بقلم: د. علاء هادي الحطاب
من أبجديات المعرفة بشكل عام هو تدقيق المعلومة والتأكد منها قبل تبنيها بشكل شخصي ومن ثم نقلها كأفكار وطروحات إلى الآخرين، إذ أن الأمانة العلمية تقتضي التأكد من تلك المعلومة ومصدرها قبل الاعتماد عليها وتداولها بشكل رسمي، وكذلك من أبجديات الصحافة هو التأكد من معلومة الخبر قبل نقلها إلى المُرسَل إليه بإحدى وسائط الإرسال وطرق الاتصال، لأن نقل الخبر من قبل المرسِل هنا أمانة وظيفية ومهنية وأخلاقية قبل أن تكون مجرد عمل يقوم به مرسل الخبر وما فيه من معلومات، وهذا الأمر يُعد من ألف باء العمل الصحفي.
في الآونة الأخيرة ومع انتشار منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما مع سعة انتشار أهمية وتأثير تلك المنصات بسبب سهولة الوصول إليها وتداولها المتاح لكل فرد وفي أي مكان من خلال الهاتف النقال منح تلك المنصات أهمية كبيرة جدا في حياة الفرد وتلقيه للمعلومة بشكل أسرع وأبسط من بقية وسائل التواصل التقليدية الأخرى كالتلفزيون والجريدة والمذياع.
سعة انتشار تلك المنصات وسهولة إنشائها وفق سياستها الخاصة التي تسمح لأي فرد أن ينشأ صفحة بأي مسمى كان وإن لم يكن صريحاً ومعروفاً، كما أن متطلبات إنشاء تلك الصفحات لا يستلزم وثائق رسمية سوى رقم هاتف أو بريد إلكتروني، سهل وساعد بشكل كبير على إنشاء الصفحات الوهمية التي باتت اليوم تمثل الطريق الأسهل والأسرع لنقل الشائعات والأخبار المزيفة، كذلك وجود الكروبات وقنوات التلكرام سهل المهمة أكثر.
المشكلة أصبحت ضحايا تلك الأخبار المزيفة كثيرة بل وصل الأمر لمستويات أكاديمية باتت تصدق ما يُنشر دون تمحيص وتدقيق بل ويسهمون بإعادة نشرها الأمر الذي شجع ولا يزال على استفحال هذه الظاهرة وخلط الحابل بالنابل ما يؤدي إلى ضياع الحقيقة على المتلقي وإدخاله في فوضى الأخبار المرسلة إليه.
معالجة الأمر تبقى أولاً وآخراً بحاجة إلى إجراءات قانونية ومنظومة أخلاقية قيمية يتم إشاعتها في الوسط الصحفي وهذا الأمر صعب المنال على الأقل في فترات المشكلات والأزمات وعدم الاستقرار.
تبقى مسؤولية الفرد كبيرة في التأكد من صحة المعلومات الواردة في تلك الأخبار، لاسيما في المنصات التي لا تحمل اسماً واضحاً ومعروفاً.