- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
الكربلائي يضع اصبعه على جرح خطير انه التسقيط
سامي جواد كاظم
سابقا عندما كانت خطب الجمعة تتعرض للشان السياسي وكل حدث مستحدث ياخذ حيزه من الشارع العراقي، ويكون للمرجعية نصيحتها او تحذيرها او ثنائها حسب المستجد على الساحة العراقية، وكانت وسائل الاعلام والمواطن العراقي يتابعون خطبة الجمعة وبحرص لمعرفة جديد راي المرجعية، ولان الطبقة السياسية لم تلتزم بما تعهدت به سواء للمرجعية او للمواطن العراقي فان طبيعة خطب الجمعة اخذت اسلوبا اخر، لان النصيحة اذا لم تكن لها اذن واعية ومنفذة ما فائدتها.
اسلوب خطاب المرجعية الان حقيقة يستحق الاهتمام اكثر من السابق لما يتطرق اليه من محاور مهمة ومن صميم الواقع العراقي، اجتماعيا، سياسيا، ودينيا.
اليوم تطرق سماحة الشيخ الكربلائي في الخطبة الثانية الى نقطة مهمة جدا وهي التسقيط وبعمومه (فردي، جماعي، اجتماعي، سياسي، ديني، ثقافي وغيره) هنا تستحق هذه الخطبة وقفة وتحليل فاقول:
اولا: من هو الذي يمارس التسقيط هل هو انسان جاهل؟ ام انسان سيء ولغايات سيئة، ام انسان مدفوع من جهات اخرى ؟ ام ان المتحدث شخص وهمي ومستعار باسم منظمة وحتى مخابرات دولة لا تريد للعراق الخير ؟ وحسب هوية من يمارس هذه الصفة الرذيلة فان لها نتائج سيئة وخطيرة وهنا جاء دور المرجعية لتحذر من هكذا اسلوب هدام للقيم الاخلاقية ولثقافة شعب، طبعا ولكل جهة اسلوب مواجهة خاص بها.
ثانيا: التسقيط قد يكون كذب وهذا تهكم وقد يكون فضح عيب مستور وهذه غيبة وكلا الحالتين يرفضها الشارع الاسلامي رفضا قاطعا ولمرتكبها عقاب وخيم من الله عز وجل، وهنا جاءت المرجعية لتجعل المواطن العراقي على وعي تام وان لا ينجر الى هذه الاكاذيب التي تنال من الانسان
ثالثا: وهذا مكمن الخطورة لربما ان الشخص المستهدف او الجماعة المستهدفة يكون لها رد فعل عكسي واعنف من التسقيط نفسه فتكون الهاوية مستعدة لابتلاع المتساقط من هكذا ممارسات من بشر وقيم اخلاقية يحرص الشارع المقدس على توطيدها في نفوسنا.
رابعا: لو تنبه المغفلون بعد ان تتضح الصورة من ان التسقيط كان مستهدف لغايات سيئة ادت غرضها وسط النسيج الاجتماعي العراقي فهل يعتقد ان الندم والمعالجة ستكون يسيرة هذا ان لم تترك اثرا بالغا في نفس الشخص او الجماعة المستهدفة ؟
خامسا: والمهم جدا ما اكد عليه الشيخ الكربلائي وهو من صميم خطاب المرجعية انه يؤكد على الانسان بعيدا عن الديانة والقومية والمكانة الاجتماعية فالاعتبار الاول انه انسان والبقية لها حساباتها.
سادسا: تذكروا جيدا ان من اهم مخاطر التسقيط ليس الاثر المنظور او الملموس فقط بل لربما ان هنالك مؤامرة يراد لها ان تمرر على الشعب العراقي فيشغلون وسائل الاعلام وتحديدا مواقع التواصل الاجتماعي بتسقيط شخصية لها حضورا مميزا في الوسط العراقي كان يكون سياسي او ديني او ثقافي او اجتماعي، فياخذ الشارع العراقي دوره في الرد العنيف وحتى المظاهرات بينا تقوم الاجندة الخفية الى تنفيذ مؤامرتها الخطيرة بحق الوطن والمواطن.
سابعا: من المؤكد انها ضمن حسابات سماحة الشيخ الكربلائي في خطبه القادمة ان الذي يسقط الاخر محاسب لا محالة ولكن الذي يستمعها ويصدقها ويكون جزء من الاثم فانه سيناله من العقوبة الالهية مثل ما ينال القائم عليها، فالنصيحة ليس فقط الابتعاد عن هذه الصفة الرذيلة بل عدم متابعتها ومحاربتها.
وتاكيدا لما اكدت عليه المرجعية من هذه الظاهرة الخطيرة فان من اساليب الدوائر والمؤسسات المشبوهة التي تعمل على هدم القيم انها تعتمد في وسائل اعلامها باستخدام البطاقة البكماء، فتقول عن هذا الاستخدام الكاتبة ماري د.جونز في كتابها حروب العقل ص 219 تشويه صورة الرجل الاخر وتلفيق الاعمال الشيطانية به من اجل تسقيطه وهذا ما تمارسه امريكا ضد من يخالف رايها.
واخر المطاف طالما ان الشيخ الكربلائي اشار لهذه الظاهرة السيئة فهذا يعني ان الشارع المقدس فيه من النصوص والاحكام الرصينة لوأدها ومعاقبة او على اقل تقدير تحذير من يقترفها.
واستكمالا لاخر المطاف ان اول من مارس التسقيط في الاسلام هم بنو امية عندما كان معاوية يجزل العطاء لمن يلفق الاكاذيب على الامام علي عليه السلام ويروج لها بين المسلمين وكذلك مارسه بشكل علني عندما جعل سب امير المؤمنين عليه السلام من على المنابر سنة
أقرأ ايضاً
- الآن وقد وقفنا على حدود الوطن !!
- الآثار المترتبة على العنف الاسري
- الضرائب على العقارات ستزيد الركود وتبق الخلل في الاقتصاد