أن تعيش في بلد لا يحترم فيه المارة فهو أمر كارثي، وان تسمح للتجار باستيراد ملايين السيارات إلى البلاد من دون منح إجازات سياقه اوتعليم ضوابط السوق فهذا أمر يستدعي أيضا إلى التأمل والتفكير
فمنذ سقوط النظام السابق في نيسان 2003 ولحد ألان دخلت إلى العراق ملايين السيارات الحديثة
وتوقفت على أثرها منح إجازات السوق للراغب بامتلاك سيارة أو دراجة نارية ما أتاح لبعض من المراهقين ان يستقلوا سيارات آبائهم أو إخوانهم أو حتى سياراتهم الخاصة إذا كان من عائلة ميسورة وان يأخذوا الشارع طولا بعرض من دون حساب أو رقيب فالحق في المشاة مقدس لا يمكن التنازل عنه أو التهاون فيه، و لأن \"السيارات لا ترحم من يقع بين إطاراتها قمنا بإجراء هذا التحقيق من اجل إيصال هذا الصوت إلى المسئولين لفعل أي شيء يقلل من هذه المشكلة التي بدأت تستشري في وسطنا العراقي عامة والكر بلائي بوجه الخصوص حيث ابتدأنا بالمواطن (محمد عبد الأمير )الذي طالب الجهات المختصة بصرف إجازات سوق وسنويات مرورية لكون إن اغلب السائقين الجدد هم غير مجازين رسميا لسياقة أي مركبة وان كثرة الحوادث التي تحدث ألان في الشارع عموما هي نتيجة عدم احترام هؤلاء غير المجازين بأصول السياقة مبينا انه يمتلك إجازة سوق منذ عشرين عاما وان اغلب الحوادث التي تحصل سواء في عمليات الدهس المروري او المخالفات المرورية سببها الجيل الجديد - حسب ماسماه-
أما المواطن (خضير جاسم ) فقال إنني أطالب بمنح إجازات سوق ومحاسبة السائقين دون سن 18 عاما وخاصة من لم يمتلك منهم إجازة للسوق مبينا انه وخلال عمله اليومي سائق تاكسي شاهد صاحب سيارة تاكسي يبلغ من العمر اقل من 15 عاما مطالبا من رجل المرور ان يحاسب مثل هؤلاء الذين يمرون بالقرب منه مرور الكرام ولا يحاسبون مضيفا انه لابد لرجل المرور ان يطالب بهويته الشخصية للتاكد من عمره اذا لم يطالب بإجازته السنوية \"
المواطن (احمد محمد علوان) قال انه يلاحظ وخاصة في فترة الظهيرة خروج بعض أصحاب السيارات وهم صغار السن دون سن 18 عاما بسيارات عوائلهم إن لم تكن سياراتهم الخاصة إلى الشارع مؤكدا انه لاحظ احدهم قد اصطدمت سيارته مع احدى الشاحنات الكبيرة فتركها وهرب مسرعا وبعد فترة نصف ساعة جاء بأخيه الأكبر لكي يعالج الموقف إضافة إلى إن غالبية هؤلاء الذين وصفهم بالمراهقين يقومون خلال قيادتهم لسياراتهم ببعض الإعمال الاستعراضية أمام المارة وحسب مااسماها (بالبطناشات ) وأضاف (علوان) ان معظم هذه النماذج التي يراها تستقر سياراتهم نتيجة جهلهم بقواعد السياقة وأصولها في نهر الحسينية بسبب القيادة السريعة وقلة وعيهم المروري ، مطالبا الجهات المسؤولة بفتح باب صرف إجازات السوق أو محاسبة مثل هؤلاء \"
من جانبه قال مدير الشؤون الفنية في مديرية مرور كربلاء المقدم (سعد رزاق توفيق) إن \"الدخول العشوائي للسيارات المستوردة بعد سقوط النظام عام 2003 من دون رقابة كمركية لحين عام 2005 حيث تم تحديد دخول الموديلات والنوعيات الى القطر كان وراء ما يحدث من سلبيات في الشارع العراقي عامة والكربلائي بوجه الخصوص معتبرا إن دائرته تتعامل حاليا مع واقع موجود منذ أربع سنوات ،مبينا\" إن دائرة مرور كربلاء قد خاطبت المرور العامة ووزارة الداخلية مرارا وتكرارا بخصوص عدم إمكانية السيطرة على الكم الداخل من السيارات المستوردة \"
موضحا إن\" دائرة مرور كربلاء لا يمكن لها إصدار إجازات سوق في الوقت الحاضر وذلك لعدم ورود تعليمات خاصة بخصوص ذلك \"
إما بخصوص سائقي المركبات من صغار السن فأكد مقدم المرور( سعد رزاق توفيق) اننا كدائرة معنية نحث دائما الضباط والمنتسبين العاملين في مرور البلدة على رصد مثل هكذا حالات حيث إن القانون يعاقب هؤلاء بالحجز لمدة ثلاثة أيام مع اخذ تعهد من السائق أو ولي أمره بعدم قيادته للسيارة مستقبلا \"،معتبرا إن هذه الإجراءات احترازية للحد من روع مثل هؤلاء المواطنين \"
وأضاف أن\" قلة الوعي والشعور الوطني لدى بعض السائقين والذي يكمن في عدم مراعاة الظرف الطارئ الذي يمر به بلدنا يسبب كثرة الحوادث المرورية \"
وبين مدير الشؤون الفنية في مرور كربلاء ان دائرة المرور تتعامل مع الدراجات النارية نفس تعاملها مع السيارات وبنفس الضوابط القانونية مبينا ان الدراجات التي بحجم( 1250 ) سي سي فما فوق مشمولة بالتسجيل والمحاسبة وفق القوانين \"
اما النقيب (رافع محمد علي) ضابط إعلام مديرية مرور كربلاء فقال \" إن مجلس الوزراء قد وافق على منح كل محافظة قطعة ارض مساحتها (5) دوانم من ضمنها محافظة كربلاء المقدسة من اجل إنشاء مجمع ومعمل تسجيل مروري ..مبينا أن \"الهدف من هذا المجمع هو طبع اللوحات الخاصة بالعجلات والسنويات وإجازات السوق إضافة إلى إنشاء ساحات فنية داخل هذا المجمع يشرف عليها ضباط اختصاص لغرض إجراء الفحوصات الكاملة لسائقي المركبات الذين لديهم الرغبة في الحصول على إجازات السوق \" مبينا إن\"هناك دراسات خاصة وضعت لذلك المشروع الذي من المزمع إعلانه بالمزايدة مطلع العام القادم \".
فيما قال مدير شعبة الطوارئ في مستشفى الحسين العام الدكتور (إحسان محمد علي)ان\" نسبة كبيرة من المصابين لقوا حتفهم بسبب القيادة المتهورة لبعضهم ،مبينا ان عدد الإصابات جراء حالات الدهس قد بلغت (15-20 ) حالة يوميا أي ما يعادل 30% من نسب الإصابات التي ترد إلى المستشفى \"
واعتبر مدير شعبة الطوارئ ان هذه الفئة التي تلقى حتفها يوميا هي اليد العاملة لبناء العراق التي تهدر أمام أنظارنا من دون اتخاذ أي قرار بحقهم مطالبا مديرية المرور بوضع قوانين تحد من سائقي الدراجات النارية القيادة من دون تراخيص مع مراعاة الفئة العمرية وعدم السماح للأحداث باستخدام الدراجات النارية \"
وتابع إن ضحايا حوادث وخاصة الدراجات النارية في كربلاء تأتي متصدرة قائمة الحوادث بعد أن كانت حوادث أعمال العنف هي المتصدرة في السابق \"مبينا إن وزارة الصحة تتحمل تكاليف مادية كبيرة لغرض علاج الإصابات التي تنتج جراء حوادث الدراجات النارية يمكن استغلالها في علاج حالات أخرى ليس للإنسان سببا فيها.\"
ومن اجل خلق حالة من التوازن في الشارع العام الذي هم ملك للجميع لابد من توفير حالة من الوعي والإرشاد للسائقين وهذه المهمة من مسؤوليات دائرة المرور من خلال عرض البرامج التثقيفية وإقامة الندوات في ذلك الشأن إضافة إلى الإسراع في المباشرة في صرف إجازات السوق وفق الضوابط المنصوص عليها أما ما يخص المواطن فمسؤوليته الوطنية والأخلاقية تحتم عليه الأخذ بعين الاعتبار الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا في هذه المرحلة التي يجب على الجميع الوقوف صفا واحدا من اجل اظهاره بالمستوى الذي يليق به دوليا وحضاريا \".
تحقيق/ تيسير سعيد الاسدي
أقرأ ايضاً
- فرع كربلاء لتوزيع المنتجات النفطية: الخزين متوفر والمولدات الاهلية تتسلم كامل حصصها من الكاز هذا الشهر
- تحول إلى محال تجارية.. حمّام اليهودي في كربلاء (فيديو)
- مكونة من ستين منسفا وصينية.. سفرة طعام طويلة على طريق الزائرين في كربلاء المقدسة (صور)