حجم النص
فالح حسون الدراجي لي صديق أثق به جداً جداً.. فهو بطل من أبطال العراق في حرب الشرف الجهادية مع أوغاد داعش.. وهو قائد مميز بين قادة الحشد الشعبي الميامين.. الذين أثبتوا أن القيادة تكمن في الميادين، وأمام العدو، وليس في المكاتب المكيفة، وأمام العدسات والميكروفونات الخطابية. ولأنه صادق جداً، وموثوق جداً، فإن مراسلي القنوات الفضائية، ومندوبي الوكالات الإخبارية يتسابقون على أخذ تصريح منه، أو خبر جديد لم يعلن، لكنه لا يقول سوى كلمات غائمة، فهو لا يريد أن يقول كلاماً في أرض غير أرض المعركة. فصاحبي هذا من معدن عراقي نفيس، وبقدر ما أن وزنه يعادل ذهباً خالصاً، فإن كلامه يوزن بالذهب أيضاً. فهو لا يقول كلمة قبل أن يتأكد من دقتها مليون في المائة، ولا يوعد وعداً قبل أن يثق من قدرته على تحقيقه. ولا يطلق تصريحاً عن منازلة مع العدو، ويتم فيها تحرير مدينة، أو قرية، أو موقع عراقي من براثن العدو، قبل أن يكون ببندقيته الشريفة في ذلك الموقع.. هكذا هو، وهكذا هي طبيعته، فهو لا يؤمن بالنصر المتحقق بالوكالة، أو بالنيابة.. ولأنه من طينة عراقية طاهرة، تجده دائماً بين المقاتلين على الأرض، يأكل معهم في صحن واحد، وينام مثلهم على التراب، يمشي معهم على قدميه لمسافات طويلة، حاملاً المعدات والأسلحة مثل أي مقاتل شاب، وسيغضب عليك صاحبي لو قلت له، دعني احمل عنك هذا الثقل سيدي!! غادر المناصب الفخمة بكل فخفختها، ورفض المواقع (السيادية)، واختار المُضيّ الى حيث تكون (السيادة) الحقيقية، سيادة التراب العراقي، وليس سيادة الوزارة الأكبر، والمنصب الأفخم.. نعم فقد اختار المثول لفتوى المرجعية، والاستجابة لنداء الوطن، لذلك هب من لحظتها مثل الفتى اليافع، ليدافع عن الأرض التي دنسها أوغاد داعش، وخذلها أوغاد الموصل والانبار، وتكريت، وغيرهم من فرسان الفتنة الطائفية، والتبعية الوهابية.. نعم فقد مضى بكل ما في العراقي من جبروت وطاقة، وثقة بالنفس، وراح يسقط مع رجاله الشجعان حصون العدو في معركة بعد الأخرى.. ويتقدم على مقاتليه في المواجهة الشرسة مع داعش، فراحت البنادق تتحدث عنه، والتراب الوطني الذي حرره من دنس العدو يحكي فصول بطولته، والبساتين التي طهرها من الخنازير تروي حكاية تحريرها على يد هذا البطل المغوار، حتى أن خصومه قصوا لبعضهم ما فعله بهم هذا المقاتل الجسور، كل هذا يحدث وهو صامت صمت الجبال. لا يتباهى بنصر، ولا يتفاخر بمجد شخصي، فهو ليس المتنبي ليقول: الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم مع كامل احترامي لشاعرنا الكبير (أبو الطيب المتنبي).. ختاماً، وفي زبدة مقالي وددت أن أقول: ان هذا القائد الذي لا يحكي ولا يصرح إلاَّ بالمثاقيل، نطق أمس وقال لي كلاماً كبيراً، قال لي: استعدوا للفرح يا فالح، وهيئوا صحفكم لألوان الكرنفال العظيم، فالبشرى الكبرى تقف على أبواب العراقيين.. على الأبواب تماماً.. وطبعاً فإن هذا القائد الميداني الكبير لم يزد بحرف واحد على ما قال، فهو يعرف إني أدركت المعنى، وفهمت المقصد.. وحتماً فأنكم أيضاً فهمتم ما قصده هذا المجاهد البطل.. إذ لا بشرى الآن أهم، وأعظم من بشرى سحق الدواعش، وتحرير الموصل، وغسل عار الجبناء الذين سلموا مفاتيح شرفها بيد من لا شرف له، ولا دين عنده، من سفلة القرن الواحد والعشرين.. نعم..! استعدوا أيها العراقيون لأفراح النصر والحرية، فهذا الرجل إن قال صدق
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد