- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ذكرى شهادة التابعي سعيد بن جبير
حجم النص
بقلم|مجاهد منعثر منشد في شهر ربيع الاول من كل عام تهب جموع من المؤمنين والمؤمنات لزيارة مرقد الشهيد سعيد بن جبير (رضوان الله عليه) ومنهم من يمشي سيرا على الاقدام. ويأتي موكب شيخ سعد من مدينة السماوة ويباشر المسير التمثيلي من مدينة الناصرية وصولا الى قضاء الغراف مستعرضين الاحداث التي حصلت للشهيد سعيد بن جبير. وقد كتبنا مقال بحثي في عام 2012 نوضح فيه بعض الاشتباهات في رواية ذكرى استشهاد التابعي سعيد (رضوان الله عليه)و اثناء المطالعة في بعض المصادر عن هذا التابعي الجليل وجدت بعض الباحثين والكتاب ينسبون الشيخ المفيد الى المجاهد الشهيد الشيخ سعيد بن جبير. وقد كتب عن شخصية التابعي سعيد بن جبير ثلاثة عشر مؤلفا من عدا التراجم القديمة كلها ذو شجون حيث يجد القارىء الكثير من التفاصيل. ولكن لم نجد احد من هذه المؤلفات تبين لنا علاقة الشهيد السعيد بن جبير بالشيخ المفيد (رضوان الله عليهما).ماعدا منشور مركز الامام الصادق (عليه السلام) الذي ذكر ربط النسب بدون تحقيق الموضوع. ايضاح عن الشيخ المفيد : يقول الشيخ الطوسي المفيد تلميذه النجاشي الذي يعد خريت فن علم الرجال في عصره، وكان كثير من العلماء يقدمون رأيه على رأي غيره عند تعارض الأقوال لما امتاز به معرفة خصوصيات من يترجم لهم، يورد اسم الشيخ المفيد كاملا ويقول: هو محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام، ثم يذكر بعد ذلك30 واسطة من أسماء الأجداد إلى أن يصل النسب إلى يعرب بن قحطان. .(اهـ). وفي منشور مركز الامام الصادق (عليه السلام) قيل ان الجد السادس للشيخ المفيد أعلى الله مقامه (معلم المذهب الشيعي) يقال له سعيد بن جبير فهو محمد بن محمد النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير بن وهب بن هلال الحارثي نسبه الى الحارث بن كعب من يعرب بن قحطان. واغلب التراجم للشيخ المفيد تذكر نسبه: الشيخ المفيد بن المعلم أبي عبدالله محمد بن محمد بن النعمان بن عبدالسلام بن جابر بن نعمان بن سعيد بن جبير بن وهب بن هلال بن أوس بن سعيد بن سنان بن عبدالدار (الداري) بن الريان بن قطر بن زياد بن الحارث بن كعب بن غلة بن خالد بن ملك بن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الحارثي البغدادي.. واذا وضعنا في الحسبان فرق العمر بين الشهيد سعيد بن جبير المولود سنة 40 هـ , والشيخ المفيد المولود سنة 336 وقيل 338 هـ ,وناخذ الاول يكون الفرق 296سنة.وهذا الفرق لايستبعد فيه صحة الربط النسبي بينهما اذا قيل الجد السادس.ومع ذلك يحتاج الموضوع الى تحقيق عميق لبيان صحة النسب. ولكن نرى المؤرخ الكبير العلامة الشيخ محمد حرز الدين يذكر لنا جد سعيد بن جبير بالشكل التالي: سعيد بن جبير بن هشام الاسدي الوالي الكوفي. ونقف مع اسم جد المفسر للقران العالم سعيد! يقول الشيخ اسمه هشام ,ويذكر ذلك ابن خلكان ,والذهبي. وعلمنا من خلال التسلسل النسبي للشيخ المفيد ان جده السادس هو سعيد بن جبير بن وهب بن هلال الحارثي.والجد الخامس نعمان الذي ياتي قبل سعيد. ماذا نلاحظ من اشتباه ؟ في ترجمة سعيد بن جبير المصادر التي ذكرناها تقول ان جده هشام.وفي تسلسل الشيخ المفيد بعد ذكر سعيد وهب وقبله تعمان. وكلاهما لاعلاقة له بالشهيد التابعي سعيد بن جبير لان سعيد في المصادر التاريخية اولاده ثلاثة هم محمد وعبد الملك وعبد الله, فلم تذكر لنا التراجم لسعيد ولد اسمه النعمان. ويتضح لنا بأن مايرد من تنسيب للشيخ المفيد بان جده السادس هو التابعي الشهيد سعيد بن جبير غير صحيح ,وهو مجرد اشتباه لتشابه الاسماء. وهذا يحصل في الكثير من الاحيان لعدم دراية الكاتب في علم النسب او كتابة التسلسل النسبي ,ولكن هذا لايدعونا الى أن نتوقف في البحث ,بل علينا أن نتعمق في البحث لغرض الوصول لمعرفة صحة الموضوع من عدمه. انتساب الشهيد التابعي سعيد بن جبير(رضوان الله عليه).: يعرفنا سعيد بن جبير بنفسه في محاورة بينه وبين استاذه عبد الله بن عباس وهذا نصها:. عبد الله بن عباس: ممن أنت ؟ سعيد بن جبير: من بني أسد عبد الله: من عربهم او من مواليهم ؟ سعيد: بل من مواليهم. عبد الله:فقل أنا ممن أنعم الله عليهم من بني اسد. ولد المجاهدالعالم الجليل سعيد بن جبير عام 40هـ في الكوفه.واستشهد في سنة 94ـ95 بواسط. والده كان راويا للحديث عن أمير المؤمنين الأمام علي (عليه السلام). أمه معروفة من بني كليب بن وبرة ,مشهوره ب(أم الدهماء). اعقاب سعيد: محمد وكان يكنى به .ويذكر ابن كثير من الاولاد عبد الملك ,وعبد الله وقال عن الثاني: له روايات كثيرة فقد كان من أفضل اهل زمانه. ويقول الامام الخوئي في رجاله: أبو محمد مولى بني والبة أصله الكوفة نزل مكة تابعى من أصحاب السجّاد عليهالسلام),ويستشهد بقول ابن شهر أشوب عن الامام علي بن الحسين (عليه السلام)ومن رجاله من التابعين: أبو محمد سعيد بن جبيرمولى بني أسد نزيل مكة وكان يسمّى جهبذ العلماء ويقرأ القرآن في ركعتين. اساتذة سعيد بن جبير 1. عبد الله بن عباس. لازم بن عباس في مكة لحين وفاته سنة 68هـ يقول سعيد عن ابن عباس: كنت اسمع الحديث عن ابن عباس ,فلو ياذن لي لقبلت راسه. ويروى عندما اجاز ابن عباس سعيد في الحديث قال سعيد: أحدث وانت هاهنا , فيقول بن عباس: أوليس من نعمت الله عليك أن تحدث وأنا شاهد فأن اصبت فذاك وان اخطأت علمتك. 2. ابو عبد الرحمن عبد الله بن عمر يقول السيوطي في ترجمة سعيد: احد علماء التابعين ,اخذ العلم عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر. وقد جاء رجل يسأل عبد الله بن عمر فقال له: أتي سعيد بن جبير فأنه اعلم بالحساب مني وهو يفرض فيها ماافرض 3. الامام علي بن الحسين (عليه السلام). قال الامام (عليه السلام)الى مسعود بن مالك: تستطيع ان تجمع بيني وبين سعيد بن جبير ؟ مسعود: ماحاجتك اليه ؟ الامام (عليه السلام): اشياء اريد ان اساله عنها ,ان الناس يأتوننا بما ليس عندنا. وكانت صحبة سعيد الى الامام (عليه السلام) في المدينة المنورة من سنة 60ـ 95هـ. قال الفضل بن شاذان: كان يأتم بعلي بن الحسين (عليه السلام) وكان يثني عليه ,وماكان سبب قتل الحجاج له الاهذا الامر وكان مستقيما. قال الفضل بن شاذان: ولم يكن في زمن علي بن الحسين في أول أمره إلا خمسة أنفس: سعيد بن جبير، سعيد بن المسيب، محمّد بن جبير، يحيى بن أم الطويل، أبو خالد الكابلي واسمه: وردان، ولقبه: كنكر.. الرويات عن العالم سعيد بن جبير روى عن ابن عبّاس وروى عنه سليمان الاعمش. تفسير القمّى: سورة القلم في تفسير قوله تعالى: (إنا بلوناكم كما بلونا أصحاب الجنة). وروى عنه الحكم: الفقيه: الجزء 4 باب الوصية من لدن آدم عليه السلام الحديث 455 وباب النوادر وهو آخر أبواب الكتاب الحديث 916. وروى عن النعمان بن سعيد وروى عنه ثابت بن أبي صفية. مشيخة الفقيه: في طريقه إلى النعمان بن سعيد.. وروى الشيخ الصدوق في معاني الاخبار عن سعيد بن جبير عن عائشة قالت ,كنت عند رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)فأقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ((هذا سيد العرب)), فقلت يارسول الله ألست سيد العرب ؟ قال (صلى الله عليه واله وسلم): ((أنا سيد ولد أدم وعلي سيد العرب)). ويقول الشيخ حرز الدين: كان سعيد بن جبير من التابعين المشهورين بالفقه في الدين الاسلامي ,وكان عالما بتفسير القران زاهدا عابدا.ويعرف ايضا بجهد العلماء , أخذ العلم عن الامام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام). وفي ((طبقات الشعراني)) كان يختم القران فيما بين المغرب والعشاء في رمضان ,ويختم القران في كل ركعة في جوف الكعبة. كان الامام زين العابدين يثني عليه ثناءا عطرا حيث كان مستقيم الرأي ,يرى في أئمة الحق المعصومين مالايراه في غيرهم ,وكان شيعيا صلب الايمان. وماروي عنه في تفسير القران الكريم: ـ قال تعالى {أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَاماً },عن سعيد بن جبير يعني: عليّ بن أبي طالبٍ والحسن والحسين عليهم السّلام وفاطمة.. ـ وقال تبارك وتعالى: { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } فقد قال سعيد بن جبير في تفسيرها هو المهدي من عترة فاطمة عليها السلام... ـ وقال عزوجل: { قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت (الاية): « قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى » قالوا: يا رسول الله! من هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال: علي وفاطمة والحسن والحسين. وكما نرى من روايات وتفسير ايات القران الكريم عن سعيد بن جبير ,فهي كفيلة بأن يقوم الحجاج بقتله لانه داعيا لاهل البيت (عليهم السلام).ولذلك قيل أما سعيد بن جبير رضي الله عنه، فقد قتله الحجاج الثقفي، (40 - 95 ه / 660 - 714 م) بسبب حبه لآل البيت. وذُكر سعيد عند أئمّة المذاهب الأربعة أنّه جِهبذ العلماء، وصحاحهم من البخاري وغيره تزخر برواياته، وكتبهم الفقهية لا تخلو من فتاواه، وقد وصفوه بـ « الشهيد »، ونقموا على الحجّاج لقتله إيّاه. وقد ذكره الذهبي وأورد قول ميمون بن مهران: مات سعيد بن جبير وما على ظَهر الأرض رجلٌ إلاّ وهو يحتاج إلى علمه. من أقوال وحكم سعيد بن جبير ـ مابلغني حديث عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) على وجه الا وجدت مصداقه في كتاب الله . ـ ليس في كل حين أحلب فاشرب.وقد نسب هذا القول في لسان العرب الى سعيد بن جبير ـ مامت عليه ليلتان , ألا اقرء القران مريض او مسافر. ـ: لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد على قلبي. نبذه مختصرة عن قاتله الحجاج بن يوسف الثقفي. طاغية زمانه الحجاج الذي سعمت عنه اسماء بنت ابي بكر من الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وهو يقول: يخرج من ثقيف كذاب مبير.ويقول المؤرخين كان يتشبه بزياد بن ابيه. قال الحجاج لخالد بن يزيد:ـ لقد ضربت بسيفي هذا أكثر من مائة الف كلهم يشهد انك واباك وجدك من اهل النار. وقيل أن خالد كان يستهزء به ويشبهه بعمر بن العاص. أحداث قبل الاستشهاد.. عن المجلسي (قدس سره) فال يقول الشعبي:بعث لي الحجاج ذات ليلة ,فلما دخلت عليه ,برجل مقيد بالقيود والاغلال ,فقال الحجاج: هذا شيخ يقول ـ ان الحسن والحسين (عليهما السلام) كان ابني رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ليأتني بحجة من القران الكريم والا لآضربن عنقه ـ فطلب منه الشعبي ان يحل قيده فستجاب فاذا هو سعيد بن جبير. يقول الشعبي فحزنت وقلت كيف يجد حجة على ذلك من القران ؟ فقال له الحجاج: أتني بحجة من القران على ماادعيت والا ضربت عنقك. سعيد: أنتظر!ثم سكت ساعة. وعاد الحجاج قائلا ماقاله. سعيد: أنتظر! فقال سعيد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..بسم الله الرحمن الرحيم. {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }..ثم سكت سعيد! الحجاج: أقرا مابعده... سعيد: { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ}كيف يكون هاهنا عيسى ؟ الحجاج: لانه كان من ذريته. سعيد: أن كان عيسى من ذرية ابراهيم ولم يكن له أب بل كان ابن بنته فنسب اليه مع بعده ,فالحسن والحسين (عليهما السلام) أولى ان ينسب الى رسول الله مع قربهما منه. الحجاج:أمر لسعيد عشرة الاف دينارا وامر ان يحمل الى داره. قال الشعبي: فلما أصبحت قلت في نفسي ,قد وجب عليه ان أتي هذا الشيخ ,واتعلم منه معاني القران لآني ان أني كنت اعرفها فاذا انا لااعرفها ,فأتيته فاذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه يفرقها عشرا ,عشرا ويتصدق بها ثم قال (هذا كله من بركة الحسن والحسين لئن كنا اغمنا واحدا ,لقد أفرحنا الفا وارضينا الله ورسوله) ويقول أحمد بن أعثم الكوفي دعا الحجاج برجلين من عتاة أصحابه: أحدهما إسماعيل بن الأوسط، والاخر المتلمس بن الأحوص، وهما جميعا من ثقيف، فضم إليهما نفرا من ثقات أصحابه، ثم قال: اطلبا لي الان سعيد بن جبير، فأتياني به من حيث ما كان، فإنه لم يكن فيمن خرج علي مع ابن الأشعث أشد منه! فخرج القوم في طلبه فجعلوا يسألون عنه وعن موضعه، فلا يرشدهم إليه أحد. قال: فبينما هم كذلك إذ مروا براهب في صومعة فوقفوا عليه فسألوه عنه، فقال الراهب: أما سعيد بن جبير فإني لا أعرفه، ولكني رأيت رجلا مر بي من عشية أمس عليه جبة من صوف وكساء، فتوضأ ويقول الدمشقي ,جيء بسعيد ليمتثل امام الحجاج للمحاكمة ,فيسأله الحجاج مستهزأ: هل رايت من اللهو شياء ؟ويدعو يالناي والعود. سعيد: بكى. الحجاج:مايبكي ؟ سعيد: ذكرتني يوم ينفخ في الصور ,فاما هذا العود فمن نبات الارض وعسى ان يكون قد قطع من غير حقه ,وأما هذه المغشي والاوتار وفأنها سيبعثها الله معك يوم القيامة. يقول الشيخ حرز الدين: أن سبب قتل الحجاج له هو اعتناقه واعترافه بولاية أهل البيت (عليهم السلام) ,ولما دخل الحجاج قال له: أنت شقي بن كسير. فأجابه سعيد:أن أمي اعرف بي سمتني سعيد بن جبير. ثم قال له الحجاج: ماتقول في ابي بكر وعمر هما في الجنة او النار؟ أجابه سعيد بن جبير: لو دخلت الجنة ونظرت الى أهلها لعلمت من فيها , ولو دخلت النار ورأيت اهلها لعلمت من فيها الحجاج: فما قولك في الخلفاء ؟ سعيد: لست عليهم بوكيل. الحجاج: أيهم أحب اليك ؟ سعيد: أرضاهم لخالقي. الحجاج: فأيهم ارضا للخالق ؟ سعيد: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم. الحجاج: أبيت انت تصدقني! سعيد: بل لم أحب ان أكذبك. ويروى ايضا أن الحجاج قال له: أي قتلة شئت ؟ قال له: اختر لنفسك فأن القصاص أمامك ,ثم أمر بقتله. قال سعيد: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }. الحجاج: شد به الى غير قبله. قال سعيد: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ}. كبوه على وجهه. قال سعيد: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } ,ثم قتله شهيدا صابرا محتسبا. يحكى أن الحجاج بعد قتل سعيد لم يقتل احد قط لدعاء ه حيث قال سعيد: عند الشروع بقتله داعيا ربه: (اللهم لاتسلطه على احد يقتله بعدي). قال ابن الاثير: في جملة ماقال الحجاج لسعيد بن جبير: والله لاقتلنك.اجابه أني اذن لسعيد كما سمتني أمي وضربت رقبته فبذرراسه وعليه كمه بيضاء لاطية , فلما سقط راسه هلل ثلاثا افصح بمرة ولم يفصح بمرتين. ولما قتل سعيد التبس عقل الحجاج فجعل يقول:(قيدونا قيدونا فظنوا انه يريد القيود فقطعوا رجلي سعيد من انصاف ساقيه واخذوا القيود. وكان الحجاج اذا نام يراه في منامه يأخذ بمجامع ثوبه ويقول: ياعدو الله فيم قتلتني ؟ فيقول: مالي وسعيد ابن جبير.مالي وسعيد بن جبير. وقيل كان دعاء سعيد على الحجاج: اللهم لاتحل دمي ولاتمهله بعدي.. و دعوة الحسن البصري على الحجاج عندما سمع مقتل سعيد: اللهم أعن على فاسق ثقيف ووالله لو ان اهل الارض اشتركوا في قتله لكبهم الله في النار ياقاصم الجباربرة اقصم ظهر الحجاج. ويقال ان الحجاج لبث بعده ثلاثة ايام وظهر عليه المرض.ومات بعد اربعين يوما وقيل ستة اشهر ولم يسلط بعده على احد يقتله. تاريخ استشهاد وقبر سعيد بن جبير. الاحتمال الوارد والاكثر صوابا ان استشهاد سعيد بن جبير هو اواخر شهر شعبان كما ذكرت ذلك بعض المصادر التاريخية ,كون وفاة قاتله الحجاج كان في نفس العام في شهر رمضان. يقول بن خلكان: ودفن في ظاهر واسط وقبره يزار بها. وذكر القاضي الشهيد التستري أنّ قبر سعيد بن جبير في مدينة واسط (الكوت) بالعراق مشهور . ويقول الشيخ محمد حرز الدين: مرقده في ضواحي مدينة الحي.بواسط العراق معروف مشهور عامر مشيد عليه قبة قديمة البناء ,وله حرم تزوره الناس. ويذكر في كتاب سعيد بن جبير او شهيد واسط: وفي مرقده توجد صخرة رقم عليها اسم المجدد لبناءه السابق وهو كنعان أغا سنة 1053 هـ.في شهر صفر الخير. وفي مطلع الستينيات من القرن العشرين تم اعمار المرقد والتوسعة في البناء حيث كانت هذه المبادرة من قبل اهالي منطقة الحي ,ولم تتوقف الجهود لحد مرقد التابعي الشهيد سعيد بن جبير ,بل شمل المسجد المجاور الذي كان تشيده من قبل تاجر من اسرة الشعر باف في عام 1900م. وماجرى من اعمار في الوقت المذكوركان باشراف الشيخ عبد الامير بن الشيخ موسى القسام. .والبناء السابق أشارت له جريدة الوطن في حينها وهذا نصها: باشر أهالي الحي الكرام بإنشاء مرقد الشريف الشهيد الشيخ سعيد بن جبير بعد أن رصد له مبلغ عشرة ألاف دينار وهو مجموع ماتبرع به المحسنون ذو البر واليد البيضاء. ورصد أيضا مبلغ احد عشر ألف دينار لإنشاء حسينية فخمه في هذا القضاء ويرجع الفضل في كل ذلك إلى همة وجهود العلامة الشيخ عبد الأمير قسام نجل الإمام الراحل موسى قسام إمام حسينية وجامع قضاء الحي.. وذكر بعض الكتاب اسماء المتبرعين والمساهمين في البناء والترميم وهم: 1. المرحوم الحاج علي اكبر. 2. المرحوم الحاج ظاهر البهلي. 3. الشيخ علي الحاج عبود. 4. البناء المرحوم عبد الأمير البناء. 5. الحاج جاسم عبد الرضا البناء. 6. ساهم الخطاط كاظم محمد حسن بكتابة الايات القرانيه على الايوانات. 7. الشاعر محمد علي النجار ابيات من الشعر كتبت بالكاشي الكربلائي في مدخل الضريح الشريف عام 1384 ه _1965 م. وقد ذكرت بعض هذه الاسماء في مصدر اخر مع ذكر سدنة المرقد الشريف الذي هو بيد جماعة من اسرة ال سيد شبيب. وايضا أشار المصدر لجهود المرحوم الشيخ عبد الاميرالتي بذلها في جمع الاموال والاشراف على بناء المرقد والمسجد المحيط. وذكر أن مهمة الادارة المالية والاشراف على المرقد الطاهر في الوقت الحاضر قد أوكلت الى الشيخ حسين نجل الشيخ عبد الامير.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصادر والهوامش. (1). للمطالعة ومعرفة مكانة الشيخ المفيد راجع منشوراتنا بعنوان كلمات لولي الله الحجة (عجل) ورسالتين. و من رجال الامام بقية الله (عجل) الشيخ المفيد بقلم |مجاهد منعثر منشد (2). الفهرست 157 ـ 158و معجم رجال الحديث 17 |206. (3). النجاشي في رجاله 311. (4).معجم رجال الحديث 17 |202. (5). حياة التابعي سعيد بن جبير ـ منشورات مركز الامام الصادق قضاء الحي 2010. (6). انظر رجال النجاشي:399، إيضاح المكنون: 1 / 160، أعيان الشيعة: 9 / 423، مستدركات أعيان الشيعة: 7 / 291، كشف الحجب والأستار:477، ريحانة الأدب: 5 / 263، الغدير: 7 / 401، الذريعة: 2 / 513، معجم رجال الحديث: 17 / 203، الأعلام: 7 / 21، معالم العلماء:102، فهرس مخطوطات مكتبة الإمام الحكيم: 1 / 82، فهرس مكتبة مجلس الشورى: 7 / 27، فهرس التراث: 1 / 472، رقم 8. (7).المجلسي في بحار الأنوار18 107. (8). سير أعلام النبلاء ج4 ص322 ترجمة سعيد بن جبير رقم 116. (9). الزهري في الطبقات الكبرى 6| 256. (10). انظر السيد الخوئي في معجم رجال الحديث الجزء التاسع.تسلسل 5127. (11) ووجدنا ذلك في كتاب نقد الرجال وذكر السند في الهامش رجال الشيخ: 114 / 2.وسنذكر تفاصيل الكتاب في هامش لاحق (12). ابن شهر أشوب في المناقب ج4 فصل في أحواله (علي ابن الحسين عليه السلام) وتاريخه. (13). العسقلاني في الاصابة في معرفة الصحابة 4|149. (14). سير اعلام النبلاء 4|335,و في وفيات الاعيان 2| 317. (15). السيوطي في طبقات المفسرين 10. (16) اعلام النبلاء 4|336. (17). الزهري في سير اعلام العلماء 4| 389. (18). رجال العلامة الحلي 1| 79.والشيخ المفيد في الاختصاص 205 ,و رجال الكشّي 119 / 190. (19). السيد مصطفى بن الحسين الحسيني التفرشي في نقد الرجال وهو من اعلام القرن السادس عشر.. 2 |319 وهو رجالي محقق في موضوع 2240 / 12 ـ سعيد بن جبير بسنده عن رجال الكشّي: 115 / 184. (21). الامام ابو القاسم الخوئي في معجم رجال الحديث الجزء التاسع (22). المؤرخ الكبير الشيخ محمد حرز الدين في مراقد المعارف ج1 ص 350 تسلسل 117 سعيد بن جبير (23). الفرقان|75.و أنظر الإمام الحسين عليه السّلام.. في القرآن تسلسل 26.. (24)التوبة |33, البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السّلام الحافظ أبي عبدالله محمّد بن يوسف بن محمّد النَّوفليّ القريشيّ الگنجيّ الشافعيّ ـ المقتول سنة 658 هـ. قدّم له وعلّق عليه: السيّد محمّد مهدي الخرسان. منشورات مؤسّسة الهادي للمطبوعات ـ قمّ المقدّسة.الطبعة: سنة 1399هـ / 1979 م.. (25). الشورى| 23, الاربلي في كشف الغمة، فيما روى الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة عن مسند احمد بن حنبل والمعجم الكبير للطبراني، وتفسير ابن ابي حاتم و المناقب للحاكم النيسابوري، وتفسير الثعلبي، وفرائد السمطين للحمويني، والصواعق المحرقة 101 لابن حجر.. (26). أنظر ابن الأ