- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لجنة مكافحة قضايا الفساد.. من هو الضيف القادم على مائدة افطار ابو رغيف ؟
حجم النص
بقلم: بركات علي حمودي
لا شك ان ما يجري في هذه الايام من قبض على كبار الفاسدين هي سُنّة حسنة تحدث لاول مرة منذ تأسيس النظام السياسي الحالي ما بعد عام 2003، و بغض النظر عن مآلات ما سيحدث في نهاية القصة عند تسليم مقاليد السلطة من الكاظمي الى خلفه (هذا ان لم يكن للكاظمي حظوة بولاية ثانية) فأن من المفروض ان لجنة مكافحة الفساد يجب ان تستمر، بوجود الكاظمي او برحيله، او بوجود ابو رغيف او باستبداله، فملف مكافحة الفساد لا يتوقف عند استبدال رئيس وزراء و تغير حكومات، بل هو منهج يجب ان يستمر ان كنا نريد فعلاً تصحيح الوضع السياسي القائم !
و مما لا شك فيه ايضاً، ان الكاظمي و ان كان لم يستطع محاربة قضية (السلاح المنفلت) بالشكل المطلوب وما يرتبط مع هذا الملف من كشف لقتلة المتظاهرين، و التي لم يحقق فيها اي انجاز يُذكر للاسف، فأن الكاظمي بالمقابل حقق تقدم لا بأس به في قضية ملف مكافحة الفساد، فعشرات الاشخاص هم في ضيافة (قصر النهاية) كما يُحب البعض ان يُسميه، وهناك، متهم يعترف على متهمين اخرين حتى وقعت اخيراً (عائلة ال الكربولي) في قبضة ابو رغيف !
وكذلك يجب ان لا ننسى النجاح الدبلوماسي في الملفات الخارجية من وساطات للتقارب بين ايران والسعودية وايران وامريكا وقد اعترفت ايران والسعودية بذلك وقدما الشُكر للعراق على هذا المسعى الذي نزع فتيل ازمة كبيرة على ضفتي الخليج، و (ان كانت الازمة لم تنتهي بعد)!
عوداً لموضوع مكافحة الفساد..
هناك حرب اشاعات و ترويج عن اسقاط التُهم عن (العائلة الكربولية) التي هي عنوان كبير من عناوين الفساد في العراق بدءاً من الفساد في وزارة الصناعة والفساد في الهلال الاحمر وحتى في قطاع الكهرباء، فلا اعتقد ان هناك تُهم ستُسقط، و قرار رفع الحصانة عن محمد الكربولي رُبما سيكون في الجلسات القادمة للبرلمان، و ان حدث ولم تُرفع الحصانة، فأن البرلمان سيحل نفسه اصلاً يوم 7/10/2021، و لن تكون هناك حصانة لاحد بعد هذا الوقت.
اما باقي العائلة الكربولية التي لا حصانة برلمانية لديها اصلاً، فهي ضمن دائرة التحقيقات وربما المحاكمة بعد حين والقضاء اخيراً سيفصل بقضاياهم، كما الاخرون الذين في قبضة ابو رغيف او من ينتظر دوره على قائمة القبض فجر يومٍ قادم (ربما قريب)، ليصوم المُتهمين في قصر النهاية وليفطروا معاً مع ابو رغيف وهم يعترفون على ضيفاً قادم بكل سلاسة ..
فمن يا ترى المتهم (الضيف) القادم ؟!
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة في مكافحة الفساد
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