مازلنا نجهل تاريخنا ومازال تاريخنا ساخطا علينا، ومازلنا نعاني من آفة التاريخ الصحيح والتاريخ المزيف. والعراق مازال يطفوا على بحر من إثارة المغمورة تحت سطح الأرض وفي عمق الصحراء الغربية بالقرب من مدينة كربلاء قرب بحيرة الرزازة ، تطالعنا اثأر شاخصة تعود إلى أقدم العصور وقد تحدت عوامل التعرية والاندثار بكل قوة وهي تنتظر معاول التنقيب والبحث و التحري...
كهوف الطار : يقع هذا الأثر إلى الجنوب الغربي من مدينة كربلاء بحوالي 40كم . بالقرب من بحيرة الرزازة ويبعد عن قصرالاخيضر بحوالي 15كم . ويعود تاريخ هذا الأثر إلى ألاف السنين ويسمى بالمصطلح الشعبي بالطار لارتفاعه 65مترا فوق مستوى سطح البحر ويبلغ عدد هذه الكهوف ( 400 ) كهف وقد نحتت بأيدي الإنسان العراقي وابداعة .
تاريخها : نقبت هذه الكهوف اثريا من قبل بعثة يابانية واكتشفت هذه البعثة إن كهوف الطار مبنية على شكل طبقتين:
الأولى: كهوف مرتفعة عن الوادي المجاور لها، ولكل كهف فتحة للدخول يبلغ ارتفاعها متر ونصف . وعرضها نصف مترا . والكهوف تأخذ شكل الغرف أو الحجرات الصغيرة ..
الثانية: كهوف فوق الكهوف الأولى مكونة طبقة ثانية، وهي تختلف في طريقة بنائها وتصميمها الأكثر تطورا وعمرانا من الأولى.
ومن خلال التنقيب والتحري الذي اجرتة البعثة في الموقع توصلت وبالدليل القاطع إلى إن كهوف الطار مرت بثلاثة ادوار حضارية :
الأول: إن هذا الكهوف حفرت من قبل الإنسان عام ( 1200ـ 1300ق.م ) واتخذت كمساكن الثاني : بالاعتماد على فحوصات جهاز كاربون ( 14 ) وتحليلات البعثة اتضح إن الكهوف قد استخدمت كقبور في الفترة مابين ( 300ق.م ـ إلى عام 300 م ) ومن الجدير بالذكر أن هذا الطور يتواكب زمنيا مع دول وحضارات تدمر والحضر والحيرة المحيطة بمنطقة كهوف الطار في تلك الفترة . والعثور على لقى أثرية تشترك مع تلك الدول قي أثارها .
الثالث: وهو طور العصر الإسلامي. حيث عثرت البعثة اليابانية على 2000 قطعة أثرية مختلفة من ضمنها ملابس . واعتقدت البعثة أن في هذا الطور اتخذت الكهوف كمواقع دفاعية وإما الاعتقاد السائد بين عامة الناس في كربلاء هوان كهوف الطار تعود إلى العصر الحجري وهي أقدم مستوطنة في تاريخ العراق القديم ؟ ولكن ليس من المعقول إن نسلم لهذه الاعتقاد الخالي من المصادر التاريخية والله اعلم...
شكوى وشجون: من المؤسف حقا عندما بحثت عن هذا الموضوع في كتب التاريخ ولاسيما الكتب التي تناولت تاريخ العراق القديم والتي ألفها كبار مؤرخينا الإجلاء أمثال طه باقر واحمد سوسة ، لم أجد أي شيء يذكر عن كهوف الطار ويبدو تجاهلها ونسيانها واضحا ..
ففي كتاب ( تاريخ حضارة وادي الرافدين ) للأستاذ احمد سوسة . لم نجد سوى إشارة بسيطة مفادها : تم الحصول على لقى أثرية ما قبل التاريخ قرب الرزازة لواء كربلاء ؟؟ إما كتاب ( مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ) للأستاذ طه باقر. لم نجد أيضا سوى معلومة بسيطة أيضا حيث يقول : استخرج الباحث الجيولوجي فوت في عام 1955 بطريقة الحفر بعض الأدوات الحجرية من نوع المقاشط تعود إلى الدور المستيري ( إي العصر الحجري القديم ) في منخفض أبي دبس الرزازة .
فيا ترى هل يقصد المؤرخين القديرين بهذه المعلومات كهوف الطار أم اثر في مكان أخر ...
وتبقى كهوف الطار لغز تاريخيا معقدا لم يتم اكتشافه بشكل كامل لحد ألان . ومجمل الاراء والبحوث التي تتناول وجود هذه الكهوف واستخدامها يعتمد على ما توصلت إلية البعثة اليابانية المنقبة في هذا الأثر الخالد ..
وقد استبشرنا خيرا قبل أشهر عندما زار أول وفد سياحي أوربي يزور العراق بعد سنوات طويلة ، أنة توجهوا لزيارة كهوف الطار كأول اثر تاريخي يزوروا ، فهل ياترى أنهم يعرفون مكانة هذا الأثر واهميتة .. وفي نفس الوقت أنة اثر منسيا من أذهان الناس وأجندة الحكومات وكتب التاريخ عندنا هنا في العراق . ولا نعرف ما هو سبب التجاهل وما هو الهدف منه .
وأخيرا : أدعو هيئة الآثار العراقية ودائرة اثأر محا فظة كربلاء ، إلى إعادة النظر في منطقة الصحراء الغربية وتحديدا كهوف الطار وتعاود التنقيب والتحري في هذا الأثر المجهول ؟ لعلها تكتشف كنوزا أثرية أخرى ومرحلة جديدة قد تغير تاريخ العراق القديم . وربما تضع وجود كهوف الطار مع حقبة كهف شانيدر و هزار ميرد وكهف زراري في سليمانية في العصور الحجرية السحيقة....
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً