- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قراءة في كتاب مديرية التسجيل العقاري في ذي قار لمؤلفه ابن خلدون .
بقلم: مجاهد منعثر منشد
رأسه بحر وشيبه أمواج متلاطمه وحسبي بكل شيبه حكاية وقصة , عقله كصحيفة طويلة كتبت حروفها بمداد لسانه يسطر فيها ملاحم تجارب الحياة وواقعها بحلوها ومرها , ينطق كشاهد عيان .
هو من الجيل القديم وأكثر من يحبهم الجيل الوسطي تلك الحلقة الرابطة بين الماضي والحاضر في وقتنا المعاصر .
إنّ من لا يعرف قيمة الشعرة البيضاء وكأنّه في تيه يتسكع في الشوارع لا يدري أين يذهب, فوجودها بين المجتمع جوهرة لا تقدر بثمن .
الموسوعة ابن خلدون ذي قار هكذا أسميه وهو أبو خلدون المؤرخ الكبير محمد علي جبار عليخ صاحب عشرات المؤلفات عن المحافظة بمدنها وأقضيتها ونواحيها وقراها , يقدم لنا إبداعا جديدا بعنوان : مديرية التسجيل العقاري في ذي قار بين الماضي والحاضر والقوانين التي تعمل عليها .
وقبل هذا الكتاب ألف كتاباً عن تاريخ القضاء (المحاكم في الناصرية ) والصيرفة والائتمان تطور تاريخي في مدينة الناصرية وتاريخ غرفة تجارة الناصرية والجسور في مدينة الناصرية , وجميع هذه المؤلفات تتحدث عن الدوائر الإدارية في المحافظة .
ولكن هذه المرة في هذا المؤلف يؤلف ويؤرخ كشاهد عيان كونه موظف سابق ومدير لهذه المديرية قبل إحالته على التقاعد.
إذن بين أيدينا ليست مادة تاريخية فحسب , إنّما من يكتب ابن البلد وابن المحافظة وخبير محلي يقدم خدمة مجانية نحو التألق والتقدم لهذه المديرية من خلال ملاحظاته القيمة .
الكتاب خمسة فصول , الفصل الأول ذكر في موضوعه الأول القوانين والأنظمة المتبعة في الدائرة , والموضوع الثاني ملاحظاته على قانون التسجيل العقاري رقم 43لسنة 1971 المعدل وفق القوانين .
وقسم الفصل الثاني إلى أربعة مواضيع, أولها تطرق إلى أسماء المدراء والمدراء العامين في المديرية . وثانيها الأقسام والشعب وأسماء الموظفين . وثالثها مواضيع متفرقة . ورابعها نشاطات المديرية في ذي قار .
وتلا هذا الفصل فصل الكتاب الثالث الذي شمل الدائرة الثانية للمديرية فأعطى صورة وافية لمدرائها ووحدات التسجيل والشعب والأقسام والملاحظيات التابعة لها .
واشتمل الفصل الرابع على مقترحات المؤرخ الخبير إلى ورقة عمل لتطوير عمل دوائر التسجيل العقاري .
والفصل الخامس اختصّ بالصور والوثائق والاحصائيات العددية لأعمال مديرية التسجيل العقاري الأولى والثانية , فكان بمثابة الأرشيف لكتب رسمية قديمة وحديثة وصور الموظفين .
وأخيراً لا يسعني غير تقديم الشكر والتقدير لهذا المجهود الكبير الذي قدمه الأستاذ الفاضل محمد علي جبار إلى الباحثين عامة ولتطوير هذه المديرية في المحافظة من خلال ملاحظاته ومقترحاته السديدة وكأرشيف للمديرية ولتوعية المواطنين من خلال هذا الكتاب , وأرفع كفي بالدعاء لله سبحانه وتعالى أن يحفظه ويمد في عمره ويوهبه الصحة والعافية إنه سميع مجيب .
أقرأ ايضاً
- حجية التسجيلات الصوتية في الإثبات الجنائي
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً