- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
شهداء كنيسة النجاة....والحقد التكفيري على العراقيين
قال الله تعالى \" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبرونَ\" صدق الله العظيم
وقبل ظهور الدين الإسلامي الحنيف أبلت القبائل العربية المسيحية التي كانت في العراق البلاء الحسن في معركة ذي قار وفي حرب القادسية الضروس حيث شارك العرب النصارى أخوانهم العرب المسلمين في هذه الحرب والتي كانت نقطة التحول التي بدلت وجه العالم وقضت على اكبر إمبراطوريتين كانتا تقتسمان الوطن العربي، وفتحت الأبواب واسعة لترفرف راية الإسلام في أصقاع الدنيا كافة...
وعندما حرر العرب المسلمون بيت المقدس لم يقف بمواجهتهم النصارى العرب لمساندة البيزنطيين الذين كانوا على دينهم بل رحبوا بالفتح العربي ونظروا اليه عاملاً حاسما في تخليصهم من الطغيان الغربي والهيمنة اليهودية ولقد أبقى عمر بن الخطاب على كنائسهم ومنع المساس بها وجعل الفرد المسيحي حراُ في ان يشهر أسلامه أو يبقى على دينه وبحماية المسلمين أنفسهم...
وفي العصرين الأموي والعباسي اتخذ الكثير من الخلفاء عدداً من النصارى ذوي المواهب كمستشارين ومترجمين وأطباء وكتاباً.... وقد برز كثير من النصارى من ذوي المواهب فاغنوا الحضارة الإسلامية-العربية بالكثير من المعارف وكان لهم دورهم في نقل التراث الإنساني ولا سيما الإغريقي الى اللغة العربية.
وظل العرب المسلمون والمسيحيون أخوة متحابين يعلوا انتماؤهم الوطني على كل مصلحة خاصة...
وعند قيام الدولة العراقية الحديثة فان التفرقة لم ترد على أي لسان ولا في أي قانون... وظل الجميع آمنين وهو يؤدون شعائرهم في المساجد والكنائس والأديرة.
ولم يستطع المستشرقون ورجال المخابرات للدول الاستعمارية ان يفرقوا بين المسلم والمسيحي بل ظلوا أخوة متحابين، كما شارك عدد كبير منهم في تحمل مسؤولية أدارة الدولة على أحسن وجه وبرز منهم العلماء والكتاب والشعراء والفنانون الذين اغنوا الثقافة العربية ورفعوا اسم العراق عاليا...
أما على مستوى الدفاع عن الوطن فلم يختلف المسيحي عن أخيه المسلم في الذود عن العراق أرضا وسماء ومياه فلقد كان منهم شخصيات تبوؤا مراكز قيادية مرموقة ابلوا بلاءً حسنا في الدفاع عن ارض الرافدين ومنهم الشهداء الذين ضحوا في سبيل الوطن بأرواحهم.
ولا تختلف الحال في العراق عما هي عليه في الوطن العربي، ولعل المقاومة الفلسطينية خير مثال فليس هناك من فرق بين مسلم ومسيحي في النظرة الى الاحتلال الصهيوني ولا في الانتماء للحركات الجهادية ولا في رفع السلاح لمواجهة الاستعمار الاستيطاني....
وألان عندما تفجر كنيسة النجاة في الكراده من قبل التكفيريين اثناء الصلاة واحتجاز المصلين كرهائن وقتلهم .... فان هذه الجريمة ليست موجهه ضد المسيحيين وحدهم بل هي اولاً وقبل كل شيء ضد روح التسامح التي أسس لها الإسلام وظل المؤمنون ملتزمين بها...
وهي ضد شعب العراق لان المسيحيين هم مواطنون عراقيون وشريحة لا تنفصل عن شعب العراق ولانهم عاشوا على أرضه منذ عشرات القرون..
وزاد من أمنهم وحريتهم في ممارسة طقوسهم انتشار الدين الإسلامي الحنيف.
وكما حدث ويحدث من محاولات لإثارة الفتنة والفرقة بين المسلمين السنة وإخوتهم المسلمين الشيعة وبين العرب وإخوتهم الكرد فان هذا العمل يصب في الإطار نفسه وهو أثارة الفتنة، وتحطيم الأسس الثقافية التي يقوم عليها المجتمع العراقي... وان مصدر هذه الجرائم هو ذات المصدر التكفيري وعملائه وعدد من المغفلين الذين أساءوا ويسيئون للإسلام ووجهه الحضاري ثم اؤلئك القادمون من وراء الحدود الذين لا يعرفون من الجهات الأربع غير الوراء... وضعاف النفوس الذين يقايضون الوطن والنفس الإنسانية بالمال الحرام .... ولكن على هؤلاء جميعا ان يفهموا بان أواصر الأخوة بين العراقيين سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين عربا وكرداً وتركماناً وبقية الديانات والقوميات هي أواصر لا انفصام لها لانها من القيم والمثل العليا للدين الإسلامي الحنيف قد صنعت وعلى الحق والروح الانسانيه والوطنية قد عقدت..وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.....تغمد الله تعالى شهداءنا من المسيحيين وغيرهم من الوطنيين الاحرار ...وابرياء الوطن العراقي الجريح ...برحمته الواسعه انه سميع الدعاء...والله من وراء القصد