- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هاتونا عَمائِمِكُم وافعلوا ما شِئتُمْ!
حجم النص
نـــــــــزار حيدر فلماذا، اذن، يعلو صراخكم على منابر الحسين (ع) {هيهات منّا الذلة}؟ اوليس من الذلّة ان تقف بعمامة رسول الله (ص) بحضرة الشيطان تبايعه على السمع والطاعة؟ اوليس من الذلّة ان تكتب وتنشر الاكاذيب فتصفَ طاغيتهم بما لم يُنزل الله تعالى به من سلطان؟ اوليس من الذلة الخضوع والخنوع لطاغيةٍ ملطخةٍ يداه بدماء شعبنا في العراق والبحرين وسوريا وفي ما مكان؟ اوليس من الذلّة ان تتاجر بدماء الشهداء؟ اوليس من الذلّة ان تخضع بخسّة وعبودية للحاكم الفاسد؟ اوليس من الذلّة ان تمتدح الطاغوت لتحصل منه على نظرةٍ او قليلٍ من المال او بعض الجاه الزائل؟. ان الحسين (ع) ليس على المنابر فقط، وهو ليس لموسم الحصاد المالي فقط! انّه منهج ومسيرة وموقف، فاذا لم تكن لكل ذلك اهلٌ فدع منبره لمن يجسّد ما يردده من اقواله وشعاراته وخطبه. لا تصعد المنبر بعد الان، فهو ليس لك انما للذين صدقوا القول مدعوماً بالعمل الصالح. انّه لمن ترجم عزة الحسين (ع) الذي قال {ألا وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك، ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام،على مصارع الكرام}. هو ليس للذليل المتخاذل. انّه لمن لم يركع لطاغوتٍ ولم يبايع ظالماً ولم يبع آخرته بدنيا غيره. اذا لم يكن لك دين وكنت لا تخاف المعاد ولا تخجل من نفسك فكن حراً كريماً على الأقل، او احترم دماء الشهداء كأضعف الإيمان. احترم دماء الشهداء في البحرين التي اريقت بسبب قرار طاغيتهم المقبور القاضي بدفع قوات ما يسمى بدرع الجزيرة الى هناك لتقتل الأبرياء وتنتهك الأعراض. احترم دماء الأبرياء في العراق التي اريقت ظلماً وعدواناً بسبب الارهاب المدعوم منهم وبكل الأشكال. هل نسيت قول المعصوم {لا تقيّة في الدماء} فما دفعك الى هذا الفعل الذليل؟. أيها الناس قاطعوا من الان فصاعداً منابر المتخاذلين الذين يقولون ما لا يفعلون، من الذين تلهج السنتهم بخطب الحسين (ع) ولكنهم يفعلون فعل الأمويين الذين سخّروا الدين من اجل مصالحهم الخاصة. هؤلاء ليسوا حسينيين، انهم تجار منابر الحسين (ع) فلا تصغوا اليهم بعد ان باعوا قيم الحسين (ع) بمواقفهم المتخاذلة. لقد فضحتكم مواقفكم المخزية وأفعالكم المذلّة، وصدق سيد الشهداء الذي قال {الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا محّصوا بالبلاء، قلّ الديّانون} فأنتم العبيد يا اصحاب العمائم (التجارية) يا تجّار القيم، يا تجّار الدم!. لا ادري ما الذي يجبركم على اذلال انفسكم؟ وبيع دماء شهدائكم؟ وكل هذا التذلل والخضوع والخنوع وانتم الذي اعزكم الله بعمامة رسوله والانتماء الى الحسين السبط (ع) الذي علّم الانسانية درساً بليغاً في العزّة والاباء حتى سمّيَ بابي الاباء والضيم. قد نغفر للسياسيين فعلهم الذليل، فما بالكم انتم؟. واقول لكم كما قال مرجع الطائفة الامام الحكيم (قدس سره) الذي صادف مّرة وهو في طريقه لحرم الامام امير المؤمنين (ع) معمّماً يأكل من عربة بائع متجوّل، فقال له (هاِتنا عمامتك وافعل ما شئت). وان كنت أَعْلَمُ علمَ اليقين بانّ الشيطانَ يطلبكم لعمائمكم، فبدونها لا تسوون عِنْدَهُ نقيراً!. ٢٧ كانون الثاني ٢٠١٥
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر