قضاء عين التمر الباعد عن كربلاء بمسافة (85) كم، باتجاه الشمال الغربي، يصل عدد سكانه الى أكثر من 30000 نسمة يغلب عليهم الطابع العشائري وهو السبب بأن تكون المصاهرة وسط مجتمعهم الشبه منغلق بين الأقارب ما سببت بالتالي ظهور جملة من الأمراض الوراثية كمرض فقر الدم المنجلي والبحري؛ لكن المتعلمين والمثقفين في القضاء كان لهم الدور البارز للحد من هذه الظاهرة والعمل على معالجتها فكانت التفاتة مستشفى عين التمر الى خطورة تفشي المرض في القضاء، وشعُورُها بضرورة إيجاد الحلول، بادرةٌ منها في وضع خطوة علمية وعملية فكانت المؤتمر العلمي السنوي الأول لها الموسوم بالتعليم المستدام ضمان لواقع صحي أفضل على قاعة منتدى الشباب والرياضة ، بحضور وزير الصحة ومدير عام دائرة صحة كربلاء وعدد من أساتذة الجامعات العراقية وحشد من الأطباء والمهتمين..
يقول وزير الصحة (صالح الحسناوي) لموقع نون إنه \"يجب التعامل وزاريا مع كل مستشفى بشكل منفرد لتدير أمورها العلمية والإدارية بذاتها\"، مشيرا إنه \"تحدث الى مدير دائرة صحة كربلاء بأن تكون هنالك بطاقة ممغنطة توضع عليها جميع المعلومات الخاصة بالفرد في قضاء عين التمر لأن المدينة محدودة السكان ومقطوعة عن المدن الأخرى وسنعمل على رصد الأموال لتفعيل هذه الدراسة\"، موعزا بادرة المستشفى أنها \"خطوة للنهوض بالواقع الصحي في القضاء، ومن جهة أخرى عكست صورة علمية وعملية عن اهتمام المستشفى بالمشكلة الصحية في القضاء وهي بالتالي خطوة جديدة تضاف الى بادرات دائرة صحة كربلاء الايجابية، التي تعمل على أيجاد سبل العلاج للأمراض المتفشية في القضاء لذا ستكون للوزارة خطوة جدية تتفاعل مع ما يروموه في مستشفى عين التمر\"..
[img]pictures/2010/11_10/more1290417209_1.jpg[/img][br]
من جهته يقول (علاء حمود بدير) المدير العام لدائرة صحة كربلاء، لموقع نون \"تم المناقشة مع وزير الصحة بفكرة بناء مستشفى بـ(50) سرير ضمن مخطط عام 2011؛ خاصة بالأمراض الوراثية نحاول من خلالها السيطرة على هذه الأمراض والحد من انتشارها\"، مضيفا إنه \"تم بناء صالات خاصة لتوسيع ردهات مستشفى عين التمر وهي بطابقين كونها غير كافية لاستيعاب الأعداد ضمن ميزانية تنمية الأقاليم كما تم بناء مراكز صحية لحي الحسين وعيادة استشارية بالقرب من مستشفى عين التمر\"..
بعدما اصطدمت بالعرفِ العشائري:ندوات الصحة تضع سبل جديدة لمعالجة الأمراض الوراثية للأطفال
وعلى صعيد متصل يبين (د.غسان عبد اللطيف الشمري) وكيل مدير المستشفى لموقع نون ، إن \"المؤتمر جاء لمواكبة أخر التطورات والعمل على الحد من انتشار الأمراض الوراثية علميا والتواصل مع المهارات الطبية خارج البلد وكيفية إيصالها لتطوير الواقع الصحي في القضاء\"، مبينا إن \"الجانب الصحي في القضاء مسيطر عليه والمستشفى توفر التطبيب الوقائي والعلاجي لأنها الجانب الصحي الوحيد في القضاء\"، مشيرا إن \"المستشفى تم تجهيزه من الوزارة بجهاز أشعة حديث وأجهزة تخطيط وتبخير ساعدت على رفع المستوى الصحي في القضاء، وطالبنا الوزارة بتوفير جهاز (AL-eqoo) وجهاز الجراحة المنظارية، وجهاز تحليل الدم الضوئي\" موضحا إنه \"بناءً على افتقار المستشفى الى وحدة الكسور والجلدية واستشارية للعيون وبعض الكوادر الوسطية، تولدت مقترحات منها فتح مدرسة تمريض على أمل دعم المستشفى بكادر طبي من جهة وتربوي من جهة أخرى لأن تعليمه سيعمل هو الأخر على كسب الثقافة العلمية، كما قدمنا طلب لمد شبكة أنابيب الصرف الصحي لتحسين الواقع الصحي في القضاء\"، لافتا إن \"من ضمن المشاريع التي تم إنجازها في هو مد شبكة المياه بنقاوة ممتازة مما ساعدت بشكل ملحوظ على غياب العديد من الأمراض الإسهال والدزنتري\" ..
ويؤكد الشمري، إن \"المستشفى عملت مرارا على إقامة ندوات طبية وتثقيفية تهدف الى التوعية وذلك من خلال دعوة المشايخ ووجهاء القضاء\".
زواج الأقارب عامل مسبب للأمراض الوراثية..
من جهتها تبين الباحثة الاجتماعية (نوال الطالقاني)، لقد \"كثر الحديث عن علاقة زواج الأقارب بالأمراض الوراثية في الذرية وذلك نتيجة للتقدم العلمي في علوم الوراثة في عصرنا الحاضر وما صاحب ذلك التقدم من اكتشاف كثير من الحقائق العلمية التي لم تكن مفهـومة في العصور الماضية\"، مضيفةً إن \"أهمية هذا الموضوع ترجع الى أن زواج الأقارب مفضل في بعض المجتمعات وخاصة الشرقية منها وذلك لأسباب كثيرة منها الرغبة في الاحتفاظ بالثروة داخل الأسرة، وصغر السن عند الزواج وما يصاحبه من عدم النضج العاطفي وانفراد الآباء بالقرار، وحتمية التقاليد في بعض القبائل العربية ألا تتزوج البنت إلا ابن عمها، وهذا ما تعانيه بعض المجتمعات المنغلقة دون مراعاة الجانب الإنساني والتعاليم الرسالية\"، مضيفة إن \"الواقع الاجتماعي للقضاء يصرح إن سكانه لم يمتثلوا أو يتأثروا بالندوات التثقيفية التي تقيمها الصحة\"..
عين التمر القضاء الذي لا زال في المنظور الأغلب متمسك بالأعراف والتقاليد البليدة بالرغم من مجابهة مثقفيه ومتعلميه لخروج به الى ضفة الوعي والتعلم، ونداء أطباءهِ ونصحهم في الحدِ من زواج الأقارب حسب الاكتشاف العلمي أن زواج الأقارب ينقل الأمراض الوراثية من الآباء إلى الذرية أكثر مما هو في زواج الأغراب، الأمر الذي أشار إليه رسول الإنسانية (صلى الله عليه وأله وسلم) بأحاديثه الشريفة حيث قال: \"تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس\"، وقال: \" اغتروا لا تضووا \" أي تزوجوا الأغراب حتى لا تضعف الذرية..
تقرير حسين النعمة / تصوير رسول العوادي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة