- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
هل تسطيع السعودية اغراق اسواق النفط مجددا ؟
بقلم: د. نبيل المرسومي
صناعة النفط الصخري جزء مهم من أمن الطاقة الامريكي وكذلك جزء مهم من الامن القومي الامريكي اذ تنتج هذه الصناعة نحو 9.1 مليون برميل يوميا وبفضلها اصبحت الولايات المتحدة المنتج الاكبر في العالم بحوالي 13.1 مليون برميل يوميا .
وتشغل هذه الصناعة مئات الالاف من العمال ولها ارتباطات وثيقة بالصناعات الاخرى وبالنظام المالي الامريكي ولذلك تحظى هذه الصناعة بدعم خاص من الرئيس الامريكي ترامب الذي الغى القيود البيئية عليها .
وما فعلته السعودية في آذار الماضي عندما أشعلت حرب اسعار طاحنة تضرر منها جميع منتجي النفط وبشكل خاص منتجي النفط الصخري التي تزيد كلفة انتاجها في معظم الحقول عن ٣٥ دولار ولذلك انخفض انتاج النفط الصخري بنحو مليوني برميل يوميا وتم تسريح الالاف من العمال واغلقت العديد من الابار مما عرضها الى خسائر فادحة خاصة وان اغلاق البئر المنتج للنفط الصخري يكلف نحو ٢٠ الف دولار واعادة تشغيله تكلف ٥٠ الف دولار .
ولذلك هدد ترامب السعودية بسحب الحماية العسكرية منها اذا لم تخفض مع روسيا وبقية منتجي اوبك ١٠ ملايين برميل يوميا لدفع الاسعار نحو الاعلى بعد ان انهارت الى مستويات متدنية جدا وبالفعل استجابت السعودية مع روسيا وأرغمت دول اوبك بلس على تخفيض الانتاج حسب ماقرره ترامب بإستثناء المكسيك التي تعهد ترامب بتحمل ما مقداره ٣٠٠ الف برميل يوميا ولذلك جاءت قرارات اوبك بلس بتخفيض 9.7 مليون برميل وحسب ماقرره ترامب وخضع له الجميع .
هذا الوضع لن يتكرر ثانية ولن تستطيع السعودية شق عصا الطاعة وتحدي امريكا ولذلك فهي لا تستطيع ان تغرق سوق النفط مجددا بوجود الفيتو الامريكي .
وعلى ذلك فأن الحديث بأن السعودية ستغرق سوق النفط مجددا اذا لم يلتزم العراق بأتفاق خفض الانتاج هو حديث ينم عن عدم الإلمام بالسوق النفطية والاليات التي تحكمها ويمثل خنوعا للسياسة النفطية السعودية.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- ما دلالات الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- ما هو الأثر الوضعي في أكل لقمة الحرام؟!