حجم النص
بقلم: ولاء الصفار ربما تأملت كثيرا في عنوان مقالي الذي جمع بين (داعش) الذي يمثل قمة الخبث والكفر والالحاد وبين ربيبة الخدور السيدة العظيمة زينب بنت علي عليهما السلام الا ان الجمع جاء لبيان الفارق الكبير بين الثرى والثريا، وبنفس الوقت ان الجمع يمثل امتداد حقيقي بين الحق والباطل وبين النور والظلام على امتداد التاريخ. ولعلنا لو عدنا بالتاريخ واستوقفنا عند واقعة الطف سنجد ان اعداء الامام الحسين عليه السلام قد ثأروا بذلك الجيش الجرار انتقاما لاجدادهم وابائهم الذين قتلوا بسيف الامام علي عليه السلام في الجمل وصفين حينما خرجوا عن خط الاسلام الصحيح، حتى اصبحت تلك الواقعة العظيمة تمثل الانعطاف الحقيقي في تاريخ الامة وكشف المسارات الحقيقية ما بين الحق والباطل حتى قيام الساعة، ولعل الحوراء زينب عليها السلام اثبتت للتاريخ ان طريق الحق سيستمر بالحسين عليه السلام ولن تتمكن قوات الشر من هزمه ابدا وذلك حينما دوت كلماتها مجلس يزيد لعنه الله قائلة له (يايزيد كد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا). ولكننا وبعد مرور (1400) عاما على واقعة الطف الخالدة برزت لنا بعض النكرات التي تنتمي لتنظيم ارهابي يطلق على نفسه (داعش) وهو مختصر (الدولة الإسلامية في العراق والشام) لتعلن وبكل وقاحة امتدادها التاريخي والشرعي للنهج الاموي وتنصيب يزيد عليه اللعنة قائدا لها محذرة في نفس الوقت اتباع اهل البيت عليهم السلام من انتماءهم وهويتهم ونصرتهم للامام الحسين عليه السلام مستخدمة وسائل اعلامية مظللة كالتي استخدمها يزيد لعنه الله كأنها تعتقد بان تلك الوسائل ستنجح بترهيبنا لنترك قضيتنا الحسينية كما ترك من كان في زمن الامام الحسين عليه السلام امامه وتخلف عن نصرته، ولكني هنا اود ان اشير لتلك النكرات بان زماننا هذا يختلف جذريا عن ذلك الزمن لاننا خلقنا من اجل نصرة الامام الحسين عليه السلام واننا ان شاء الله تعالى المصداق الحقيقي لحديث الرسول محمد صلى الله عليه واله مع ابنته الزهراء عليها السلام حينما سمعت بمصيبة ولدها وما سيفعل به شرار قوم بني امية وسائلت اباها (من سيبكي ويقيم المأتم على ولدها الحسين عليه السلام) فاجابها قائلا (بنيه فاطمة سيخلق الله له شيعة ومحبين وموالين يقيمون مأتمه ويندبونه ويبكون عليه إلى يوم القيامة). لذلك فان على (داعش) ومن لف لفهم ان يفهمو بان اساليب الترهيب والتعذيب والقتل لن تثني انصار الامام الحسين عليه السلام بل انها ستزيدهم قوة واصرار على مواصلة الدرب طالما لازال هنالك حسين تنبض ثورته في العروق، وقد اثبت ذلك المفهوم زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام لهذا العام الذي فاق تعدادها تصورات العقول واذهلت مواقفها الكتاب والمفكرين وعجزت عن تفسيرها العقول.
أقرأ ايضاً
- لولا السلاح (الفلاني) لما تحقق النصر على داعش في العراق
- مَن يرعى داعش في العراق؟
- علاوي يكشف لأول مرة مجموعة من الاسرار بشأن داعش