حجم النص
الكاتب: أحمد شرار (2003) دخول القوات الامريكية للعراق وما حدث بعدها، كان سلسلة من القرارات، التي أدت الى ما نشهده اليوم، من عبث داعش والجماعات المسلحة والتي هي على شاكلتها بأمن العراق. بدءا من، هيكلة وتفكيك الجيش العراقي، (والذي احتفلت إسرائيل به، فيما بعد)، وفتح الحدود العراقية لمن هب ودب، ودخول معظم عملاء المخابرات، الإقليمية والعربية والغربية في العراق’ باعتراف مسؤولين أمريكان، (أصبح العراق اليوم أكبر ساحة لعمل أجهزة المخابرات، المعروفة في العالم) السماح وتسهيل امر دخول المنظمات الإرهابية للعراق، وعلى رأسها القاعدة، وغض النظر عن أنشاءها لقواعد إرهابية في العراق، وتجنيدها للبعض بدعوة الجهاد المقدس، ضد أعداء الإسلام. التساهل بتلك العمليات التي تستهدف المدنيين العراقيين، ودراسة تكنيكيات الجماعات المسلحة، (حتى أصبح المواطن العراقي، حقل تجارب لوصفات، موت جديدة لتلك الجماعات) أنشاء أكبر معتقل للسجناء، (معتقل بوكا في مدينة البصرة، ضم كثير من العراقيين، وبعض العرب) في المنطقة، أكبر من معتقل (غوانتنامو) الشهير، الذي يضم عتاة الإرهابيين في العالم. وهنا الطامة الكبرى، اذ كتب أحد الضباط الامريكان، ممن عملوا في هذا المعتقل في دفتر مذكراته، التي سربت هذه الملاحظات. 2009/يناير أشرف على أحد معتقلات المتشددين، كم أكره هذا المكان، عليَ إطلاق سراح المعتقلين المتشددين، المنتمين الى تنظيم القاعدة، لن يطول بهم البقاء هنا، لا اعلم لم تم تأخير إطلاق ممن لا علاقة له بالإرهاب. لقد سمعت صرخاتهم، وقد ترجمها لي صديقي المترجم (فوكس)، انها تتوعد قواتنا والعراقيين بالانتقام، سوف ننسحب، لن يضيرنا شيء لكنهم سيقتلون العراقيين. أبلغت المسؤولين عن السجون، التي تضم المتشددين اخذوا بتنظيم جماعاتهم، داخل السجن وكسب مؤيدين لهم، بالقوة ان لزم الامر. لقد قتلوا شيخا كبيرا، من قبل تصدى لحماقاتهم، لم يصل الرد حتى الان. زرت بعض المعتقلات، والتي تضم الأشخاص الذين اعتقلوا بشكل خاطئ، وقد أحرجوني بسؤالهم: أنتم تعلموا اننا أبرياء، لم تبقون علينا وتطلقوا سراح المجرمين؟ لقد قسمنا المعتقلين الى ثلاث فئات؛ المتشددين والمجرمين ممن ثبتت أدانتهم، في قتل زملائنا، والمعتقلين بشكل خاطئ او الأبرياء، من كانوا في الزمان والمكان الخاطئ، وهم اغلبية، لكنهم مسالمين هناك الكثير منهم أصبحوا أصدقائي، كنت أتمنى ان أستطيع ان اتعرف عليهم خارج هذا المكان، فبعضهم مثقف جدا، وذو شهادات اكاديمية عليا، كيف يمكن ان يخطئوا بمثل هؤلاء! : سوف يطلقون سراحكم قريبا، أؤكد لكم. لم يقتنعوا بجوابي. رأيت صديقي (مارك)، قبل رجوعه الى أرض الوطن، كان فرحا جدا لخروجه من هذا الجحيم، قال لي (مارك): أنهم مجانين ان أطلقوا هؤلاء، سوف تذهب تضحياتنا سدى، وسوف يقتلون كل من يقف ضدهم، سوف يدمرون العراق، هل جن مسؤولي البيت الأبيض، انه شعور سيء ينتابني وينتاب كل رفاقي في السلاح. اتعلم: بعض الأصدقاء يهمسون لي، بأنه العقاب المناسب للعراق، لأنهم لا يرغبون في بقائنا على أراضيهم، سوف يطلقون المتشددين، كي يستنجدوا بنا فيما بعد ما رأيك؟ لم أمتلك ردا مناسبا. : سوف تصل الى عائلتك قريبا، دعنا نتواصل فيما بعد، قل لزوجتك أنى أحب الفطائر التي تعديها، سوف ازورك يا صديقي بعد رجوعي للوطن. سؤال (مارك) أجابه (كيري) في زيارته الأخيرة للعراق، ولكن بعد (5 سنوات)، حينما التقى ببعض الساسة العراقيين، وسؤاله عما فعله الجيش الأمريكي، حين دخل العراق، حتى لحظة خروجه. أجاب: أسألوا بوش، لقد كان مجنونا.!!
أقرأ ايضاً
- وقفه مع التعداد السكاني
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)
- أولويَّات ما بعد التعداد السكاني