنا بما قاله القرآن والسنة النبوية وبما يذكرونه في كتبهم وصحاحهم ولم نخالف الشريعة ولا السنة ولا حتى أجماع علماؤهم وفقهاؤهم فأين العلة في ذلك ويتم نعتنا بالروافض وتكفيرنا وسبنا على المنابر واعتبارنا انه نحن أسوأ من اليهود ودعوات التكفير والجهاد وقتل الروافض الشيعة هي باب من أبواب الجهاد، ولا أدري هل ديننا هو دين القتل والذبح على الهوية وشرائعه تبيح بقتل من نطق الشهادتين وصلى القبلة وآمن برب واحد ونبي واحد؟. أترك الجواب لك عزيزي القارئ ولك الحكم في ذلك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر: 1 ـ أخرجه كل من: ـ الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) ج5/78 مطبعة دار السعادة. أخطب خواغرزم في (مقتل الحسين) ص63 مطبعة الغري. الذهبي في (ميزان الاعتدال) ج1/38 مطبعة القاهرة. الهيثمي في (مجمع الزوائد)ج6/202 طبعة مكتبة القدس بمصر.؛ وعليه فليس هناك من منافاة في ولادة سيدة النساء في السنة الخامسة من البعثة النبوية المباركة. 2 ـ كتاب الدرالمنثور للسيوطي [4/ 153] في ذيل تفسير قوله تعالى { سبحن من اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام }واخرج الطبراني عن عائشة 3 ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن رائحة الأنبياء هي رائحة السفرجل ورائحة الآس هي رائحة الحور العين ورائحة الورد هي رائحة الملائكة ولابنتي فاطمة رائحة السفرجل والورد والآس" وفي روايةِ لرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول "كنت أشم من ابنتي فاطمة رائحة السفرجل" 4 ـ في زيارة السيدة الزهراء عليها السلام " السلام عليك يا حليفة الورع والزهد وتفاحة الفردوس" والفردوس درجة عليا من درجات الجنة. 5 ـ (الخصال ص482 ح55، ومعاني الأخبار ص306 ح1، عنهما بحار الأنوار ج55 ص41، ويحتمل أن يكون المقصود من الحجب هم الأئمة الاثنا عشر كما أشار إلى ذلك الحسن بن سليمان الحلي قي مختصر بصائر الدرجات ص175). 6 ـ الإمامة والتبصرة ص133 ح144، وعلل الشرائع ج1 ص180 ح1، ومعاني الأخبار ص64 ح16، وراجع أيضا ما رواه الطبري الإمامي في دلائل الإمامة ص149 ح60 ونوادر المعجزات ص82 ح3، والحلي في المحتضر ص234 ح310. علل الشرايع للصدوق: ج1، ص180، ط منشورات المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف. 7 ـ الخصال للصدوق: ص188، ط منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم إيران. 8 ـ البحار: ج27، ص131، ط دار إحياء التراث العربي، بيروت. المحتضر لحسن بن سليمان الحلي: ص225. 9 ـ اقتباس من مقال (من أي نور خلق الله عز وجل فاطمة بنت محمد عليها السلام؟) .بقلم: السيد نبيل الحسني على مكتبة موقع العتبة الحسينية المقدسة.قسم الشؤون الفكرية والثقافية.الرابط http://imamhussain-lib.com/arabic/pages/bohoth070.php 10 ـ مسند أحمد 3: 164. 11 ـ سنن الترمذي 5: 700 | 3872. وجامع الاُصول 10: 86. ومستدرك الحاكم 4: 272. 12 ـ مسند أحمد 6: 282. 13 ـ المناقب| ابن شهرآشوب 3: 357. وكشف الغمة | الاربلي 1: 463. وبحار الأنوار 43: 6 | 7. 14 ـ كشف الغمة 1: 471. وبحار الأنوار 43: 55. 15 ـ مستدرك الحاكم 1: 489 و 3: 165. ومقتل الحسين عليه السلام | الخوارزمي 1: 56. وذخائر العقبى: 37. ومسند أحمد 5: 275. 16 ـ مناقب ابن شهرآشوب 3: 334. ومقتل الحسين عليه السلام | الخوارزمي 1: 66. 17 ـ فتوح البلدان، ج۱، ص35؛ المغانم المطالب، ص 312؛ عمدة الأخبار، ص394؛ وفاء الوفاء، ج3، ص999؛ معجم البلدان ج4، ص238.من أقدم المصادر التي ذكرت خطبة الزهراء(ع) كتاب بلاغات النساء لابن طيفور، ص:23، والاحتجاج، ج:1، من ص:97 إلى ص:107، طبع مشهد المقدسة 1403هـ. وراجع مسند فاطمة، ص:557. وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج:16، ص:211ـ249. وعوالم الزهراء، ص:467، وبحار الأنوار، ج:43، ص:148. المجلسي، بحار الأنوار، ج 8، ص 114. السيد جعفر شهيدي، زندگاني [حياة] فاطمة الـ زهراء عليها السلام، ص 19. 18 ـ جخف: تكبر. 19 ـ تاريخ الطبري: 3/289، السقيفة وفدك، الجوهري: 131، الكامل، ابن الأثير: 3/62 في حوادث سنة 23، شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 12/53. 20 ـ [الأحزاب: 53] 21 ـ [النور: 27] 22 ـ المحلى لأبن حزم (414 / 11). من موقع الدرر السنية. الموسوعة العقدية الكتاب التاسع: نواقض الإيمان الباب الثالث: نواقض الإيمان في باب النبوات الفصل الثاني: النواقض القولية في باب النبوات المبحث الأول: أذية وسب الرسول صلى الله عليه وسلم. 23 ـ الصارم السلول(58 / 2) ونفس مصدر الدرر السنية. 24 ـ [التوبة: 61] 25 ـ [التوبة: 63]
أقرأ ايضاً
- شهر محرم نقطة الشروع إلى التحرر - الجزء الثاني
- هل جامعاتنا ورش لبناء المستقبل أم ساحات تعج بالمشاكل؟ - الجزء الثاني والاخير
- الخطأ الثاني لمسعود البارزاني