تقرير : فارس فاضل
حالة الاستنفار التي عاشتها المنطقة الخضراء ومحيطها عموما والبرلمان بشكل خاص بسبب ما تم تسريبه بوصول معلومات استخبارية تشير الى نية الجماعات الارهابية وتنظيم القاعدة باستهداف البرلمان العراقي، وما لحق تلك المعلومات من اجراءات استباقية تمثلت بقطع الطرقات المؤدية الى البرلمان ومنع دخول السيارات التي لا تحمل باجات خاصة اضافة الى اعطاء اجازة لموظفي مجلس النواب يدفع الى التساؤل عن ماهية تلك الحادثة ومن المسؤول عنها ومافيها دوافعها الحقيقية.
النائب عن ائتلاف العراقية رعد الدهلكي اعتبر ان الذي حصل لم يكن مستغربا فالارهاب استطاع الوصول الى مناطق حيوية مهمة واخرها مبنى وزارة العدل وبالتالي فان الاجراءات الاحترازية كانت ضرورية.
واضاف ان "الارهاب اوصل رسالته بان الجميع مستهدف سواء كان مواطن بسيط او عضو في البرلمان والارهاب اصبح قويا ولكن الحقيقة ان ماوصلنا هو الاحساس بضعف العمل الامني لمواجهة الارهاب الذي لانراه قويا لو كان لدينا مؤسسة امنية قوية ومواكبة للتحديات الارهابية".
وتابع الدهلكي ان "الخصومات السياسية والمشاكل كانت سببا اساسيا في تشجيع الارهابيين على التمادي خاصة في ظل ضعف واضح للمؤسسة الامنية".
من جانبه رأى النائب عن كتلة المواطن حبيب الطرفي ان الرسالة التي اوصلها الارهاب بنيته استهداف البرلمان كانت الغاية منها خلط الاوراق لاشغال الاجهزة الامنية والتركيز على حماية المنطقة الخضراء لفتح المجال امامه لتحقيق اهداف في مناطق اخرى هو يريدها".
واضاف الطرفي ان "استهداف المنطقة الخضراء او البرلمان فيه نوع من المبالغة والوهم لانها مناطق محصنة بشكل كبير ولا نعتقد ان المجاميع الارهابية لديها تلك الامكانيات التي تحتاجها اي قوة لاقتحام تلك المنطقة".
وتابع الطرفي ان "الاجهزة الامنية قوية وهي قادرة على ايقاف الخروقات وتوجيه ضربات استباقية لاوكار الارهاب في اي مكان وزمان"، مشيرا الى ان "اعطاء عطلة لموظفي البرلمان في الاثنين الماضي لم يكن ارباكا او خوفا او تخبط كما تم تناقله بل كان ممارسة لحماية البرلمان في حال لاسمح الله حدث اي اختراق للبرلمان وهو امر مستبعد ولكنه ضرورة يجب اخذها لمواجهة جميع الظروف".
النائب عن كتلة المواطن فرات الشرع راى ان "ما حصل قد يكون خطة مفبركة من العدو لاشغال الاجهزة الامنية في موضوع مهم للتوجه الى امور اخرى كان تكون وزارات او مؤسسات حيوية مهمة".
وقال الشرع ان "الامر لا يتعدى كونه جنبة اعلامية تم تضخيمها بشكل مرعب واعضاء البرلمان عليهم ان يحضرو ويتابعو جلساتهم بشكل طبيعي وهو ما حصل فعلا في جلسة الامس".
وتابع ان "المستهدف هو المواطن والبرلمان عليه حماية المواطن من خلال تشريع القوانين وحث القوى الامنية وتشجيعها للقيام بدورها الحقيقي والمهم في دفع الخطر عنهم".
واوضح الشرع ان " الارهاب يعمل على ارسال رسائل من وقت لاخر بعضها حقيقي والبعض الاخر اعلامي لتحقيق جوانب معينة منها ايهام السياسيين بانهم موجودين في كل وقت وزمان وقادرين على الوصول اليهم بكل سهولة في رغبة منهم لتعطيل العملية السياسية وعدم نهوض الاجهزة الامنية بواجباتهم بالشكل السليم انجح الارهاب بايصال رسائله بشكل سلس ومريح".
