- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الخطاب الحسيني صوت هادر على مدى الزمان/ الجزء الأخير
حجم النص
بقلم: عبود مزهر الكرخي البلاغ الأخير: وفي قتاله الأخير وقبل أن يسقط صريعاً وقد بقي وحيداً صاح بهم: ((يا أمة السوء بئسما خلفتم محمداً في عترته أما أنكم لن تقتلوا بعدي عبداً من عباد الله الصالحين فتهابوا قتله، بل يهون عليكم عند قتلكم إياي، وأيم الله إني لأرجو أن يكرمني ربي بهوانكم، ثم ينتقم منكم من حيث لا تشعرون... يلقي بأسكم بينكم، ويسفك دماءكم، ثم يصب عليكم العذاب الأليم)).(1) وقد تحقق ماقاله الأمام الحسين وما دعا فكانوا كالهشيم المحتضر وألقى بينهم العداوة لينتقم الله من قاتليه شر انتقام. فهل يبقى عذر لسائل أن يسأل لماذا اشتدت لهجة الحسين قسوة في دعائه بعد الجرائم والفظائع التي ارتكبت أمامه من قوم قد استحقوا العذاب مذ اجتمعوا عليه كيف وقد قتلوا من قتلوا من الأصحاب والآل؟ أروع أمثولة يعلمها الحسين (عليه السلام) بموقفه لا بكلامه للأجيال ولكل من آمن بالله، ألا وهي التوجه إلى الله والتوكل والاعتماد عليه خاصة في أحلك المواقف والظروف وأشدها... وإلا لكان أمر الفرار والإقرار فرار وإقرار العبيد أمراً سهلاً مستساغاً عند الإمام وأصحابه لولا هذا الإيمان الصادق والاعتماد الحقيقي الراسخ على الله سبحانه. ((ثم أخذ السهم وأخرجه من وراء ظهره، فانبعث الدم كالميزان، فوضع يده على الجرح، فلما امتلأت دماً رمى بها إلى السماء... ثم وضع يده على الجرح ثانياًَ فلما امتلأت لطخ بها رأسه ولحيته وقال: هكذا والله أكون حتى ألقى جدي محمداً وأنا مخضب بدمي، وأقول يا رسول الله قتلني فلان وفلان...))(2). وهناك أراء تقول أنه لو سقطت قطره من هذا الدم الذي رماه الأمام الحسين لساخت الأرض ومن فيها ولكن رحمة الله سبحانه وتعالى تقبلت هذا الدم الشريف والذي جعلت الحسين إن يكون في أعلى ومراتب العليين في الجنة والتي لن ينالها إلا بهذا الاستشهاد الشريف. وها هو الحسين (عليه السلام) على ضعف حالته وقلة حيلته يلقي الحجة الأخيرة عليهم ويصور لهم بلسانه وحركات يده واقع الأمر الذي هو وإياهم عليه.. وكأنه (عليه السلام) ينقل الصورة من مشاهد المستقبل وينقل مشهداً من مشاهد يوم القيامة حيث المحكمة العدل والقاضي جبار السموات والأرض والضحايا ملطخة بالدماء والمجرمون في أغلالهم في جهنم.. والشاهد الضحية إمام الأحرار وقد خضب شيبته الكريمة بالدم الزكي يحمل رضيعه المذبوح... وقد وضع على الرأس المقطوع عمامة جده (صلى الله عليه وآله وسلم) التي لطخت بدورها بدم حسيني من كربلاء يوم عاشوراء. فهل بعد أصدق موقفاً مع الله... وهل بعد أبلغ كلاماً وأجلى تصويراً لصراع الحق ومعاناته مع الباطل وأهله. مناجاة الشهادة: ولما اشتد الحال بالإمام (عليه السلام) وهو مطروح على الأرض بعد إصابته وسقوطه عن ظهر جواده { رفع طرفه إلى السماء وقال: اللهم متعالي المكان، عظيم الجبروت، شديد المحال، غني عن الخلائق، عريض الكبرياء، قادر على ما تشاء، قريب الرحمة، صادق الوعد، سابغ النعمة، حسن البلاء، قريب إذا دعيت، محيط بما خلقت، قابل التوبة لمن تاب إليك، قادر على ما أردت، تدرك ما طلبت، شكور إذا شكرت، ذكور إذا ذكرت، أدعوك محتاجاً، وأرغب إليك فقيراً، وأفزع إليك خائفاً، وأبكي مكروباً، وأستعين بك ضعيفاً، وأتوكل عليك كافياً، اللهم أحكم بيننا وبين قومنا، فاتهم غرونا وخذلونا وغدروا بنا وقتلونا، ونحن عترة نبيك وولد حبيبك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي اصطفيته بالرسالة، وأئتمنته على الوحي، فاجعل لنا من أمرنا فرجاً ومخرجاً، يا أرحم الراحمين صبراً على قضائك يا رب، لا إله سواك يا غياث المستغيثين...)).