حجم النص
بقلم:عبدالرضا الساعدي ليس غيرنا من يوقف هؤلاء الدخلاء الهمج.. ليس غيرنا من يقطع أيدي وأذناب الصهاينة الحاقدين على الإرث والتراث أو التاريخ الذي يغيظهم ويكوي نفوسهم الدنيئة.. ليس غيرنا.. ولا تنتظروا أحدا، فقد خرجت جموع الثأر اليهودي الإسرائيلي المتعصب ومن والاهم من الأعراب المنافقين ، من قمقمها كي ينهشوا جسد الحضارة في العراق.. وها هي معاولهم ومعدات تفجيرهم وأدوات تصويرهم تعمل ليل نهار لإنجاز أكبر مهمة تدميرية وتخريبية في بلد الحضارات، بعد أن قتلوا الناس وأحرقوهم وهجروهم من ديارهم، أتوا على الإرث الحضاري المتبقي في المتاحف فدمروها وهرّبوا النفيس والنادر منها كي يقبضوا ثمن جريمتهم الشنعاء من (كبارهم) ومموليهم القريبين والبعيدين منا. تاريخ العراق وكنوزه الأثرية ..كنوز نينوى.. الموصل الحدباء.. تُهشّم وتهرّب أمام أنظار العالم المتباكي والمحتج رياءً وكذبا وادعاءً.. آلاف من السنين البعيدة والغنية والعظيمة، تباد بلحظات وساعات همجية، لأنهم يعلموا أن الجذر الحضاري والإنساني والإيماني لأبناء الرافدين هو الجانب المعنوي والدافع الروحي الذي يجعلهم قوة مضاعفة بوجه الإرهاب الوحشي، لهذا استهدفوه، لكنه يدلّ أيضا أن هزيمة داعش باتت مؤكدة وما فعلتهم هذه إلا إشارة هستيرية ويائسة على دنو هروبهم من أرض الحضارات التي دنسوها. ما حصل في متاحف الموصل ومواقعها الحضارية اليوم، صورة صارخة أمام العالم بأن المستهدفين هم أهل الحضارة وإنجازهم، بماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، ولهذا فالمسألة ليست مجرد تماثيل وهياكل أو منحوتات يطبق عليها شرع الجهلة من المحسوبين على الدين والإسلام، بل هي أكبر بكثير.. مسألة بلد مستهدف بحضارته وناسه..ثرواته ومقدساته.. مسألة وجود.. مسألة تعني لنا: أكون أو لا أكون