حجم النص
تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في العتبة الحسينية المقدسة في 12/جمادى الآخرة/1433هـ الموافق 4/5/2012م عن قضية المياه لنهري دجلة والفرات، وقال عنها إنها تمثل ثروة وطنية كبيرة عبر آلاف السنين للعراق الذي كان يسمى بلاد ما بين النهرين وقد رشح عن هذه الثروة الازدهار في الثروة الزراعية والحيوانية والاقتصادية للبلاد .. ومع تزايد المخاوف من النقص المستقبلي والحالي لمياه هذين النهرين وتحذير الكثير من الخبراء من احتمالية المخاطر الكبيرة على النهرين – خلال الخمسين سنة القادمة- والتأثيرات الآنية بسبب النقص المستمر في مياه النهرين وعدم التوصل إلى حلٍّ لهذه المشكلة وما سيتركه ذلك من تأثيرات على الوضع الزراعي والحيواني والاقتصادي للبلد ..
طالب سماحته أن يكون هناك موقف وطني موحد من جميع الكتل والقوى السياسية والجهات والمنظمات المعنية بهذا الأمر – مع قطع النظر عن الاختلاف في توجهاتها ومناهجها وارتباطاتها – معللا بان القضية قضية وطنية تمسّ مصالح جميع مناطق العراق وليست قضية ذات شأن داخلي تمسُّ طرفاً أو طرفين أو ثلاثة .. وشدد سماحته إذا كان لهذه الكتل والقوى والأطراف تجاذبات وتشاحنات واختلافات فيما بينها فيما يتعلق بالقضايا الداخلية فانه لابد أن يكون لها موقف موحد وموقف وطني يتمثل بالمطالبة بتطبيق القوانين الدولية للدول المتشاطئة على الأنهار المشتركة لكي يأخذ العراق حقه وليس أكثر من حقه وفق القوانين الدولية سواء أكان ذلك ما يتعلق بالمنابع المائية للنهرين من شمال العراق أو شرقه.
وعلى ضوء الحراك الحاصل في محاولة لعقد الاجتماع الوطني طالب الشيخ الكربلائي من جميع الأطراف عدم تشنيج الأوضاع أكثر مما هو عليه والعمل على التهدئة والإسراع في عقد اللقاء الوطني والحوار وفق مبادئ عامة تؤدي إلى تحقيق العدالة والقسط للجميع والابتعاد عن أي لغة أو خطاب تؤدي إلى إدخال البلد في مستنقع جديد من الأزمات والمشاكل التي ستزيد التعقيد في الوضع السياسي، إذ يكفي ما نحن فيه من المشاكل والاحتقان الذي اضرّ بالبلد والمواطن كثيراً وأدى إلى انشغال الكتل والقوى التي يشغل أعضاؤها وأفرادها مواقع المسؤولية التشريعية والتنفيذية في البلد بالصراع السياسي بدلا ً من تفرغهم لتوفير الخدمات للبلد والعمل على تطويره وازدهاره.
وفيما يتعلق بمدارس الموهوبين الذي أنشأتها وزارة التربية منذ سنين ومنها ما هو قبل السقوط للحكم السابق، أكد سماحته إن هذه الشريحة من الطلبة الأذكياء والموهوبين يمثلون ثروة وطنية علمية وهم علماء المستقبل والذين سيساهمون في التطور والازدهار العلمي والاقتصادي والمهني للبلاد.. وهؤلاء يتمتعون بنسبة من الذكاء تمثل الحدود العليا للنسب العالمية للذكاء حيث بلغت نسبة 130 فما فوق والنسبة العالمية القصوى للذكاء تبلغ 140.
وتابع سماحته لقد زار طلبة وأساتذة إحدى هذه المدارس – من البصرة – العتبة الحسينية المقدسة وطرحوا مجموعة من المعوقات والمشاكل وتوصيات نرى من الضروري حلها والعمل برفع مستوى هذه المدارس وتلبية المستلزمات الضرورية لها .. ومن جملة ذلك عزوف الأساتذة عن التدريس في تلك المدارس، وهم مدرسون خاصون يحملون شهادات عليا كالدكتوراه والماجستير بخلاف بقية المدارس التي يدرس فيها حملة شهادة البكالوريوس، وذلك بسبب قلة الأجور ونقص المستلزمات اللوجستية لهم، كما إن هؤلاء الطلبة لا يتيسّر لهم الكليات المتخصصة المناسبة لذكائهم وتخصصاتهم بعد تخرجهم من الإعدادية فتتلقفهم عدد من الدول الغربية والإقليمية أيضا حيث ترعاهم رعاية علمية وتخصصية ومادية تؤهلهم في مجالات اختصاصاتهم وتعدّهم إعدادا علمياً ليكونوا من علمائها في المستقبل... بخلاف الوضع في العراق حيث إن بعضهم يضطر بسبب اختيارات الأهل إلى دخول كلية الطب وهي خلاف اختصاص ورغبات الكثير من هؤلاء الذين لديهم تخصصات علمية مهمة كالفلك والكيمياء والفيزياء والهندسة وغيرها.
وفي ختام خطبته خلص سماحته إلى القول إن هناك هجرة لهذه العقول والكفاءات لخارج العراق وحرمان العراق منها مستقبلا ً والذي يمثل خسارة لثروة علمية وطنية - إضافة إلى معاناة هذه المدارس من نقص المصادر العلمية والمختبرات المناسبة – وهذا سيؤدي بالنتيجة إلى نقص في المستوى العلمي الممكن تحقيقه لهؤلاء الطلبة لو توفرت لهم هذه المستلزمات العلمية والرعاية المناسبة.
وكالة نون خاص
أقرأ ايضاً
- ممثل الأمم المتحدة في العراق:السيد السيستاني طلب مني تنفيذ الأولويات بما هو لمصالح العراق
- المرجعية العليا تدعو لمنع التدخلات الخارجية وحصر السلاح بيد الدولة ومكافحة الفساد على جميع انواعه
- لقاء استمر قرابة الساعة :ممثل الأمم المتحدة يزور المرجع السيستاني بالنجف الاشرف