- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
بمولد الهدى .. ستتحرر الانبار!
حجم النص
بقلم:عباس الكتبي يذكر الأستاذ المحقق الشيخ"جعفر السبحاني" في كتابه"سيرة سيد المرسلين" ج1:(لقد اتفق عامة كُتاب السيرة على أن ولادة النبّي الكريم كانت في عام الفيل سنة 570 ميلادية… انما وقع الخلاف في يوم ميلاده، والمشهور بين محدثي الشيعة أنه كان يوم الجمعة السابع من شهر ربيع الأول بعد طلوع الفجر، والمشهور بين أهل السنة أنه في يوم الأثنين الثاني عشر من ذلك الشهر). كثيراً ما نقرأ ـ والقول للشيخ ـ عن أولئك العظماء في أدوار طفولتهم أنها كانت تقارن سلسلة من الأمور العجيبة، والمعجزة. ولو سهل علينا التصديق بهذا الأمر في شأن الرجال العاديين، من عظماء العالم لكان تصديقنا بأمثالها في شأن الأنبياء والرسل من ذلك بكثير، وكثير. إرادة الله شاءت أن يولد موسى الكليم، وظلت هذه المشيئة تحفظه من كيد الكائدين، ولهذا لم يعجز أعداؤه عن القضاء عليه أو إلحاق الأذى به فحسب، بل تربى في بيت فرعون أعدى أعدائه، بالرغم أن مئات من الأطفال قُتلوا وذبحوا بأمر من فرعون ذلك العصر منعاً من ولادة موسى ونشوئه، والقرآن الكريم يذكر أيضاً قصة ولادة المسيح، ويصور طفولته ونشأته بشكل أعجب. أذا كان أتباع القرآن والتوراة والأنجيل، يشهدون بصحة هذه المطالب حول ولادة هذين النبيين العظميين من أولي العزم، لموسى وعيسى عليهما السلام، فلا يصح أن نستغرب وقوع أمثالها في شأن رسول الأسلام، ونتعجب من الحوادث العجيبة التي سبقت أو رافقت ميلاده المبارك. نقرأ في التاريخ، عن وقوع حوادث عجيبة يوم ولادة النبي الكريم صلى الله عليه وآله مثل: ارتجاس ايوان كسرى العظيم المحكم البنيان، ولم يحدث لبيت عجوز في نفس ذلك البلد شيء! وتهاوت الأصنام المنصوبة في الكعبة وحولها، وأنكبت على وجوهها بينما بقيت غيرها من الاشياء على حالها لم يصبها شيء أبداً! وانجفاف بحيرة ساوة، وخروج نور معه صلى الله عليه وآله وسلم أضاء مساحة واسعة من الجزيرة، وغيرها من الحوادث التي حصلت. يقول الشيخ ايضاً:كانت سُحبُ الجاهلية الداكنة، تغطي سماء الجزيرة، وتمحي الأعمال القبيحة والممارسات الظالمة، والحروب الدامية، والنهب والسلب، ووأد البنات، وقتل الأولاد، كل فضيلة أخلاقية، في البيئة العربية… في هذا الوقت بالذات طلع عليهم شمس السعادة والحياة، فأضاءت محيط الجزيرة الغارق في الظلام الدامس، وذلك عندما أشرقت بيئة الحجاز بمولد النبي المبارك"محمد"صلى الله عليه وآله وسلم. إن الحركات الأرهابية التي لصقت أسمها بأسم النبي، وهو منها براء، هي نفس الأعمال التي كانت في جاهلية العرب، التي مارست القتل والسلب والنهب، وسبي النساء وغيرها من الأفعال الشنيعة القبيحة. نسأل البارئ سبحانه وتعالى، أن يكون في ذكرى ميلاد نبيّه الكريم، والمسيح عيسى"صلواته تعالى عليهما"وعلى أهل بيت نبينا محمد، فرجاً لأهل الأنبار، ويمكن قواتنا المسلحة المشتركة مع أبناء العشائر، من القضاء على الأرهاب نهائياً، ونسأله أن يمدهم بالنصر ويجعله كرامة لنبيّه كما جعلها من قبل في مولده.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً