- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل تراجعت أمريكا أمام إيران ؟
بقلم: صالح لفته
هل فعلا انه "عصر ما بعد أمريكا" كما صرح به الخامنئي المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران، فقبل يومين فقط من انتهاء المدة التي أعطاها الايرانيون للدول الاوربية وامريكا بأنها سترفع تخصيب اليورانيوم وستزيد من خزينها منه وتركب اجهزة متطورة في منشأة نطنز النووية في العشرين من شباط الجاري، هاهي أمريكا تعلن موافقتها على إجراء محادثات خمسة زائد واحد مع إيران وتبلغ مجلس الأمن رفعها العقوبات التي فرضها الرئيس ترامب على إيران.
هذا التراجع البارز الذي أدخل المنطقة بعصر جديد يثبت قوة ايران التي يحاول الكثير من الجهلة الاستهانة بها، نحن لسنا مدافعين عن النظام الايراني لكن الحق يقال لو كانت ايران ضعيفة او نمر من ورق كما يروج بعض مرتزقة الاعلام لما شهدنا هذا التراجع الكبير بمواقف الولايات المتحدة الامريكية ولما قبل العالم بشروط إيران ولما أثبتت العقوبات الأمريكية على ايران فشلها وتراجعها أمام صمود وخطط ايران العقوبات التي راهن الكثير على أنها سوف تركع إيران وتذهب بها ذليلة تستجدي القبول بشروط الغرب وأمريكا.
إسرائيل وبعض دول الخليج التي تلطخت بالعار من التطبيع ذهبت كل أمنياتنا ادراج الرياح بتغير النظام الايراني وبقيت ايران صامدة واصبحت اقوى لانها هي من تملي شروطها والآخرين يريدون قبولها بالمفاوضات ويعطونها بعض الحوافز مثل رفع القيود على سفر دبلوماسييها.
إيران ستحاول قدر الإمكان الاستفادة من التراجع الامريكي الاوربي والحصول على اقصى المكاسب في الملفات الاقليمية وايجاد متنفس في الملف الاقتصادي الذي بدأ يضغط بشكل واضح على الداخل الإيراني وإطلاق أرصدتها المجمدة و الحصول على لقاح كورونا الذي فتك بالآلاف من شعب إيران وقطع الغيار لأسطولها من الطائرات بينما أمريكا ومن ورائها اسرائيل والسعودية يحاولون قصقصت اذرع ايران وخصوصا برنامجها الصاروخي ولا يرجح الكثير بان ايران ستقبل بذلك فقبولها بدخول برنامجها الصاروخي ضمن المفاوضات معناها بداية النهاية لايران كما حصل للعراق وليبيا في السابق وحكام ايران اذكى من ان يسقطوا بهذا الفخ .
كذلك ستحاول السعودية الاستفادة من إيران بإيجاد حل لحرب اليمن اما اسرائيل فانها تحاول إبعاد إيران واذرعها من الحدود الاسرائيلية قدر الامكان.
الرابح الاكبر في المفاوضات القادمة هي ايران والمستفيد الاكبر هي إيران التي أثبتت نجاحها وصمودها.
كم نتمنى أن تكون مواقف حكام العرب كما هي مواقف حكام ايران صلبة وقوية سواء اختلفنا معها او اتفقنا اثبتت إيران أنها دولة قوية وانها قادرة على الامساك بجميع الخيوط وادارة اللعبة بنجاح.
أقرأ ايضاً
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟
- النفط.. مخالب في نوفمبر وعيون على الرئيس القادم لأمريكا