- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
إلى ميمي .. رديت وجدامي تخط حيرة وندم رديت !!
بقلم: كريم السيد
ليس في نيتي القسوة على لاعبنا مهند علي (ميمي) الذي لم يعد وصفه مُناسباً بالـ(شاب) كما سبق.. ولكن في أدبيات دروس الحياة يقولون: الضربات التي لا تكسر الظهر تقوّيه. ونحن هنا لا نريد أن نكسر عزيمته وطموحه بقدر ما ننبهه على ما جرى وما يجب أن يجري.
ومثلما إني وفقت في أكون أول من يكتب عن ميمي، كان ذلك في العام 2013 يوم فوزه ببطولة مع ناشئة العراق، أعود لأتحدث عن تجربته الإحترافية (غير المُقنعة) ولا المرضية للاعب لديه إمكانيات جيدة وتحتاج للتطوير. افتر كان يمكن أن يصنع المجد والتاريخ ويكون معبداً لطريق أوروبا لكل فتى عراقي.
في رياضة صعود الجبال هناك قاعدة مهمة؛ إختيارك لموضع القدم الصحيح والمناسب هو الكفيل بخطوتك القادمة ومدى أمانها. هذا ما وقع فيه ميمي عندما اختار قطر أن تكون بابا نحو أوروبا (مثلما يظن).
ولعل هذا مجحف في حق قطر وواقعها الكروي المتقدم إعلامياً وفيناً، لكن ميمي مثل لاعب شطرنج، وضع قطعة لحركة خطأ في خطوة ووقت غير مناسب من وقت اللعبة. كان يمكن أن تكون قطر محطة، ولكن ليس بهذا العمر، ولا بهذا الوقت يا ميمي.
كان يمكن تلعب لأندية كبيرة في السعودية أو الإمارات، قطعاً ستكون أفضل من تجربة نادي وضع يديه على رقبته في ذروة عمرك المهني. في ذروة شهرته، ولفت الأنظار نحوه، قدم السماسرة بعد كأس آسيا الأخيرة نحو ميمي، كان هناك مزاد بالأندية العالمية، شخصياً أشجع أي عراقي أن يعمل بائع لزجاجات الماء في أي نادي كبير، حتى يشم هواء النادي ويرى بعينه الجمهور ويعرف أن الإمكانيات يطورها المدربين وان الإحتكاك بالناجحين يصنع ناجح بالضرورة.
الحياة ليست فقط مال، المال ينتظرك في الخليج والشرطة، ولكن فكر في عيش التجربة لسنوات معدودة بحالة قد لا تتكرر، هذه فرصة ضاعت على أجيال من الموهوبين العراقيين، وهذا لا يحدث كل يوم، كما يقول فارس عوض!.
لكنك عندما تكون بخلفية ثقافية وعقلية احترافية محدودة ويهمك كثيراً تعليقات انستغرام وفيسبوك وتوك توك، ثم تتلقى نصائح من لاعبين سابقين كانوا يخافون الإحتراف في أوروبا لدواعي العمر وضعف الامكانية وعدم نضج الموهبة، فحتما ستكون هذه النتيجة؛ تجربة إحترافية غير موفقة في نادي برتغالي متواضع ويتذيل الترتيب وقاب قوسين أو أدنى من الهبوط للدرجة الأولى.. ليش هيچ هنود، ليش؟!
كان بإستطاعة ميمي أن يربط إسمه مع نادي كبير، لكنه لم يكن واثقاً بنفسه، ولم يكن شجاع لإتخاذ قرار كبير، يحلم به أي موهوب كرة قدم في العالم. فضّل سماع النصائح، في حين هو مهاجم والقرار الذي يتخذه مثل قراره داخل لملعب، فهو الوحيد الذي يعرف متى يسدد، ومتى يمرر وكيف يصنع الهدف.. ولعله أضاع الفرصة الإحترافية المناسبة مثل ضربة جزاء.
يعود ميمي للعراق أمس، ولم يسجل هدفاً، لم يصنع، لم يمرر، لم يحقق أي شيء،.. يعود كأنه كان في سفرة سياحية، كان يمكن أن تستمر لولا أن كورونا خرّبت كل شيء!.
بالنهاية أقول، كما قال هنري فورد: “الفشل ليس سوى فرصة لتجربة طريق آخر”. نتمنى له تصحيح المسار طالما لم ينته كل شيء بعد.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً