- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قراءة نفسية في شخصية "المجنون" عابس الشاكري
حجم النص
قلم:عباس عبد الرزاق الصباغ تحفل كتب اهل الجمهور..جمهور السقيفة سيئة الصيت واهل "السنة" والجماعة وأدبياتهم بقصص لمجانين العشق "العذري" او مايسمى بالعشق العذري لانه يخالف مبدأ الخلوة الشرعية في الاسلام وكما يقول النبي (ص) مااختلى رجل بامراة الا وكان الشيطان ثالثهما فضلا عن مجانين العشق والفجور والعهر والخمور وهو ماكان سائدا في عصر بني أمية وهو جزاء الأمة التي طبلت وزمرت للسقيفة التي أنتجت فيما بعد بني امية وبني مروان وثالثهم كلبهم بنو العباس!!! كما انتشرت الأحاديث المدلسة عن النبي (ص) فيما يخص العشق وما يسمى بالعشق العذري او "الحلال" في منطق " الجمهور" (من احب وعشق وعف ومات فهو شهيد) هكذا يرون عن النبي (ص) اثباتا لصحة معتقدهم، ومثلهم الاعلى وقدوتهم في هذا المضمار قيس ليلى وكثير عزة وووو وتاتي رابعة العدوية الفاسقة التي تصوفت ثالثة الاثافي فمن مات من هؤلاء في سبيل معشوقه فهو "شهيد"! في الاسلام!! فهذا مجنون ليلى وذاك مجنون عزة ومجنون بثينة ومجانين الصوفية الخرقين بجنونهم بشطحاتهم ونطحاتهم وشططهم وقد حفلت كتب وأدبيات الجمهور والسلف "الصالح" بآلاف القصص والروايات والحكايات عن مجانين لاعد لهم ولاحصر.. اما مجنون الحسين عابس الشاكري (رضي الله عنه وارضاه) فلا وجود له في تلك الكتب والمصادر والمراجع والأدبيات إما عن عمد وترصد او عن جهل والخيار الاول اقرب للواقع مع بقاء الخيار الثاني متوقعا فكتب ومراجع السلف" الصالح" الذي يقتدي بهم الوهابية والجهلاء بتاريخ الإسلام حافلة بقصص وحكايات المغنيات والقيان والشواذ والشذوذ والانحراف الاخلاقي الذي كان يمارس من اعلى قمة الهرم اي من الخليفة ـ اجلكم الله ـالذي هو من نتاجات مؤامرة السقيفة واخواتها وشقيقاتها في صفين والجمل والنهروان والطف في كربلاء، فهذه المصادر تغفل او تتغافل وجود سبع ضارٍ واسد هصور قاتل وقتل مع ابن بنت نبيهم وابن خليفتهم الرابع واحد "المبشرين" بالجنة وهو مجنون حقيقي في قمة الجنون ولكن في قمة العقل فهو مجنون الحسين وقد تحدى لوحده بيديه العاريتين إلا من سيف واحد ثلاثين الفا او يزيدون تحدى الاف السيوف وعشرات الاف من السهام والنبال والحجارة (الحجارة ادخلها بنو امية كسلاح فعال في المعركة) (*). عند جمهور السلف "الصالح" مجانين كثر من امثال قيس وكثير وغيرهم من المستخنثين وعند اتباع اهل البيت مجانين كثر ايضا من امثال عابس الشاكري ولم يكن وحده مجنونا بالحسين فكلهم بهذا القياس مجانين،وكيف لايجن عابس وقد رأى بام عينيه الإمامة على حقيقتها بكافة تجلياتها وصورها وكراماتها ومعاجزها التي لا تتجلى الا للأولياء الصالحين وهم اصحاب الحسين الذين يمثلون زبد الوجود وخلاصة الكون ومعدن الرسالة والامامة ويبقى سر "جنون " عابس الشاكري (رض) سرا من اسرار عاشوراء التي لايعلمها سوى الله الذي عنده مفاتيح الكشف عن الغطاء فقد صورت الروزخونيات والمأثورات الشعبية عابسا على انه شخص مندفع نحو الشهادة ومتسرع للقاء العدو اي الاستعجال للانتقال الى الجنة التي هي الثمن والله وحده يعلم ماذا رأى عابس الشاكري من آيات ربه الكبرى ليلة العاشر من المحرم ما جعله يصرح ان حب الحسين اجنني فقد اشتبكت عند عابس الانا والهو واندثرت معالمها فذابت شخصيته في الحسين فصار الانا لديه حسينا والهو صار حسينا واي تحليل نفسي لشخصية عابس الشاكري يذهب جفاء اذا لم يفسر بالحسين وليذهب سيجموند فرويد الى معسكر السلف "الصالح" غير مأسوف عليه. (*) روى أبو مخنف : قال: فتقدم عابس إلى الحسين بعد مقالته لشوذب فسلم عليه وقال: يا أبا عبد الله أما و الله ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعز علي ولا أحب إلي منك، ولو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل بي أعز علي من نفسي ودمي لفعلته، السلام عليك يا أبا عبد الله، أشهد أني على هداك وهدى أبيك، ثم مشى بالسيف مصلتاً نحو القوم، وبه ضربة على جبينه، فطلب البراز. وروى أبو مخنف عن الربيع بن تميم الهمداني أنه قال: لما رأيت عابسا مقبلا عرفته وكنت قد شاهدته في المغازي والحروب، وكان أشجع الناس، فصحت: أيها الناس: هذا أسد الأسود، هذا ابن أبي شبيب، لا يخرجن إليه أحد منكم، فأخذ عابس ينادي: ألا رجل ألا رجل ؟! فلم يتقدم إليه أحد، فنادى عمر بن سعد: ويلكم ارضخوه بالحجارة. فرمي بالحجارة من كل جانب، فلما رأى ذلك ألقى درعه ومغفره خلفه، ثم شد على الناس، فوالله رأيته يكرد أكثر من مائتي من الناس،ثم إنهم تعطفوا عليه من حواليه، فقتلوه واحتزوا رأسه، فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة، هذا يقول: أنا قتلته، وهذا يقول: أنا قتلته، فأتوا عمر بن سعد فقال: لا تختصموا، هذا لم يقتله إنسان واحد، كلكم قتله، ففرقهم بهذا القول. و قد بلغ عابس من عشق الإمام الحسين (ع) مبلغاً قل مثيله. فقد ورد في روايات أُخرى أنه لما خلع درعه قيل له: أجننت يا عابس؟ فقال قولته المشهورة:أجل حب الحسين أجنني.وقد خصه الإمام المهدي صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف في زيارة الناحية المقدسة بالسلام بقوله: السلام على عابس بن شبيب الشاكري. إعلامي وكاتب مستقل [email protected]
أقرأ ايضاً
- الغايات الخفية وراء رفض تعديل قانون الاحوال الشخصية
- الابعاد الاستراتيجية لتطوير تشريعات الاحوال الشخصية
- زوبعة قانون الاحوال الشخصية