(3) وفي رواية أخرى وبعد ان أكمل عليه السلام مهمته قبض قبضة من تراب كربلاء، ووضع جبهته الشريفة عليه وقال: "صبراً على قضائك يا رب لا إله سواك يا غياث المستغيثين مالي رب سواك ولا معبود غيرك..".(4) وكان ذلك منتهى الشجاعة والاحتساب إلى الله سبحانه وتعالي حيث يقول العلامة الأربيلي " شجاعةُ الحسين عليه السلام يُضربُ بها المثل، وَصبرُه في مأقط الحرب أعجزَ والاواخر الأوائلَ والأواخر.(5) إلا أن الحسين عليه السلام الذي كان يَلحظ ذلك بعينه، لا تجد أثراً من ذلك في نفسه بل كان يزدادُ صبراً وعزيمةً، وتحمل تلك الأعباء الثقيلة، وتسلح بالصبر على الأذىٰ في سبيل الله تعالىٰ وهو القائل: { ومَنْ رَدَّ عليَّ هذا أصبرُ حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين }(6) فكان عليه السلام نعم الصابر المحتسب عند الله تعالىٰ. وقد جاء في الزيارة عن الإمام الصادق عليه السلام: "وصَبرتَ على الأذىٰ في جنبه محتسباً حتىٰ أتاك اليقين".(7) وناهيك تعجب ملائكة السماء من صبره كما جاء في الزيارة: "وقد عجبت من صبرك ملائكةُ السموات".(8) فالحسين عليه السلام شخصيةٌ منفردةٌ بجميع صفات الكمال، وتجسدت فيه كلُ صور الأخلاق، وقد أراد عليه السلام أن يضفي من كماله علىٰ أصحابه وأهل بيته بوصاياه لهم بالصبر الجميل، وتوطين النفس، واحتمال المكاره، ليستعينوا بذلك في تحمُّل الأعباء ومكابدة الآلام، وليحوزوا علىٰ منازل الصابرين وما أعَد اللهُ لهم. فأما أصحابه فقد أوصاهم مراراً بالصبر والتسلُّح به في مواجهة النوائب والمحن، والصبر علىٰ حدِّ السيف وطعن الأسنَّة وعلىٰ أهوال الحرب. وكما لا يخفىٰ أن هذا ليس بالأمر السهل إذ أن مواجهة ذلك يحتاج إلى التدرُّع بالصبر والحزم، وعدم الجزع من أهوال المعركة والثبات عند القتال، وعدم الاستسلام أو الانهزام، فإذا ما تسلح المقاتل بالصبر كان في قمة المواجهة، لا يبالي بما يلاقيه وما يتعرَّض إليه من ألم السنان وجرح الطعان. ولذا نادى ـ صلوات الله عليه ـ فيمن تبعه من الناس ـ في بعض المنازل ـ قائلاً لهم:{ أيها الناسُ فمَنْ كان منكم يصبر على حدِّ السيف وطعن الأسنة فليقُمْ معنا وإلا فلينصرف عنَّا}.(9) فإذا كان المقاتل لا صبر له علىٰ ذلك كيف يثبت في ساحة القتال حينما يرى أهوال المعركة إنّ هذا وأمثاله لا يۆمن منه الجزع، فإما أن ينهزمَ أو يستسلم للأعداء. وهنا لا ننسى تأكيد القرآنُ الكريم في هذا الجانب إذ حثّ المجاهدين في سبيل الله تعالى علىٰ التحلَّي بالصبر والثبات في ساحة القتال قال تعالىٰ:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا }(10)، وقال تعالىٰ: (إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ)(11)، وقال تعالىٰ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).