بقلم: أياد السماوي
وثائق أمنية خطيرة وصادمة تتعلّق بوزير الدفاع جمعة عناد , تمّ الكشف عنها من قبل قناة العهد الفضائية .. الوثائق المسرّبة التي تناولتها قناة العهد في تقريرها ليوم أمس , تركت علامات استفهام مريبة حول صفقة تسليم وزراة الدفاع العراقية إلى مرّشح محمد ريكان الحلبوسي وأحمد عبد الله الجبوري الشهير بأبو مازن.
أهميّة هذه الوثائق المسرّبة والخطيرة لا تتعلّق بماضي الوزير جمعة عناد والمقرّبين منه وشموله بإجراءات المسائلة والعدالة وكونه حاصل على شارة حزب البعث المنحل وشارة القدس ونوط الاستحقاق العالي ونوط الشجاعة , ودور أخوته وأقاربه في تنظيم القاعدة وداعش فيما بعد فحسب , بل تكشف جانبا خطيرا مما يجري في وزارة الدفاع من تغييرات خطيرة في هيكلية الوزارة ومديرياتها, خصوصا تلك التغييرات التي شملت المديريات الأمنية والاستخبارية في الوزارة , وآخرها نقل الفريق الركن سعد مزهرمحسن هاشم العلاق من منصب مدير للاستخبارات العسكرية إلى منصب رئيس جامعة الدفاع للدراسات العسكرية بموجب كتاب مديرية إدارة الضباط في 07 / 07 / 2020.
السؤال الذي يشغل المراقبين السياسيين لهذه التغييرات الخطيرة في هيكلية وزارة الدفاع ومديرياتها الأمنية والاستخبارية هو .. أين هي لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي من هذه التغييرات وأين هو القائد العام للقوات المسلّحة من هذه التغييرات المريبة والخطيرة على مستقبل المؤسسة العسكرية ؟ ولماذا لم تعترض لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي على هذه التغييرات ؟ وأين هم قادة الفتح وسائرون ودولة القانون والنصر عما يجري في وزارة الدفاع ؟
الوثائق المسرّبة قد أكدّت أن عملية نقل الفريق الركن سعد مزهر العلاق من مديرية الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع إلى جامعة الدفاع للدراسات العسكرية , تقف ورائها دوافع كيدّية وانتقامية , بسبب تقارير أمنية كان العلاق قد رفعها إلى الجهات العليا بحكم وظيفته وما تمليه عليه طبيعة عمله , تتعلّق بمعلومات أمنية خطيرة عن اللواء جمعة عناد في أواخر سنة 2018.
كذلك الحال بالنسبة لباقي التغييرات التي جرت في هيكلية الوزارة والتي جائت بمقرّبين من أبناء عمومته إلى مواقع حسّاسة في وزارة الدفاع .. والأخطر من هذا كلّه أنّ هذه التغييرات المريبة والخطيرة قد جرت تحت علم وموافقة القائد العام للقوات المسلّحة , وصمت الأطراف السياسية عن هذه التغييرات عدا ما قامت به قناة العهد الفضائية .. وبدورنا نسأل السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلّحة , هل هذا هو جزاء القادة الذين ساهموا بتحقيق النصر العظيم على داعش عشيّة الذكرى الثالثة لهذا الانتصار ؟ وهل يستّحق من يقوم بواجبه على أكمل وجه يا جناب القائد العام أن يعاقب وينقل من مكانه ويركن في دائرة لا أهمية لها ؟ إلى أين أنت ذاهب يا جناب القائد العام للقوات المسلحة ؟
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير