حجم النص
ثارت رواية للأديب الفرنسيّ المعاصر "ميشيل ويلبيك"، جدلاً في فرنسا، إذ تحكي عن مستقبل فرنسا عندما يحكمها المسلمون، وتتحوّل تدريجيّاً إلى بلدٍ متأسلم، حيث يتولّى حكم البلاد زعيم إسلاميّ، وتترك النسوة أعمالهنّ، وهو ما يؤدّي إلى انخفاض البطالة، وتختفي الجريمة، ويصبح الحجاب الزيّ السّائد، وتسمح الحكومة بتعدّد الزّوجات، وتجبر الجامعات على تدريس القرآن الكريم، بحسب الرّواية. والجدل بدأ منذ أسبوع، عندما تساءل البعض عن مغزى الرواية: هل هي عمل أدبيّ يهدف إلى التنبُّه إلى مخاطر الإسلام، وبالتّالي معاداته، وخصوصاً أنّ الرّواية تحاكي طروحات اليمين؟ وتأتي هذه الرّواية وسط ارتفاع حدّة الجدل في فرنسا حول موضوعي الإسلام والهويّة الوطنيّة، اللّذين يخضعان فعلاً لنقاشٍ محموم، زاد بعد كتاب "الانتحار الفرنسيّ"، للصّحافي اليميني "إريك زمور"، الذي يناقش قضيّة انهيار فرنسا الأخلاقيّ أمام الإسلام المتوثّب. وقال "لوران جوفران"، الصّحافي في جريدة "ليبراسيون" اليساريّة، إنَّ للرواية بعداً سياسياً واضحاً، وهي تنظِّر لطروحات اليمين المتطرِّف. وكان "ويلبيك" قد أوضح أنّ موضوع كتابه الحقيقيّ يتمحور حول عودة الدين إلى قلب الوجود الإنساني، واضمحلال أفكار التنوير التي سادت منذ القرن الثامن عشر. وقال لصحيفة "لوفيغارو"، إنّ عودة الدّين ظاهرة عالميّة، وموجة عاتية لا فرار منها، ولمّح إلى أنّ عودته تعتبر أمراً جيّداً، وأنّ الإسلام يوفِّر حلاً أفضل من الفراغ الوجوديّ الّذي يعانيه الإنسان المتنوِّر، وأنّه لم يعد ملحداً. وتابع في تصريحاته: "في نهاية المطاف، بدا القرآن ـ بعد أن قرأته ـ أفضل بكثير مما كنت أتصوّر، ودون شكّ، وكما في كلّ النصوص الدينيّة، هناك مجال للاجتهاد، ولكن قراءة منصفة للقرآن، لا بدَّ من أن تقود للاستنتاج بأنّه لا يدعو إلى حروب دينيّة عدوانيّة، بل إلى الصَّلاة، ولذا يمكن القول إني غيّرت رأيي بالقرآن".
أقرأ ايضاً
- منع وقوع الطلاق خارج المحكمة
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً
- أسطورة الشعب المختار والوطن الموعود