تمكن مركز الحياة للاشعة التداخلية وقسطرة الدماغ التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية المقدسة من معالجة مئات المرضى خلال اقل من عام من افتتاحه، وقدم خدمات طبية عالمية كبيرة ونادرة لم تكن متوفرة في العراق مثل العلاج بالاشعة التداخلية وقسطرة الدماغ ومعالجة التشوهات الشريانية الوريدية الوعائية في الحبل الشوكي والقسطرة القلبية، واصبح يستقبل المرضى من جميع انحاء العراق بما فيها اقليم كردستان، فيما اغنى الكثير من المرضى عن السفر الى خارج العراق وانفاق اموال طائلة بعد ان وفر لهم جميع الخدمات الطبية المتطورة.
(500) عملية
واكد مدير المركز الدكتور غزوان علوان الطائي في تصريح لوكالة نون الخبرية ان" هذا المركز من خلال ما قدمه خلال احد عشر شهرا وعبر ملاكاته الطبية والتمريضية والفنية والتقنية والادارية وبناه التحتية واجهزته المتطورة الحديثة استطيع ان اعتبره المركز الرائد على مستوى العراق ومنطقة الشرق الاوسط، وعلى سبيل المثال زار المركز قبل مدة وفد اطباء بحرينيين، وعند اطلاعهم على تقنيات اجراء عمليات الاورام الشبكية الارومية، اصابتهم الدهشة من وجودها في المركز واكدوا ان بلدهم تخلوا منها وتضطر الى ارسال مرضاها الى خارج بلدهم لعلاجهم، لذلك فإن المركز يقدم خدمات فريدة من نوعها ورائدة في مجالها الطبي، حيث تقسم الخدمات المقدمة الى المرضى الى ثلاث اقسام، وهي الاشعة التداخلية ونعني بها العلاج غير الجراحي لعدد من الامراض في جميع اجزاء الجسم باستثناء الدماغ والقلب، مثل الاورام، والتشوهات الشريانية الوريدية، وتجمعات السوائل في مناطق معينة من الجسم، وتغني المرضى عن اجراء العمليات الجراحية، وتمكنت الملاكات الطبية والتمريضية والتقنية من اجراء تقريبا (500) عملية ناجحة بالاشعة التداخلية، وفي مختلف انحاء الجسم بعمليات لها علاقة بالاورام او غلق شرايين مغذية للاورام، وكذلك في اعضاء البطن والصدر والارجل والقدمين واليدين".
اختصاص نادر
واضاف الطائي ان" الخدمة الثانية تتمثل في قسطرة الدماغ وهو اختصاص نادر لم يكن موجود سابقا في العراق وحتى حكوميا هو غير مسجل، وعلى حد علمي هناك طبيبان حاصلان على شهادة في هذا المجال فقط احدهما من بغداد والثاني من اربيل، وهم ليسوا جراحين بل احدهم طبيب باطنية والآخر طبيب اشعة تداخلية واكمل الدراسة على قسطرة الدماغ، وليس لديهم الامكانات التي تتوفر في عملنا، ولكل تلك الاعتبارات يعتبر هذا التخصص فريد من نوعه في العراق وتقف على رأس الخدمات علاج الاورام الارومية لشبكية العين بالقسطرة الدماغية، حيث بدأت عمليات العلاج في شهر تموز من العام الماضي (2023) ولغاية الآن اجرينا حوالي (50) عملية ناجحة، تجنب الاطفال من خطر قلع العين بسبب الاورام، حيث كان العلاج سابقا يعطى عن طريق الوريد وهو ما يجعل العلاج الكيمياوي يذهب الى جميع اجزاء الجسم، واثبتت البحوث العلمية ان العلاج عن طريق القسطرة الشريانية يقلل المشاكل ويزيد فعالية الدواء، وقد اثنى اطباء العيون الذين يتابعون الحالة بعدها بالنتائج الممتازة لعمليات القسطرة".
تكاليف باهظة
واوضح ان" مرضى من اقليم كردستان راجعوا المركز بعد ان تعرفوا على حجم التطور العلمي الموجود فيه، وكذلك مرضى كثيرين كانوا يسافرون الى الهند او تركيا او ايران وينفقون الاموال الطائلة اصبحوا يراجعون المركز للعلاج، حيث تتراوح تكاليف العملية الواحدة بين (7 ــ 8) ملايين دينار عراقي، بينما يتوجب اجراء من (5 ــ 6) عمليات لهم حتى يتعافون من المرض، لذلك تصل مبالغ عملياتهم الى ارقام كبيرة تتراوح بين (40 ــ 50) مليون دينار، وكذلك في مجال معالجة التشوهات الشريانية الوريدية الموجودة في الدماغ، وهي السبب لحصول النزيف الدماغي للاطفال والشباب لغاية عمر (20) سنة الذين يصابون بالنزف التلقائي، اما الكبار فيصابون بالتمدد الشرياني ويحصل النزيف لديهم، وكلتا الحالتين تعالجان بالقسطرة الدماغية ايضا، وتمكنا من معالجة العشرات من المصابين بها رغم انها حالات غير شائعة ومحدودة، كما اجرينا عمليات القسطرة الشريانية التشخيصية التي تكشف الخارطة الشريانية للدماغ والرقبة والتعرف على الحالات المرضية فيها".
خدمات جديدة
وبين الطائي ان " خدمة جديدة التي لم تقدم سابقا في العراق وقدمها مركزنا هي معالجة التشوهات الشريانية الوريدية الوعائية في الحبل الشوكي التي تؤدي الاصابة بها الى الشلل فورا، ومن المرضى الذين عالجناهم هو مريض من المحافظات الجنوبية كان راقدا لمدة خمسة اشهر في احد المستشفيات دون جدوى وبعد مدة وخلال الشك بإصابته بالحبل الشوكي قدمت له نصيحة بمراجعة المركز، وبالفعل راجعنا خلال مبادرة الامام الحسن (عليه السلام) المجانية، وشخصنا وجود حالة ناسور بين الشرايين والاوردة وفي اليوم الثاني واجري له اللازم وبدأت الحركة تدب في رجليه، والى الآن عالجنا مريضين لان مثل هذه الحالة المرضية تعتبر نادرة جدا، الا ان العتية الحسينية وفرت علاجها واجهزتها".
وتابع ان" الخدمة الثالثة تتعلق بالقسطرة القلبية برغم خصوصية مؤسسة وارث الدولية بعلاج الاورام وانجزنا حالات تشخيصيه لمرضى راقدين في المؤسسة ويحتاجون لتلك التشخيصات بطلب من الاطباء او اطباء التخدير ويشارك الطبيب مع اطباء المركز في القسطرة القلبية التشخيصية لبيان وضع الشرايين القلبية وسلامتها واستعداد المريض لاجراء العملية الجراحية، وهي خدمة نتجت عن استغلال الاجهزة الحديثة والخبرات الطبية المتميزة فسخرت الامكانات واستفاد المرضى والاطباء منها، وجميع تلك الجهود يقدمها ستة اطباء منهم خمسة متخصصين بالاشعة التداخلية وواحد بقسطرة الدماغ، ومعهم الركن الاساسي التمريضيين والجهات الساندة من التقنيين واطباء التخدير والصيادلة وجهودهم موزعة بين صالات العمليات وردهات الرقود، ومعهم ايضا الملاكات الادارية ".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- تستقبل طلابها في العام المقبل :العتبة الحسينية تُشـّيد جامعة تقنية تضم معاهد واقسام نادرة في العراق
- بدعم كامل من العتبة الحسينية المقدسة اجراء (1701) عملية جراحية خاصة ضمن برنامج الاستقدام والاخلاء الطبي
- عشيرة قدمت (100) شهيد :عائلة لبنانية تروي قصة استشهاد ولدها "محـمد" المتميز منذ طفولته