(12) وبدون الدخول في تفاصيل قتل سيد الشهداء وخامس أصحب الكساء سيدي ومولاي أبي عبد الله الحسين(ع) لأنها أضحت معروفة لدى الجميع نذكر أنه قد اشتدت الطعنات والنبال والسيوف على أمامنا روحي له الفداء وسكن حراكه ووقع من صهوة جواده بعد أن طعنه اللعين صالح بن وهب المزني (13)(لعنه الله)على خاصرته طعنة، فسقط الحسين عليه السلام عن فرسه إلى الأرض على خده الأيمن وكان عدد ضربات السيوف عليه ثلاثة وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة ومن النبل والسهام كان عددها مائة وعشرين حيث كانت كالقنفذ ذلك إن شمر بن ذي الجوشن أمر الرماة أن يرموه، فرشقوه بالسهام حتى صار كالقنفذ.(14) وفي الأخير رماه سنان أيضاً بسهم، فوقع السهم في نحره، فسقط عليه السلام، وجلس قاعداً، فنزع السهم من نحره، وقرن كفيه جميعاً، وكلما امتلأتا من دمائه خضب بها رأسه ولحيته وهو يقول: {هكذا ألقى الله مخضباً بدمي مغصوباً على حقي وأقول يا رسول الله قتلني فلان وفلان...}.(15) قال الباقر (ع):(أصيب الحسين بن علي ووجد به ثلاثمائة وبضعة وعشرين طعنة برمح أو ضربة بسيف أو رمية بسهم)(16).وأضاف:(كانت كلها في صدره ووجهه (ع)لأن كان لايولي).(17) وهذه هي ميزة أولاد الأمام علي(ع) في أنهم لايولون مدبرين وعن ذلك قال الأمام علي(ع) «والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها». (18) وحتى أنه كان درع الأمام علي فقط من الأمام ولما سألوه أصحابه أنه لا يجعل عدوه خلفه ولا يولي مدبراً. المهم نرجع إلى موضوعنا وللأمام الحسين حيث كانت الطعنة فوق الطعنة والضربة فوق الضربة والتي تذكر الروايات الأخرى بأربعة ألاف رمية ومائة وبضع ضربة ومائة وبضع طعنة فكانت الطعنة فوق الطعنة والرمح على الرمح وضرب السيف على ضربة السيف.....الخ وما أصيب من القطع والنحر والرمي. وما أصاب الجسد الشريف بعد القتل من الرض والمثلة، بل ظهرت العداوة بالنسبة إلى الرأس بعد رفعه وإدارته وصلبه، ولم يكتفوا بذلك كله، بل جعلوا يضربون ثناياه وشفتيه في مجالس عديدة.(19) فانظروا إلى الوحشية والحقد الدفين الذين في قلب هؤلاء الكفرة.وعند ذلك نزل خولي بن يزيد الأصبحي ليحتز رأسه الشريف،فملكته رعدة في يديه وجسده لعدم قدرته على الأتيان بهذا الفعل الشنيع وقبله أراد عدة من الأوغاد فعل ذلك ولكن لم يستطيعوا لرهبتهم وخوفهم من هذا العمل الجبان ولكن في كل زمان ومكان المجرم الخسيس موجود،فنحى شمر اللعين خولي وهو يقول له: فت الله في عضدك! وجثم على جسده الشريف وكان بالحسين رمق من الحياة فقال له {نبأني جدي الرسول(ص) يقتلك الأبرص الأشعث الكريه}.(20)وحز رأسه الشريف من القفا بعد أن طبر رأسه الشريف أثنا عشر طبرة. والذي وصفه الكاتب المصري مأمون غريب بقوله عن الشمر اللعين(رجس البشرية كلها).(21) فهل يوجد غل وكراهية أكثر من هذا وهل يحمل هذا المجرم وكل الموجودين في معسكر يزيد اللعين أي ذرة من الإنسانية أو مقدار من المرؤة والشهامة كعرب وليس كمسلمين لأن صفة الإسلام منزوعة عنهم بالتأكيد ولا يقولوا أحد أنهم ينفذون أوامر خليفتهم الذي هو أتعس منهم وهذا الحقد على أبو الأحرار قد تزامن من قبل هذا لأبرص الكريه ومغموز النسب بن مرجانة وأميرهم بن ميسون لعراقة النسب الشريف لأبي الشهداء(ع)ليعلن عنه في هذه الصورة الآثمة والبشعة