أسواق الخضار والفواكه العراقية تبكي غياب المحصول العراقي الذي لا يظهر الا في حدوده الدنيا احيانا في مدينة دون اخري وسط استيراد عشوائي للبصل والفجل والكرافس والكراث والرشاد والسلق والتفاح والحمضيات والرمان والخيار وقل ما شئت من الطيبات التي لا تصل الي بيوت الفقراء الا نادرا او لا تصل مطلقا. والفقراء كما تعرف الامم المتحدة هم اغلبية العراقيين الساحقة والمسحوقة. عراقي علق قائلا : هذه من نعم العدالة السياسية
الجديدة حيث يريد المسؤولون العراقيون الذين يزودون موائدهم من افخر المنتوجات المستوردة ان يشاركهم الشعب الفقير هذا الامتياز الباذخ.
هناك منتوجات زراعية محلية لا تزال تزرع هنا وهناك لكنها تعتمد علي الجهود الفردية. في حين ان المحاصيل التي كانت بعض المناطق تشتهر فيها
فقد استنزفها الوضع الجديد في البلاد التي يعمها سوء التخطيط، حيث خسر العراق منطقة الجزيرة بالقرب من ربيعة التي كانت سلة محصول الطماطم وذلك بسبب التحاق الفلاحين بوظائف مضمونة الراتب في حماية المنشآت وخطوط النفط والوظائف الحكومية التي من الممكن ان يقوم بها اي شخص الا الفلاح الذي علي البلد النامي ان يدعمه ويأخذ بيده لانه الضمانة الاآيدة لقوت الناس.
متي تبدأ العقول الزراعية الرسمية بالتعامل مع الزراعة علي انها ليست محاصيل ضربة الحظ المعتمدة علي الامطار التي يبدو ان الله بات لا ينزلها الا رحمة بدواب هذه الارض وليس لبشرها الذين خرجوا عن القيم الانسانية في التعاطي مع شان الرعية المقهورة والمظلومة والمستلبة .
الزراعة التنموية الناجحة تحتاج الي فهم امكانية ما يمكن ان تقدمه الارض العراقية التي يخترقها النهران العظيمان وربما كان من حق تركيا ان تسخر من هدر المياه التي يتفاوض العراقيون علي زيادة آميتها اذا كان البلد اجدب لا زرع فيه الا ما ندر وتغزوه الصحاري الي جانب هذا التصحر التخطيطي بامتياز.
لماذا لا يتم الشروع بحملة الانتصار والدعم لمحصول واحد او محصولين او ثلاثة علي عموم العراق وحسب تصنيفه المناخي وبكميات تنموية تجارية قابلة لسد الحاجة المحلية وتزويد الخارج فان من شان ذلك تحويل البلد الي ثنائي الدخل من العملة الصعبة بعد سنوات واذا كنتم تستوردون الفجل والبصل من دون خجل فابدأوا بهما لعل العملة الصعبة تدخل عبرهما بدلا من البكاء او التباآي علي اسعار النفط الهابطة، ايها الهابطون بالتخطيط الاستراتيجي الي مهاوي الدرك الاسفل ومن دون خجل ايضا.