- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
عزيزي الملحد ... تحية طيبة وبعد
بقلم: عادل الموسوي
لم تسبق لي معرفتك ولا اللقاء بك، ولكني احببت ان اتحدث اليك لإحساسٍ غريبٍ بقربي منك، لا لإني ملحد بل لإيماني بأنك مؤمن، لن تسيء الظن بي فأنا لا اريد إستمالتك الى من إبتعدت عنه، فقط وددت ان اخبرك بأنه لم يبتعد عنك، فأنت لست ملحدا حق إلحادك، اعلم انك لا ذنب ولا خطيئة لك عن عمدٍ، أنت لست كباقي الملحدين في الماضي، فأنت لست منكراً لله بل نشدت بعض الحرية فكسرت بعض القيود، قرعت عند أذنيك طبول الانذار.
فزعت فلامست قدماك طريق الهروب فدب في قلبك اليأس واللاعودة، وددت اخبارك بأنك - معذرةً - مخدوع وان من اوحى لك فكرة الهروب هو من كبلك بتلك القيود، لا تعجب ولا تستغرب فأنا لا القي اليك الغازاً، فقط وجدت لك امانة وأحببت إيصالها اليك لأن لا رابط ولا تواصل لك مع من هربت منه، لا اريد اجرة الاعلان والتوصيل ولا شكر عناء البحث والسؤال ولا اي شيءٍ مما قلَّ او كثر، فلم انفق شيئاً سوى هذه السطور، ولأني اعلم انك مثقف، عصري، مطلع على ما يدور، متحرر غير متعصب، متجرد، موضوعي، متنور، تزن الأمور بعقلك، لا تؤمن بالخرافة، وغير ذلك مما اشيع عنك، غير مكذوب عندك، ولا تكنياً مني عليك، بل لعلمي انك معتقد به بانٍ امرك عليه، فقلت في نفسي لابد لصاحبي ان يجد خطابي بين طيات ما يتصفحه بـ"جواله".
طال الحديث لأني في الحقيقة لم اجد الى الآن ما اوصل لك به الامانة.. حقيقة لا أدري!! لست مطمئنا انك ستعرفها او تقنع بأنها تخصك، او تصدق بأن هناك رجلا صالحا طيبا اراد إيصالها إليك، ربما كان ترددي لظني بأنك لا تعتقد إلاّ بوسائل الاتصال الحديثة، والامانة مرسلة في صحيفة من زمن بعيد، مكتوبة بخط اليد من رجلٍ طيبٍ بإملاء رجلٍ صالحٍ يريد لك الخير..
هي هدية لثلاثةٍ لم تكتب اسمائهم بل ذكرت صفاتهم.. هي لي ولك ولشخص آخر.. ما يخصني علمته وأخذته، وما يخصك فسأبينه لك دون فلسفة، واما ما يخص الشخص الثالث فهو بالخيار ان شاء اخذ وان شاء ترك.. لن اعييك او نفسي اكثر من ذلك فالأمانة هي:
دعاء علمه الامام الصادق عليه السلام لمحمد بن ذكوان، قال عليه السلام؛ اكتب:
" بسم الله الرحمن الرحيم
يامَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ، يامَنْ يُعْطِي الكَثيرَ بِالقَلِيلِ، يامَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ، يامَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّنا مِنْهُ وَرَحْمَةً ؛ أَعْطِنِي بِمَسأَلَتِي إِيّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الآخرةِ، واصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الآخرةِ فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ماأَعْطَيْتَ وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ ياكَرِيمُ "
لا ادري ان كنت في نفسك قد إستحييت من اصحابك الملحدين ان تؤمن لمثل هذا الدعاء، او قلت لنفسك: أهذه الامانة التي ابرمتني بطول مقدمتها؟ ما تعنيه -عندي- كلماتها ؟ اين ما يخصني منها ؟
أقول رويدك فلن تخسر شيئاً ان انت تأملتها فإن عجزت او تبرمت او ثقلت عليك فسأدلك على ما يخصك منها.
تأمل:
- " يامَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَله " فهي تخصني لأني سألته وأسأله فإنا مؤمن به عز وجل.
- " يامَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسأَلْهُ " واظن انها تخصك ولا ادري ان كنت تسأله او سألته يوماً في بعض شدائدك؟ فإن سألته فلا كلام فأنت مؤمن.
- ".. يامَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّنا مِنْهُ وَرَحْمَةً " هي تخص من لم يعرف الله ولا اظنك لا تعرفه، إذن فأنت مؤمن.
فإن قلت: فما الداعي للعطاء الى من لم يعرفه ؟ فالجواب "تَحَنُّنا مِنْهُ وَرَحْمَةً، فإن قلت: انا لا اؤمن بذلك جملة وتفصيلاً.
قلت: ارجع الى نفسك قليلا وتأمل ملياً وحدثها يسيراً واركن الى عمل سابق قمت به وتعتز فيه وشعرت بإنسانيتك لأجله؛ من مساعدة لعجوز او رفع اذى عن الطريق او صدقة لفقير او غير ذلك، اركن الى حالة إيمانية ومشاعر طمأنينة غمرت قلبك عند التجائك الى جهة مقدسة شعرت انها معك وتهتم بك وتساعدك عند الضرورة.
قل لنفسك: لقد.. لقد جربت اموراً كثيرة لأجرب هذا الامر.. للتجربة فقط، لأجرب الايمان لحظات، هل سأتورط ؟! ان انا آمنت فهل سيعاقبني الشيطان -مثلاً-؟! ان انا آمنت فهل سيطردني الملحدون من المجموعة ؟! ان انا آمنت فهل لي ان ارجع الى الالحاد ثانيةً ؟! جرب فقط، لن تندم أبدا فأنت حر في الحادك وايمانك!! فكر قليلاً وتأمل فقط وقل: كيف وصلتُ الى عنوان هذه الرسالة وما الذي دعاني لأكملها للنهاية ؟! أهو الله.. أسخر لي الوسائل ليخبرني: بأني ابتعدت عنه ولم يبتعد عني ؟! أهو حب من طرف واحد ؟! لماذا لا ابادله ولو قليلاً من الاحترام!!
حاول ان تصدق ولو للحظة انه " يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّنا مِنْهُ وَرَحْمَةً "
جرب فقط.. واخبرني النتيجة..
تحية طيبة..
نظير لك في الخلق
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- البيجر...والغرب الكافر