لسفك الدم الشريف للحسين(ع) وهو غدر وحقد ما بعده حقد وغدر وليصور الكتاب المأجورين في طمس الحقيقة وتضليل البسطاء بتحريف التاريخ وتزويره والذين كان في ذلك أمراؤهم من بني أمية الدور وتوزيع الأموال في سبيل حجب الحقيقة وأن الشمس لا تحجب بغربال كما يقال والحقيقة واضحة وضوح الشمس وقد قال نفر من عسكر بن سعد: "لو كنت فيمن قتل الحسين،ثم أدخلت الجنة،لاستحييت أن أنظر إلى وجه رسول الله(ص)"(22)،فهم حتماً لن يدخلوا الجنة وهم في النار خالدون ولكن أنظر إلى مدى التردي والضلال والتخلف في الشعور والبعد عن الإسلام. ثم أمر اللعين بن سعد أن تطأ الخيل جسد الحسين الشريف بحسب أوامر من الطاغية أبن زياد وبقي عارياً في الشمس فأي لؤم ورذالة وخبث نذالة وهم يدعون أنهم مسلمين ولكن بقدرة الله عز وجل تم أكساء جسده الشريف بالرمال. وللتوضيح أنه كانت هناك عشرة خيول قد تم نعلها أثنين من النعل لكي يتم رض الصدر والظهر للجسد الشريف للأمام الحسين(ع) وكلها بأوامر من عمر بن سعد(لعنه الله).(23)وقد ذهب الكثير من علمائنا إلى أنهم عزموا على رض ظهر الحسين وصدره، ولكن لم يمكنهم الله من ذلك، ووردت بهذا المطلب عدة روايات، والله العالم.(24) ومن جملة مايذكر عن هؤلاء المجرمين العشرة الذين وطئوا الجسد الشريف لأبي عبد الله حيث يقول الراوي "وجاء هؤلاء العشرة حتى وقفوا على ابن زياد لعنه الله، فقال أسيد بن مالك أحد العشرة. نحن رضضنا الصدر بعد الظهر * بكل يعبوب شديد الأسر فقال ابن زياد لعنه الله: من أنتم؟ قالوا: نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحنا حناجر صدره. قال: فأمر لهم بجائزة يسيرة. قال أبو عمر(25)الزاهد: فنطرنا في هؤلاء العشرة، فوجدناهم جميعاً أولاد زنا. وهؤلاء أخذهم المختار، فشد أيديهم وأرجلهم بسكك الحديد، وأوطأ الخيل ظهورهم حتى هلكوا". فأي لؤم ورذالة وخبث نذالة وهم يدعون أنهم مسلمين ولكن بقدرة الله عز وجل تم أكساء جسده الشريف بالرمال وغطت جسده الشريف والرأس المقطوع على القنا يدار به في الكوفة وحتى العقيلة زينب(ع) قالت لهم ((أما فيكم مسلم)) فلم يجبها أحد لمعرفتهم بأنهم مجرمين وأن من يقوم بهذا الأجرام ليس بمسلم وأن هذا ألأمر يقزز الشعور ويجرح العاطفة ويستدر العبرة وهم يدعون بأنهم مسلمين وعرب ولكن الحسين (ع) قد فند أقوالهم حين صاح بهم ((ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان!إن لم يكن لكم دين،وكنتم لا تخافون المعاد،فكونوا أحراراً في دنياكم،أن كنتم عرباً كما تزعمون؟)).(26)فنفى عنهم صفة الدين لأنهم لا يخافون المعاد ونفى أنهم عرب لأن العروبة لها قوانين وسنن وآداب وموازين أقلها الشعور بالتحرر والإباء والحمية والمرؤة والتأنف من ارتكاب المآثم الدنيئة أما هؤلاء فهم ممسوخين مغموزين في الرذيلة والبعد عن الحق وانضوائهم تحت لواء الباطل ويقول الكاتب والمؤرخ السيد محمد رضا الحسيني الجلالي ((وظلت كربلاء ويوم عاشوراء وصمة عار على جبين التاريخ الإسلامي وعلى جبين أهل القرن الأول،لا يمحوها الدهر،ولا يغسلها الزمن)). وهذا الصحابي أبن مسعود الذي يدعو عند قبر الرسول فيأتيه اللعين مروان بن الحكم ويجذبه من كتفه ويقول له (أن هذا الرسول قد مات لن يفيدك في الدعاء عنده)عند ذلك التفت إليه أبن