بقلم:زهير ابو هارون
شهد تاريخ البشريه العديد من الحوادث الكبرى التي ساهمت في تغيير واقع المجتمعات وقيمتها المختلفة وعلى العديد من الجوانب وهذه الحوادث وتأثيراتها لم تدم طويلا ولم تستمر مدياتها ومضاعفاتها كثيرا ولم تتعدى عقود او سنوات قليلة وذلك اما انها كانت حوادث و وقائع لنيل نفوذ او تحقيق مصالح لفئة او قومية معينه او لقضية معينه ومحدوده لكن هناك حوادث ووقائع مثلت انعطافه كبرى في تاريخ قيم البشرية وطموحاتها وتطلعاتها ومن تلك الوقائع المهمه والحية واقعة الطف الخالده والتي حصلت في مدينة صغيره على شاطئ الفرات في العراق وتسمى كربلاء انها واقعة مثلت وساهمت في تغيير سلوك المجتمع الاسلامي وقيمه وحضارته من اجل الإصلاح والبناء والرقي لاسيما فيما يتعلق بسلوك الحكام وكيفية التعامل معهم من قبل عامة الناس وقادة المجتمع واقعة الطف حصلت في فتره زمنيه شهدت سيطرة قوى كبرى على مصير المسلمين والناس بشكل عام حيث استباحت تلك القوى ثروات وطاقات المسلمين وحكمت الامه بالحديد والنار وباسم الدين الاسلامي وقيمه ومثلت فترة الحكم العباسي والاموي الذروه في التسلط على رقاب الناس ومحاربة الاصوات التي تعارض السلطه التي تحكم باسم الاسلام وتتسلط وتتدرع بالدين وهي منه براء وزيادة في التسلط حاربت تلك القوى ذرية نبيها ورسولها رغم انهم اوصاهم باتباعهم والسير على نهحهم في الكثير من المناسبات والوقائع مما جعل الامام الحسين وهو سبط النبي الاكرم للتحرك من اجل ايقاف انحراف حكام الامه و تحقيق قيم الدين الحقيقي بمساندة بعض القوى الخيره والتي كانت قليله جدا في تلك الفتره فتحرك الامام الحسين من اجل الاصلاح وعزم على بذل دمه ودماء عياله واصحابه واطفاله من اجل تغيير واقع الامة فحصل ما حصل من تضحيه وفداء وسالت دماء النبوة في كربلاء لقد مثل دم هزة عنيفه لضمير الامه الذي مات في تلك الفتره فكانت دماء الحسين عليه السلام بركانا عظيما من القيم الاسلاميه الاصيلة ومثل ضمير الامه والاسلام الحقيقي وكل عام يستذكر المسلمون عموما ولاسيما اتباع مدرسة اهل بيت النبي هذه الواقعه الاليمه والتي لامثيل لها في التاريخ بالحزن والبكاء واقامة التجمعات والمواكب واستذكار تلك المعركة وما جرى خلالها كل هذه الامور لها جنبه مهمه جدا ولكن علينا ان نعيش الطف سلوكا عمليا في كل تعاملاتنا وعلاقاتنا وسلوكنا وعباداتنا كلا وحسب مكانه ومرتبته وتاثيره كي نكون مساهمين في نصرة ثورة الامام المباركة التي لن يدرك احد مدياتها و تاثيراتها التي نراها اليوم تشع في عموم بلدان العالم فلا تخلو دوله الان من ذكر او مجلس او مسيرة حسينية انها عالمية وانسانية الحسين