حجم النص
بقلم:فضل الشريفي العجب العجاب ممن يدعي انه يقتفي أثر خليفة رسول الله ووصيه علي بن ابي طالب كيف يريد ان يتسلم السلطة بطرق ملتوية وباستخدام أساليب الخداع والكذب؟! التعيينات والهدايا وقطع اراضي للسكن وتلميع صورة الذات و تسقيط الآخر وغير ذلك من مغريات يوظفها المرشح في سبيل تولي السلطة التي تضع رقاب الناس بمتناول يده. هل نسي المرشح الذي يدعي الانتماء الى مدرسة أمير المؤمنين علي عليه السلام ان الإمام نصبه الله عز وجل خليفة للمسلمين وليست خلافته اختيارية او بتحقيق النصاب؟ ومع كل هذا تراه يعزل عن الخلافة طيلة 24 عاماً ولم يكن ذلك لم يمنعه من تقديم النصح والمشورة بل تقديم أنجع الحلول وأفضلها اثناء حكم الخلفاء الذين سبقوا فترة حكمه، ثم ما ان تسلم زمام السلطة أعطى كل ذي حق حقه ولم يكن ليلين او يجامل على حساب الحق أقرب الناس اليه أخيه عقيل رضوان الله عليه حينما طالبه ببعض المال من بيت مال المسلمين ليسدد ما في ذمته من ديون، وأنتم أدرى بما فعل الإمام حينها ومن باب التذكير أخذ الإمام حديد ملتهبة وقربها من يد أخيه ليحس بحرارتها ويتذكر نار جهنم وقد كانت تلك الحادثة العظيمة عبرة عظيمة وأسمى درس في العدالة. مضى ما يقارب 1400 عام على استشهاد الإمام علي عليه السلام وهو الآن يعد أفضل نموذج للحاكم العادل وباعتراف الجميع، ترى إلا يراجع ساستنا اليوم أنفسهم لماذا تخلد الإمام عبر العصور؟، ثم إلا يراجعوا انفسهم هل انهم يسلكون ذات الطريق الذي سلكه الإمام؟ ربما يقولوا ان الاوضاع استثنائية أذكرهم ان الاوضاع التي عاشها الإمام كانت أصعب وأشد فالمسلمين كانوا متشتتين والأعداء كثر ولم يكن للإمام ذلك الدعم المادي والبشري بل كانوا أنصار الإمام قلة قليلة ومع كل هذا لم يكن هناك فقير او مسكين او مظلوم طوال فترة حكمه، اما اليوم فإتباع أهل البيت عليهم السلام يشكلون الاغلبية ويمتلكون الطاقات المادية والبشرية ومع كل هذا وصلنا الى هذه الحالة التي لا يحسدنا عليها حتى سكان الدول الاكثر فقراً في العالم، ربما يتحجج حكامنا وقادتنا بان الإمام معصوم ومسدد من الله وهذه الحجة لا تشفع لهم ايضاَ فالكثير من زعماء العالم لم يكونوا أنبياء او أوصياء، فالزعيم الهندي غاندي كان هندوسيا لا يؤمن بالكتب السماوية ومع ذلك ناضل نضالاً مريراً حتى تحررت الهند، ونلسن مانديلا مناضلاً افريقياً عانى الاضطهاد والتهميش بسبب لون بشرته وفيما بعد قاد بلاده صوب التحرر وعندما تولى رئاسة بلاده لم يبقى في السلطة سوى عهدة رئاسية واحدة، وهو اليوم يعد رمزاً من رموز السلام، بعد كل هذا أقول اما آن الأوان للشعب ان يتمعن في الاختيار وان يختار الاصلح؟ لنحاول جميعاً كناخبين ومرشحين ان نسلك طريق علي عليه السلام وان كان طريق الحق موحش لقلة سالكيه، ولكن كلنا يعلم ان هذا الطريق الموحش نهايته السعادة والخلاص وفيما عدا ذلك ستكون النهاية وخيمة و مكلفة والشاهد هو الاوضاع التي عشناها ونعيشها الى الآن.