مسعود وقال له (اخبرني حبيبي محمد بأن أكبر المصائب عندما يولونكم شرار أمتي)وهذا هو المنطق نفسه الذي ينادي به السلفية والنواصب والقاعدة وداعش ومن لف لفهم فهم أحفادهم هؤلاء الملعونين من بني أمية وآل زياد وآل سفيان وآل مروان(لعنهم الله أجمعين). فإذن الشفاعة وزيارة القبور موجودة ولم ينهى عنها الرسول ولا صحابته ولكن المحدثين من الذين المحسوبين على الإسلام بدءً من معاوية وبالتسلسل هم الذين أبتدعوا بدعة عدم جواز زيارة القبور والاستشفاع بهم وكانوا وعاظ السلاطين الذين أغدقوا عليهم الأموال خير أبواق لهم ولحد الآن من الكتاب والمفتيين الدواب (أجلكم الله). فالشيعة نحن قد: أحببنا الحسين بعقولنا لأنه رسم المنهج العقلي والموضوعي لديننا الإسلامي الصحيح. وأحببناه بقلوبنا لأنه يمس شغاف فؤاد كل شيعي ومسلم شريف وكل إنساني يؤمن بقيم الحق والعدالة فهو أبو الضيم التي في فاجعة الطف التي حدثت قد أدمت كل القلوب وأضحت حرارة في قلوب كل مؤمن ولن تنطفئ هذه الحرارة إلا بظهور المهدي(عجل الله فرجه الشريف). وأحببناه بضمائرنا لأنة نادى بقيم العدالة والإنصاف وانتصار المظلوم على الظالم وسيادة الحق على الباطل. وأحببناه بحياتنا وبذلنا الغالي والنفيس في هذا الحب لأنه يمثل انتصار الدم على السيف فرسم بذلك طريق الحياة والخلود والوقوف بوجه الجبروت والطاغوت. وأحببناه باخرتنا لأنه مثل لنا الحبل المتين لله سبحانه وتعالى والعروة الوثقى والفوز بالتالي بجنة الخلد في اعلي عليين. فهذا هو حبنا لسيد الشهداء روحي له الفداء والذي يبقى خالداً على مدى الزمان ليكون بالتالي المنهج الحقيقي لكل موالي ومسلم وأنساني شريف ولترتفع كل الرايات والبيارق لحب الحسين وأخيه العباس (ع) وأصحابه الميامين وليكونوا كواكب منيرة في سماء الخلد تظل منيرة على مدى التاريخ ولتعلم كل الأجيال معنى البطولة والشموخ والكبرياء والتضحية بكل معانيها السامية والنبيلة وبالتالي لترتفع المقولة بأعلى مضامينها ((انتصار الدم على السيف)). وهذا هو ختام بحثي الذي أردت أن انهل هذا المنهل الصافي لفكر الخطاب الحسيني الذي لا ينضب وأرجو إن يجد لديكم قبولاً حسناً والذي عندما أكتب وصدقوني تجري الكلمات وبدون أي شعور لتخرج هذه المقالات والتي طلبت من سيدي مولاي أبا عبد الله الحسين(ع)بالتفقه في سيرته ونهضته وطلبت منه في أحدى زيارتي له وهذا ما حصل في كتاباتي التي كانت تكتب وببركات الحسين التي منّها عليه بجوده وببركاته لأنه لا يرد زائراً لضريحه الشريف عندما يطلب منه. فالسلام عليك يا سيدي ومولاي يوم ولدت ويوم سماك جدك الحسين ويوم تقلدت الإمامة ويوم استشهدت وسفك دمك الشريف على أرض كربلاء والسلام عليك يوم تبعث حياً. والسلام على جدك المصطفى محمد وعلى أبيك المرتضى علي وعلى أمك الزهراء فاطمة وعلى أخيك المجتبى الحسن والسلام على التسعة المعصومين من ولدك مابقي الليل والنهار وحشرنا الله معهم في زمرتهم وأنالنا شفاعتهم يوم الورد المورود. والسلام على أخيك قمر العشيرة أبي الفضل العباس(ع)وعلى أختك بطلة كربلاء الحوراء زينب وعلى أبنك على الأكبر وعلى رضيع أهل البيت وعلى آل بيتك وأصحابك المنتجبين. وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. ونسألكم الدعاء والمسألة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر: 1 ـ مقتل العوالم: 98، ونفس المهموم: 189، ومقتل الخوارزمي 2: 34. 