- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
ما بين حانا ومانا ومانا ضاعت لحانا
يحكى ان رجل تزوج من أمراتين الاولى كبيرة بالسن وتدعى حانا والثانية صغيرة في السن وأسمها مانا، وكان الرجل عندما يذهب الى حانا كانت تنظر الى لحيته وتقول يؤلمني ان أرى الشعر الابيض في لحيتك وانت ما زلت صغيرا على ذلك فتبدا بنتف الشعرات البيضاء منها، وعندما يذهب هذا الرجل الى زوجته الكبيرة في السن والتي تدعى مانا كانت تنظر الى لحيته وهي تقول انت رجل كبير ووقور ويجب ان تكون لحيتك بيضاء فتبدأ بنتف الشعرات السوداء منها، وفي يوم من الايام نظر هذا الرجل في المرآة ووجد ان افتقد الكثير من شعر لحيته السوداء منها والبيضاء، فقال المثل المشهور "مابين حانا ومانا ضاعت لحانا".
ونحن اليوم في العراق، وبعد ان جرت انتخابات مجالس المحافظات وفاز من فاز وخسر من خسر أصبح حالنا مثل حال زوج حانا ومانا، فنحن نعيش ارهاصات لادخل لنا بها وصراعات بين الكتل الكبيرة والصغيرة حول اقتسام الكعكة، واقحمنا في توافقات وصفقات لاشأن لنا بها، وفي ظل تلك الصراعات والتناحرات والتناطحات ضعنا وضاعت لحانا وافتقدنا لابسط الخدمات والمتطلبات، الكهرباء على اسوء حال، والشوارع في حالة في مزرية والخدمات يرثى لها، و لانجد منها الا ما نزر، وهي لا تضاهي ميزانية البلاد التي تجازت المئة والثلاثين مليار دولار، ومع بدء موسم الصيف الحار جدا جدا في العراق، لم نجد احدا من السادة اعضاء مجالس المحافظات الجديد منهم والقديم من ينتفض من أجل هذا الشعب ليخفف من معاناته، ويطالب بتطبيق ما تم تطبيقه في العام الماضي من خلال منح اصحاب المولدات الوقود مجانا لتخفيف الأذى عن المواطنين، وكما يبدوا ان الاخوة انقسموا في هذه الايام الى قسمين، الفائز منهم غارق في نشوة الفوز وفي احلام المسقبل الباهر الذي ينتظره مع الثروات الطائلة التي سيدرها عليه هذا المشروع المربح، وأما الخاسر فهو الان يندب حضه ولسان حاله يقول للمواطنين الذي يشتكون من نقص الخدمات ومن انقطاع الكهرباء "يطبكم مرض عساكم بأكثر، ليش ما انتخبتوني وحرمتوني من هذه الثروات والنعم وجاه السلطة". أذن نحن ما بين مجلسين جديد وقديم ضاعت بينه طلباتنا وضاعت صراخاتنا وكل له أعذاره التي يطلقها والتي يحاول من خلالها ان يبرئ نفسه مما نحن فيه من حل مزري في شتى المجالات، ومابين كل ذلك ضاعت لحانا وضاعت وذهبت كل صراختنا أدراج الرياح، فهنالك من يرفع شعار قل ما تشاء ونحن نفعل ما نشاء.
أقرأ ايضاً
- الصيد الجائر للأسماك
- ضمانات عقد بيع المباني قيد الإنشاء
- إدمان المخدرات من أسباب التفريق القضائي للضرر