الوسط الاعلامي كان له حصته من المرارة التي ربما يكون قد تعود عليها في العراق الجديد، حيث راى الاعلامي مهدي محمد كريم ان "الاجراءات الامنية المتبعة وخصوصا هذه الايام لاتجدي نفعا للحد من الهجمات الارهابية لكون اغلب قياداتنا الامنية تعيش اليوم فوبيا الخوف من القاعدة وان تلك الاجراءات قد تكون تقليدية وغير مجدية كونها تفتقر الى الجهد الاستخباري الدقيق واجهزة كشف المتفجرات الدقيقة والحساسة ومايحدث اليوم هو ارباك الى عقلية المواطن لمنعه من التفكير بحل واخضاعة الى مبدأ القوة والضغط ولكبح قواة الاحساسية من ان ينتفض وان يتقدم بطاب لتغيير او حلول وقد تكون لعبة سياسية داخلية ولاتتعدى هذا المجال".
واضاف ان "جانب الكرخ وهو الحكومي كما معروف اصبح ارض قاحلة لمنع مرور المركبات وجانب الرصافة اصبحت الفوضى به عارمة للتشديد الحكومي وتاخير السيطرات العاجزة من ايجاد الحلول لمسك السيارات المفخخة وفي كلا الحالتين اصبح اليوم المواطن هو الضحية".
الاعلامي حيدر الشيخ انتقد تغليب اعضاء البرلمان لمصالحهم الشخصية في وقت ان الاعلامي كان يمشي قرابة الساعة للوصول الى البرلمان وتغطية جلساته متحملا مخاطر الطريق ومشقاته".
واضاف ان "هذه ربما تكون قصة مضحكة او باب من ابواب السخرية ان يقتل الشعب العراقي يوميا بالسيارات المفخخة ورغم هذا يخرجون متفائلين الى محل عملهم في وقت نرى ان اعضاء البرلمان رغم تحصنهم بالجدران الكونكريتية والقوات الامنية فقد عاشو في رعب بسبب تهديدات مزعومة دفع ثمنها المواطن البسيط".
اما المواطنين والعاملين في الدوائر المدنية القريبة من المنطقة الخضراء فلم يكن نصيبهم من تلك المشقة باقل من الاخرين، حيث قال المواطن كريم العيبي الذي يعمل موظف في وزارة الاعمار والاسكان انه "بدأ لا يشعر براسه من حرارة الشمس ولابقدميه من طول المسافة ولم يساوي هذا الحال من المرارة الا خيبة امله فيمن صوت لهم كممثلين له في مجلس النواب".
واضاف ان "المصيبة الكبرى اننا وصلنا متأخرين لعملنا بسبب السير الطويل ولم يتم مراعاة هذا الامر حيث تم توبيخنا ولا نعلم لماذا لم يتجرأ اي شخص منهم على توبيخ البرلمان لانهم السبب في تلك المعاناة".
احد اصحاب المحال التجارية في الكرادة مريم قال انه اضطر الى المشي والجلوس على الرصيف لاكثر من عشر مرات لحين وصوله لمحل عمله بسبب كبر سنه ووجود تصلب في ركبته تمنعه من المشي الى مسافات طويلة .
واضاف "اضطررت لترك سيارتي في كراج يبعد اكثر من ساعة عن محل عملي وامشيت كل تلك المسافة وانا اتذمر بصوت مرتفع متمنيا ان يسمعني عناصر الامن المنتشرين في الشارع ويردو علي كي افرغ ناري فيهم وباجراءاتهم الفاشلة".
وبين "هذا الحال يبقى السؤال هل ان المفخخات التي تنفجر يوميا في الاسواق الشعبية والمتنزهات مفعولها اقل او ضحاياها ارخص من التي من المفترض انها كانت ستصيب البرلمان في حال حصل ذلك كي تكون تلك الاجراءات بهذا المستوى ويضطر المواطن الى المسير قرابة الساعة للوصول الى عمله او محل رزقه، تساؤل تبقى اجابته لدى من يهمه الامر".
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- هل ستفرض نتائج التعداد السكاني واقعا جديدا في "المحاصصة"؟
- هل تطيح "أزمة الدولار" بمحافظ البنك المركزي؟
- انتخاب المشهداني "أحرجه".. هل ينفذ السوداني التعديل الوزاري؟