2 ـ خطب الإمام الحسين (عليه السلام)، ص 295ـ 297. 3 ـ مع خطب وأحاديث الإمام الحسين (عليه السلام) في عاشوراء يوسف فخر الدين مجلة نور الإسلام شبكة الإمامين الحسنين ص 299. 4 ـ مقتل الحسين للمقرم: ص 283.معالي السبطين: ج 1، ص 343. 5ـ كشف الغمة للإربلي: ج 2 ص 2ظ. 6 ـ بحار الأنوار: ج 44، ص 33ظ. 7 ـ بحار الأنوار: ج 98، ص 293 و ج 98، ص 256. 8 ـ بحار الأنوار: ج 98، ص 24ظ. 9 ـ ينابيع المودة: ص 338، كلمات الإمام الحسين: ص 348. 10 ـ [سورة آل عمران: الآية 2]. 11 ـ [سورة الأنفال: الآية 65]. 12 ـ [سورة الأنفال: الآية 45]. 13 ـ في مستدركات علم الرجال 4 | 248: صالح بن وهب المزني، خبيث ملعون. 14 ـ إعلام الورى بأعلام الهدى للشيخ الطبرسي ج1 ص468 ــ 469. 15ـ الملهوف على قتلى الطفوف تأليف سيد العارفين والسالكين رضي الدين ابي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس المتوفى سنة 664 هـ. تحقيق الشيخ فارس تبريزيان«الحسون» ص167. المجالس العاشورية في المآتم الحسينية.المؤلف « الشيخ عبدالله ابن الحاج حسن ال درويش »406. خطب الإمام الحسين (عليه السلام)، ص 295ـ 297. 16 ـ روضة الواعظين/189. 17 ـ وفي شرح الأخبار:3/54. 18 ـ نهج البلاغة الكتاب 45. 19 ـ الخصائص الحسينية، خصائص الحسين عليه السلام ومزايا المظلوم تأليف آية الله الشيخ جعفر التستري حرره وحققه السيد جعفر الحسيني. العنوان العاشر في خصائصه مما يتعلق بأنبياء الله تعالى العظام باب النبي يحيى عليه السلام. مركز الأبحاث العقائدية. المكتبة العقائدية. 20 ـ مقتل الحسين للعلامة السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم، منشورات مؤسسة النور للمطبوعات، بيروت ــ لبنان. 21 ـ الأمام الحسين حياته واستشهاده.الكاتب المصري مأمون غريب، مركز الكتاب للنشر. 22 ـ مجمع الزوائد الهيثمى ج 9.مكتبة يعسوب الدين. ص 195 23 ـ بحار الأنوار ج45ب37ص61ح2. 24 ـ الملهوف على قتلى الطفوف تأليف سيد العارفين والسالكين رضي الدين ابي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووسالمتوفى سنة 664 هـ. تحقيق الشيخ فارس تبريزيان«الحسون» ص 183، الهامش. 25 ـ هو محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم المطرز الباوردي، المعروف بغلام ثعلب، أحد أئمة اللغة، صحب ثعلباً النحوي، وكان من المكثرين في التصنيف، توفي في بغداد سنة 345 هـ. وفيات الأعيان 1 / 500، تاريخ بغداد 2 / 356، الأعلام 6 / 254. 15ـ 26 ـ أنظر: الفتوح ـ لابن أعثم ـ ٬134 / 5 مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ 38 / 2 الكامل في التاريخ 431/ 3.تلخيص من هم قتلة الحسين عليه السلام٬ شيعة الكوفة؟ (2) تأليف: (آية الله السيد علي الحسيني الميلاني). بحار الأنوار 45: 51. الملهوف على قتلى الطفوف تأليف سيد العارفين والسالكين رضي الدين ابي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووسالمتوفى سنة 664 هـ. تحقيق الشيخ فارس تبريزيان«الحسون» ص171.
أقرأ ايضاً
- حجية التسجيلات الصوتية في الإثبات الجنائي
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!