- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
يوم عاشوراء .. يوم الله في الأرض
بقلم : حسن الوزني
يوم العاشر من محرم لم يكن يوماً اعتيادياً أو يوماً عابراً على مر التاريخ بل هو يوم عظيم عند الله عزوجل فقد تحدّثت بعض المصادر وبعض المؤرخين عن العديد من الأحداث التي وقعت في العاشر من محرم ، فقيل في الأثر : هو اليوم الذي تاب الله فيه على آدم في الأرض ، وهو اليوم الذي نجى الله فيه النبي نوح وأنزله من السفينة على جبل الجودي ، وفيه أنقذ الله نبيه إبراهيم من نار النمرود ، وكان دعاء ابراهيم ع : ( حسبي الله ونعم الوكيل ) فقال تعالى : ( يا نار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم ) . وفيه رد الله يوسف إلى يعقوب وهو يوم اللقاء ، وهو اليوم الذي أغرق الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى وبني إسرائيل ، بمعنى انه اليوم الذي شق الله البحر لموسى بعصاه حين قال : ( اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وبك المستغاث وأنت المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ) فاستجاب الله له ، وفيه غفر الله لنبيه داود ، وفيه وهب لسليمان ملكه وكان دعائه : ( رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدني إنك أنت الوهاب) ، وفيه أخرج نبي الله يونس من بطن الحوت وكان دعائه : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ، وفيه رفع الله عن أيوب البلاء ، وفي العصر الجاهلي كانت الكعبة ُتكسى مره في السنة وهو في يوم العاشر من محرم وبعد الإسلام صارت ُتكسى يوم النحر ، وفي يوم العاشر من محرم عام 61 هجرية استشهد الأمام الحسين ع وصحبه الميامين في واقعه الطف العظيمة ، وكان دعاء الأمام الحسين ع في هذا اليوم : ( اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ وَأَنْتَ رَجَائِي فِيكُلِّ شِدَّةٍ وَأَنْتَ لِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ وتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ ويَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ ويَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي وَكَشَفْتَهُ وَكَفَيْتَهُ، فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ومُنْتَهَي كُلِّ رَغْبَةٍ ) وهو نفسه الدعاء الذي دعا به النبي محمد ص يوم بدر .. اذاً ان يوم عاشوراء هو ليس فقط يوماً للحزن والبكاء وإنما هو يوم التوبه وطلب المغفرة والرحمة ، فالأنبياء السابقين قُبلت توبتهم في هذا اليوم العظيم وتاب الله عزوجل عليهم وتغيرت حياتهم وأصبح ذلك درساً للبشرية جمعاء ، فأجعل يا اخي هذا اليوم يوماً للبكاء والحزن والتوبة وطلب المغفرة من الله عزوجل ، وادعوا الله عزوجل بدعاء الأنبياء في هذا اليوم الذي تستجيب فيه الدعوات .. وأجعل دعاءك خالصاً للعراق الحبيب وأهله الطيبين ، وأن يخلصنا الله عزوجل من الفاسدين جميعاً.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً